الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم ومخيميها ويستمر بعمليات هدم المنازل

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 174 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم 161. وأدى ذلك إلى تصعيد غير مسبوق في عمليات الهدم والتجريف، طالت عشرات المنازل والمجمعات السكنية.
أفاد مراسل وكالة وفا أن جرافات الاحتلال الثقيلة واصلت أعمال الهدم في مخيم طولكرم، والتي بدأتها الأسبوع الماضي، بوتيرة متسارعة. واستهدفت المزيد من المباني السكنية، مخلفةً وراءها سحبًا من الركام والغبار تغطي المنطقة. وهزّ صوت انفجار المخيم ومحيطه.
يأتي هذا التصعيد في إطار خطة الاحتلال الجديدة لهدم 104 بنايات، تضم نحو 400 شقة. ويُعدّ هذا التصعيد الأحدث في سلسلة عمليات هدم طالت عدة أحياء من المخيم خلال الأسابيع الأخيرة، لا سيما أحياء المربعة، وأبو الفول، والشهداء، والحمام. وقد أدّى ذلك إلى تشريد آلاف العائلات.
في هذه الأثناء، يشهد مخيم نور شمس تصعيدًا عسكريًا، وسط عدوان وحصار خانق من قبل قوات الاحتلال، يترافق مع إحراق متعمد للمنازل من قبل جنود الاحتلال، وتحديدًا في جبل النصر.
أفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال الإسرائيلي احتلت اليوم مبنى سكنيًا قيد الإنشاء في مخيم نور شمس، وشوهدوا يصعدون إلى سطحه ويرشقون المنازل المجاورة بالطوب.
خلال الأسابيع الأخيرة، تعرض مخيم نور شمس لعمليات هدم واسعة النطاق، ضمن خطة قوات الاحتلال لهدم 106 مبانٍ في مخيمي طولكرم ونور شمس. ودُمّرت عشرات المباني السكنية، منها 48 مبنى في مخيم نور شمس وحده. وأدى ذلك إلى دمار واسع النطاق، وظهور شوارع واسعة تفصل بين الأحياء المختلفة.
أدى التصعيد المستمر إلى تهجير أكثر من 5000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، أي ما يزيد عن 25 ألف نسمة. كما دُمر أكثر من 600 مبنى بالكامل، وتضرر 2573 منزلًا جزئيًا. ولا تزال مداخل المخيمين مغلقة بالحواجز، مما جعلها بلا حياة. ويمنع السكان من الوصول إلى منازلهم أو تفقد ممتلكاتهم، بينما يتعرض كل من يقترب منها للقصف.
وفي سياق مماثل، أرسلت قوات الاحتلال تعزيزات عسكرية إضافية إلى المدينة، التي تشهد تحركات مكثفة لآليات الاحتلال ووحدات المشاة على مدار الساعة، وخاصة في المناطق السكنية ومركز السوق وشارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت وميدان جمال عبد الناصر وشارع نابلس، حيث تتعمد عرقلة حركة المواطنين والمركبات من خلال إطلاق أبواق سياراتها بشكل استفزازي والسير عكس اتجاه السير، مما يعرض حياة المواطنين للخطر.
واقتحمت قوات الاحتلال، اليوم، ضواحي شويكة شمال المدينة، وعرتة جنوبها، وإكتابا شرقها، وسيرت دورياتها في الشوارع والأحياء، وأعاقت حركة المواطنين والمركبات المارة.
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تحويل شارع نابلس إلى ثكنة عسكرية، وتحتل عدة بنايات سكنية فيه، بالإضافة إلى أجزاء من الحي الشمالي، وتحديدًا المقابل لمخيم طولكرم للاجئين. وقد أخلت قوات الاحتلال سكان هذه الأحياء، التي ما زال بعضها محتلًا لأكثر من أربعة أشهر، بالقوة، ونشرت آليات ثقيلة وجرافات في المناطق المحيطة.
هذا الطريق، الذي يربط مخيمي طولكرم ونور شمس للاجئين، تضرر بشدة أيضًا بسبب أعمال التجريف التي قامت بها قوات الاحتلال قبل أشهر. كما تُبقي هذه القوات على تواجدها القوي، وتقيم حواجز جوية ومفاجئة، مما يُعيق حركة المرور ويفاقم معاناة السكان المدنيين.
أدى العدوان المستمر حتى الآن إلى استشهاد 14 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن. كما أصيب العشرات واعتقلوا، ودُمرت البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات بشكل واسع.