رئيس إيران: نلتزم بالقوانين الدولية لكننا لن نرضخ للقوة.. وإيران عبر التاريخ لم تسعَ أبدا للحرب وزعزعة الأمن

صرّح الرئيس الإيراني مسعود بشكيان في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان: “إن جمهورية إيران الإسلامية ملتزمة بالقانون الدولي. وانطلاقًا من ثقتها بشفافية الأنشطة النووية السلمية لبلادنا، لا يساورنا أي قلق بشأن عمليات المراقبة والتفتيش، ولن نفعل ذلك مستقبلًا”. وأكد أن “استخدام القوة والضغط وحرماننا من حقوقنا المشروعة أمر مرفوض تمامًا”.
خلال المكالمة الهاتفية يوم السبت، أشار الرئيس بزشكيان إلى التطورات الإقليمية والدولية، لا سيما وقف إطلاق النار في الحرب التي استمرت 12 يومًا بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة ضد إيران، بالإضافة إلى جهود الدول الأوروبية لحث الجمهورية الإسلامية على استئناف المفاوضات. وأكد أن إيران، انطلاقًا من سياساتها المبدئية، دأبت على دعم جميع الإجراءات الرامية إلى تعزيز السلام والأمن.
وأضاف: “لم تسعَ إيران، على مر تاريخها، قط إلى الحرب أو زعزعة الاستقرار، بل لعبت دائمًا دورًا هامًا ومؤثرًا في ترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة”. ووصف هجوم النظام الصهيوني على المنشآت النووية الإيرانية بالتنسيق مع الولايات المتحدة بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وأضاف الرئيس الإيراني أن “تقاعس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مواجهة هذا العمل العدواني والإجرامي أثار حفيظة الشعب الإيراني”، مضيفا: “إن الحد الأدنى من توقعات شعبنا بموجب القانون الدولي هو إدانة العدوان على منشآتنا النووية، وهو ما فشلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في القيام به للأسف”.
أعرب الرئيس بزشكيان عن أسفه لتجاهل الاتفاقيات القانونية من قبل الدول والمنظمات الدولية التي تدعي الالتزام بها، وأضاف: “في حين أثبتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مراراً وتكراراً الطبيعة السلمية لأنشطتها النووية تحت إشراف وسيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأكدت على تحريم الأسلحة النووية بناءً على فتوى من قائد الثورة الإسلامية، فإن الحكم ضد برنامجنا النووي يستند إلى اتهامات كاذبة ومعلومات مضللة مصحوبة بدعاية إعلامية”.
وانتقد الرئيس الإيراني أيضا ازدواجية الغرب في التعامل مع حقوق الإنسان، مشيرا إلى صمته تجاه الجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام الصهيوني في قطاع غزة، بما في ذلك قتل وتجويع المدنيين، رغم أن هذه الجرائم تنتهك كل المعايير الأخلاقية والإنسانية.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وجمهورية أرمينيا، وصفها بزشكيان بالتاريخية والودية والبنّاءة، مضيفًا: “نبني برامجنا على التعاون البنّاء مع جميع الدول المجاورة واحترام سلامة أراضيها. ونولي أهمية لتعزيز التفاعل والتعاون المتبادلين، بالإضافة إلى التخطيط للعلاقات المستقبلية بين البلدين”.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الأرميني عن تعازيه في مقتل مئات المواطنين الإيرانيين جراء الهجمات العدوانية للنظام الصهيوني على البلاد. وأدان هذا العمل العدواني، مؤكدًا حرص يريفان على تطوير العلاقات مع طهران.
وفي هذا الاتصال الهاتفي، قال باشينيان للرئيس الإيراني: “نتطلع إلى زيارتك لأرمينيا ومناقشة سبل تحسين التعاون والتفاعل بين البلدين بالتفصيل”.