حماس تُعلن تسليم الوسطاء ردها على مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة

وأعلنت حركة حماس، الخميس، أنها سلمت للتو ردها وردود الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار إلى الوسطاء، بحسب قناة روسيا اليوم.
ووصفت مصادر أمنية إسرائيلية رد حماس على الوسطاء بشأن اقتراح وقف إطلاق النار واتفاق تبادل الأسرى بأنه “غير كاف على الإطلاق”، وأن هناك ثغرات تمنع التوصل إلى اتفاق نهائي.
وبحسب مصادر مطلعة، فقد اطلع كبار مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية على محتوى الرد، وتم نقل النقاط الرئيسية على المستويين السياسي والعسكري.
وتتضمن نقاط الخلاف الرئيسية مطالبة حماس بانسحاب إسرائيلي أكثر شمولاً من معظم الأراضي التي أعيد احتلالها منذ مارس/آذار من العام الماضي، والإفراج عن عدد كبير من السجناء، بما في ذلك ما يسمى بـ”السجناء الثقيلين”.
وبحسب قناة روسيا اليوم فإن إحدى أبرز نقاط التوتر تتعلق بقضية الضمانات لإنهاء الحرب.
في المقابل، أعربت حماس عن عدم ثقتها بالالتزامات الأميركية، وألمحت إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد لا يمارس ضغوطا كافية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما يحين الوقت لإنهاء العمليات العسكرية.
وقال مصدر دبلوماسي كبير في إحدى الدول الوسيطة إن الالتزامات الأميركية تم تحديدها شفويا، وباستثناء إشارة عامة في النهاية، لم يتم تضمينها رسميا في نص الاتفاق.
وأضاف أن واشنطن وعدت بتحويل وقف إطلاق النار المؤقت لمدة 60 يومًا إلى اتفاق دائم، يشمل انسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة. إلا أن هذه الوعود لم تُكتب، مما عزز شكوك حماس.
في إطار صفقة تبادل الأسرى، تطالب حماس بالإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، بينهم شخصيات بارزة تعتبرها إسرائيل “خطيرة”. وتعتبر حماس إطلاق سراحهم التزامًا غير قابل للتفاوض، خاصة وأن زعيمها في قطاع غزة، يحيى السنوار، وعد شخصيًا بإطلاق سراحهم.
وفقًا لمصادر أمنية، لم تُنشر قائمة نهائية بالأسماء بعد. مع ذلك، تناولت محادثات سابقة بين الطرفين ما يُسمى بـ”المفاتيح”، أي إمكانية منح إسرائيل حق النقض (الفيتو) على أسماء معينة. لذا، لا يقتصر الخلاف على عدد الأسرى فحسب، بل على هوياتهم أيضًا.
في الوقت نفسه، أكد مصدر سياسي إسرائيلي أن وسطاء الوفد الإسرائيلي لم يتلقوا حتى الآن رداً رسمياً من حماس، رغم أن موقف الحركة تمت مناقشته في اجتماعات غير رسمية في الدوحة.
وقال المصدر إن الإجابة المتوقعة ستكون “نعم، ولكن”، مشيرا إلى أن الوسطاء يحاولون تغيير صياغة الإجابة لجعلها مقبولة كأساس للمفاوضات.
لدفع العملية، سافر المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى أوروبا للقاء عدد من رؤساء الدول والحكومات والمسؤولين. ومن المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية ديرمر لاحقًا.
ورغم تصاعد التوترات، تحدثت بعض المصادر عن “تفاؤل حذر” مدفوع بموقف الوسطاء أكثر منه بالتقدم على الأرض.
وقال مسؤول إسرائيلي مطلع: “الجانبان مستعدان فنيا ولوجستيا لتنفيذ الاتفاق، ولكن دون رد واضح وموثوق من حماس، لن يكون هناك تقدم حقيقي”.