في آخر يوم له بمنصبه.. وزير إسرائيلي يقرر الاستيلاء على عقارات في باب السلسلة بالقدس

منذ 4 ساعات
في آخر يوم له بمنصبه.. وزير إسرائيلي يقرر الاستيلاء على عقارات في باب السلسلة بالقدس

أصدر وزير القدس والتراث الثقافي الإسرائيلي المنتهية ولايته، مئير بروش، أمرًا بمصادرة عقارات في حي باب السلسلة، أحد أبرز مداخل المسجد الأقصى المبارك، في تصعيد جديد ضد الوجود الفلسطيني في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.

اعتبرت محافظة القدس القرار الخطير الذي وقعه مائير بروش في آخر يوم من ولايته، والذي يقضي بمصادرة ممتلكات فلسطينية، بما فيها منازل ومحال تجارية في شارع باب السلسلة بالبلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، خطوة استعمارية تهويدية تمس جوهر الوجود العربي والإسلامي في المدينة.

وأضافت المحافظة: “إن هذه الخطوة التي تأتي دون أي مبرر قانوني واضح أو رأي من الجهات القضائية الإسرائيلية، تمثل تصعيداً خطيراً في محاولات الاحتلال حسم قضية القدس عبر التهجير القسري وسرقة الممتلكات وتشويه التاريخ والجغرافيا، خاصة وأن المنطقة المتضررة تقع على الطريق المؤدي مباشرة إلى المسجد الأقصى المبارك، وتضم معالم إسلامية ومبانٍ تاريخية من العصرين المملوكي والعثماني”.

وأشارت المحافظة إلى أن هذا القرار يرتبط ارتباطًا وثيقًا بسلسلة إجراءات تهدف إلى تسريع تهويد المدينة، منها توسيع المستوطنات، وتنفيذ مشاريع بنية تحتية كخط سكة حديد إسرائيلي يمر عبر الأحياء الفلسطينية، وخطط لتسجيل الأراضي وتحويلها من ملكية خاصة إلى ما يسمى “أملاك دولة” لخدمة المشروع الاستعماري.

حذرت محافظة القدس من أن تطبيق هذا القرار سيؤدي إلى إخلاء باب السلسلة، أحد المداخل الرئيسية للمسجد الأقصى، وبالتالي تهجير سكانه الفلسطينيين، وتحويله إلى ممر استيطاني مغلق يُستخدم حصريًا لاقتحامات المستوطنين، مما يُهدد الحريات الدينية والوصول إلى المسجد الأقصى، ويُضعف الوجود الإسلامي والمسيحي في البلدة القديمة.

ذكرت المحافظة أن ما يُسمى “الحي اليهودي” بُني في الأصل على أراضٍ وممتلكات فلسطينية صودرت قسرًا منذ عام ١٩٦٨ بذريعة “المصلحة العامة”. قبل نكبة عام ١٩٤٨، لم تتجاوز مساحته خمسة دونمات. ثم وُسِّعت لاحقًا إلى ١٣٠ دونمًا على حساب ممتلكات مقدسية تعود لعائلات فلسطينية مرموقة، منها آل نمري، وغنيم، وبشيتي، والجاعوني، وعلم، وشرف، وبرقان، وغيرهم.

كما حذّرت المحافظة من أن الحديث عن مصادرة نحو 20 عقارًا في هذا الوقت يُمهّد الطريق لإخلاء شامل للمنطقة، ويُكمّل خطة الاحتلال لربط ما يُسمى “الحي اليهودي” بالبؤر الاستيطانية المحيطة به. ويأتي ذلك ضمن خطة شاملة لتغيير هوية البلدة القديمة وفصلها عن محيطها الفلسطيني.

أكدت محافظة القدس أن هذه الخطوة تُمثل تصريحًا سياسيًا خطيرًا، ويجب أن يُقابل برفض واسع من الفلسطينيين والعرب والمسلمين. ودعت المجتمع الدولي، بما فيه الأمم المتحدة واليونسكو، إلى تحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية، والضغط الفوري لوقف هذه القرارات، التي تُهدد بزعزعة استقرار المدينة، وتُشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة بشأن وضع القدس.

دعت المحافظة أهالي المدينة الصامدين، ومؤسساتها الوطنية والدينية، إلى التوحد والتصدي لهذه المخططات بالوسائل الشعبية والقانونية، والتمسك بأرضهم وهويتهم وتاريخهم. كما دعت إلى تحرك سياسي ودبلوماسي عاجل لمواجهة هذا التطور الخطير، الذي يهدد أحد أهم جوانب الوجود الفلسطيني في القدس.


شارك