المبعوث الأمريكي لسوريا يدعو لإلقاء السلاح بعد اتفاق السويداء: البلاد على مفترق طرق

دعا المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، جميع الأطراف المتحاربة يوم الأحد إلى إلقاء أسلحتها ووقف الأعمال العدائية. وحذّر من أن سوريا تمر بمنعطف حرج. وكانت قوات الأمن السورية قد نُشرت سابقًا لوقف الاشتباكات، وتم تطبيق وقف إطلاق النار في مدينة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية، جنوب البلاد.
وقال باراك في منشور على منصة إكس إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا هو خطوة أولى لإعطاء الشعب السوري “فرصة لوضع سنوات من المعاناة والفظائع المروعة التي لا توصف خلفه”، بحسب موقع الشرق الأوسط الإخباري. وأضاف باراك، الذي يشغل أيضا منصب السفير الأميركي لدى تركيا، أن المجتمع الدولي أعرب عن دعمه للحكومة السورية الجديدة، وأنه “يراقب عن كثب بينما تسعى هذه الحكومة إلى الانتقال من إرث من الألم إلى مستقبل من الأمل”.
وتابع: “لكن هذه الخطة الهشة تُخيم عليها الآن صدمةٌ عميقة. ويعود ذلك إلى الأعمال الوحشية التي تقوم بها الأطراف المتحاربة على الأرض، والتي تقوّض سلطة الحكومة الجديدة وأي مظهر من مظاهر النظام والاستقرار”.
قال: “على جميع الأطراف المتحاربة إلقاء أسلحتها فورًا، ووقف الأعمال العدائية، وكسر دائرة الانتقام القبلي”، محذرًا من أن “سوريا تقف اليوم عند مفترق طرق حرج”. وأضاف: “يجب أن ينتصر السلاح والحوار، والآن”.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في وقت متأخر من مساء السبت إن الولايات المتحدة أمضت الأيام الثلاثة الماضية في مناقشات مكثفة مع السلطات في دمشق والأردن وإسرائيل بشأن “التطورات المروعة والخطيرة” في جنوب سوريا.
وأضاف روبيو على حسابه بموقع “إكس” للتواصل الاجتماعي: “يجب أن تتوقف عمليات اغتصاب وقتل الأبرياء التي حدثت وما زالت تحدث”.
وأشار إلى أنه إذا كانت السلطات في دمشق تريد الحفاظ على أي فرصة لسوريا موحدة وشاملة وسلمية دون سيطرة داعش وإيران، فإنها “يجب أن تساعد في إنهاء هذه الكارثة باستخدام قواتها الأمنية” لمنع داعش وغيرها من دخول المنطقة وارتكاب المجازر.
ودعا وزير الخارجية الأميركي السلطات السورية إلى “محاسبة وتقديم جميع المذنبين بارتكاب الفظائع إلى العدالة، بما في ذلك أولئك الذين يعملون ضمن صفوفها”، وشدد على ضرورة “إنهاء القتال بين الجماعات الدرزية والبدوية في المنطقة على الفور”.
اتفاقية متعددة المراحل
في دمشق، صرّح وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى بأنّ حكومته استجابت لدعوات الوسطاء الدوليين، وأوقفت التصعيد في محافظة السويداء عبر اتفاق متعدد المراحل يضمن وقف القتال وعودة مؤسسات الدولة. وأشار إلى أنّه من المتوقع تنفيذ المرحلة الأولى، الهادفة إلى فضّ الاشتباكات، خلال 48 ساعة.
وأضاف المصطفى خلال مؤتمر صحفي يوم السبت أن “الدولة استجابت لدعوة الوسطاء الدوليين لتجنب أي مواجهة عسكرية أو حرب مفتوحة من شأنها أن تعيق مسيرة التنمية في سوريا، وأعادت نشر قواتها المسلحة، وسمحت للوسطاء بتنفيذ الاتفاقات المتعلقة بوقف الأعمال العدائية”.
أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا، السبت، انتهاء الاشتباكات في مدينة السويداء بعد طرد جميع مقاتلي العشائر البدوية من المدينة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن المتحدث باسم الوزارة قوله “بعد جهود مكثفة بذلتها وزارة الداخلية لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وبعد نشر قواتها في المنطقتين الشمالية والغربية من محافظة السويداء تم إجلاء جميع مقاتلي العشائر من مدينة السويداء وانتهت الاشتباكات في الأحياء”.
أعلن مجلس العشائر السورية، السبت، انسحاب جميع مقاتليه من محافظة السويداء، في إطار تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
في المقابل، دعت القيادة الروحية للطائفة الدرزية في بيان لها، السبت، الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في السويداء إلى “القيام بمسؤولياتها وتنفيذ التزاماتها والوفاء بالتزاماتها”، لوقف الاعتداءات على أبناء الطائفة وفرض الحماية الدولية المباشرة على الدروز في سوريا.
“وقف إطلاق نار شامل”
وأعلن المكتب الرئاسي السوري في بيان يوم السبت عن “وقف فوري وشامل لإطلاق النار” ودعا “جميع الأطراف، دون استثناء، إلى الامتثال الكامل لهذا القرار، ووقف جميع الأعمال العدائية على الفور في جميع المناطق، وضمان حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق”.
قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن سوريا “ليست ساحةً للمشاريع الانفصالية أو التحريض الطائفي”. واتهم أصحاب “المصالح الضيقة” و”الأطماع الانفصالية” بالوقوف وراء الاضطرابات في السويداء. وأضاف أن هذه المصالح “لا تمثل الطائفة الدرزية بأكملها”. وأكد أن الدروز “ركيزة من ركائز النسيج الوطني السوري”.
وأضاف أن “الوساطة الأميركية والعربية” ساعدت في تهدئة الوضع في السويداء في ظل “ظروف معقدة”، وانتقد إسرائيل بسبب الغارات الجوية على قوات الحكومة السورية ودمشق في الأيام الأخيرة.