الصحة العالمية: استهداف مقراتنا يصعب نجاة فلسطينيي غزة

منذ 3 شهور
الصحة العالمية: استهداف مقراتنا يصعب نجاة فلسطينيي غزة

وأدانت المنظمة قصف إسرائيل لمنزل موظفيها في دير البلح، ودعت إلى الإفراج الفوري عن أحد موظفيها المعتقلين.

 

أدانت منظمة الصحة العالمية، يوم الثلاثاء، بشدة الهجمات الإسرائيلية الثلاثة المتتالية على مقر موظفيها ومقرها الرئيسي في دير البلح، وسط قطاع غزة، يوم الاثنين. وجاءت هذه الهجمات في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق يُصعّب حياة أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة.

وقالت المنظمة في بيان لها، إن سكن موظفيها في دير البلح تعرض لثلاثة اعتداءات، اليوم الاثنين، بعد إصدار قوات الاحتلال أمر إخلاء جديد.

وأوضحت أن الغارات الجوية تسببت في اندلاع حريق وأضرار واسعة، وأن الموظفين وأسرهم، بما في ذلك الأطفال، تعرضوا “لخطر كبير وصدمة نفسية”.

وأشارت المنظمة إلى أنه “بعد تصاعد الأعمال العدائية، اقتحمت القوات الإسرائيلية المبنى وأجبرت النساء والأطفال على الفرار سيرًا على الأقدام باتجاه منطقة المواصي”.

وأوضحت أن “الموظفين الذكور وأفراد أسرهم تم تقييدهم بالأصفاد وتجريدهم من ملابسهم واستجوابهم تحت تهديد السلاح”.

كما اعتُقل موظفان واثنان من أفراد أسرتيهما، وأُطلق سراح ثلاثة منهم لاحقًا، بينما لا يزال موظف محتجزًا. ودعت الوكالة إلى الإفراج الفوري عنه، ومواصلة حماية الموظفين والمرافق.

وذكرت المنظمة أنها “نجحت في إجلاء 32 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، من المبنى المُهاجم إلى مكتبها في غزة. وكانت هذه مهمة محفوفة بالمخاطر، بعد أن تم ضمان مرور آمن رغم قرب المكتب من منطقة الإخلاء واستمرار الصراع”.

وأكدت أن أوامر الإخلاء الأخيرة أثرت على العديد من منشآتها، وهددت عملها كوكالة تابعة للأمم المتحدة في قطاع الصحة بغزة. وأضافت: “لقد تعرقلت جهود دعم النظام الصحي المنهار، وأصبح بقاء أكثر من مليوني شخص على قيد الحياة أكثر صعوبة”.

وأوضحت أن “معظم أماكن إقامة الموظفين لم تعد متاحة. وتم نقل 43 موظفاً وعائلاتهم من عدة مواقع إلى مكاتب المنظمة الليلة الماضية، في ظلام دامس وفي ظل خطر كبير بسبب تصاعد الأعمال العدائية”.

وأضافت أن “المخزن الرئيسي الواقع ضمن منطقة الإخلاء في دير البلح تعرض لأضرار بالغة أمس في هجوم تسبب في انفجارات وحريق، ثم نهبته حشود يائسة”.

وحذرت المنظمة من أنه “مع انخفاض معظم الإمدادات الطبية في غزة وخروج المستودع الرئيسي عن الخدمة، فإن قدرة المنظمة على دعم المستشفيات وفرق الطوارئ الطبية وشركاء القطاع الصحي الذين يعانون بالفعل من نقص حاد في الأدوية والوقود والمعدات محدودة”.

وحثت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على “ضمان تدفق مستمر ومنتظم للإمدادات الطبية إلى غزة”، مؤكدة أن إحداثيات جميع مرافق الأمم المتحدة، بما في ذلك المكاتب والمستودعات وأماكن إقامة الموظفين، قد تم مشاركتها مع الأطراف المعنية” لحمايتها من الهجوم.

وأكدت المنظمة أن “هذه المنشآت تشكل العمود الفقري لعملياتها في قطاع غزة ويجب حمايتها بشكل مستمر بغض النظر عن أوامر الإخلاء”.

ورغم الهجمات غير المبررة، جددت المنظمة تأكيدها على “التزامها بالبقاء في دير البلح ومواصلة توسيع عملياتها”، بما يتماشى مع قرار الأمم المتحدة بهذا الشأن.

وحذرت قائلة: “88% من قطاع غزة يخضع حاليًا لأوامر إخلاء أو يقع ضمن الأراضي العسكرية الإسرائيلية. وبالتالي، لا يوجد مكان آمن للجوء إليه في قطاع غزة”.

وفي هذا السياق، أعربت المنظمة عن “قلقها إزاء الظروف الخطيرة التي يُجبر العاملون في المجالين الإنساني والصحي على العمل فيها. إذ يتم تجاوز الخطوط الحمراء بشكل متكرر، في حين يتدهور الوضع الأمني وإمكانية الوصول، مما يحد من نطاق المساعدات الإنسانية”.

وجددت منظمة الصحة العالمية دعوتها إلى “حماية المدنيين والرعاية الصحية وتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى قطاع غزة، بما في ذلك الغذاء والوقود والإمدادات الطبية”.

واختتمت المنظمة بيانها بالتأكيد على أن “الحياة في غزة تتعرض لضغوط متزايدة، وأن فرص منع المزيد من الخسائر في الأرواح وإصلاح الأضرار الجسيمة التي لحقت بالنظام الصحي تتضاءل يومًا بعد يوم”. وأكدت أن وقف إطلاق النار “ليس ضروريًا فحسب، بل طال انتظاره”.

أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، إنذارات إخلاء للفلسطينيين في جنوب غرب دير البلح لأول مرة، استعدادا لتوسيع نطاق حرب الإبادة عبر عملية برية في المنطقة.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لإنهاء هذه الحرب.

خلّفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة أكثر من 200 ألف قتيل وجريح في فلسطين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود. إضافةً إلى ذلك، شُرد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين.


شارك