هل يؤثر قرار السعودية بتملك الأجانب للعقار على تصدير العقار المصرى؟

منذ 2 شهور
هل يؤثر قرار السعودية بتملك الأجانب للعقار على تصدير العقار المصرى؟

• المناطق مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة جذابة للغاية للمشترين من الدول الإسلامية… والإمارات العربية المتحدة هي الخيار الأفضل للأجانب. • مقارنة بالدول المجاورة، يعد الساحل الشمالي أفضل وجهة سفر. • هناك طلب حقيقي على شراء العقارات السكنية في السوق العقاري المصري.

وفي خطوة قد تعيد تشكيل مشهد الاستثمار العقاري في المنطقة، وافق مجلس الوزراء السعودي على نظام جديد يسمح للأجانب بتملك العقارات داخل المملكة، بما في ذلك في المناطق ذات الأهمية الدينية والاقتصادية مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة.

يأتي هذا في وقت تُطبّق فيه مصر استراتيجية “تصدير العقارات” لجذب العملة الصعبة. وهذا يُثير تساؤلات حول مدى تأثر سوق العقارات المصري بالمنافسة الإقليمية، لا سيما في ظلّ تزايد جاذبية السوق السعودية للمستثمرين الأجانب.

في هذا السياق، يرى أحمد زكي، المدير العام والمؤسس المشارك لشركة زد بورد للاستشارات، أن قرار السعودية سيؤثر على مصر، وإن لم يكن بنفس حدة تأثيره على السوق الإماراتية. إلا أنه يُشير إلى تغييرات قادمة قد تؤثر على موقع مصر على خريطة تصدير العقارات.

وتابع: إن السماح للأجانب بتملك العقارات في مناطق مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة سيجعلها جذابة للغاية للمشترين من الدول الإسلامية مثل تركيا والهند وباكستان، ولكن في مناطق مثل الرياض، تُعدّ الإمارات العربية المتحدة واليونان وقبرص، وأخيرًا المملكة العربية السعودية، أفضل الخيارات للأجانب. وقال: “لا تزال الإمارات العربية المتحدة الخيار الأول لتملك العقارات لأغراض الاستثمار”.

ويرى زكي أن المملكة العربية السعودية ستصبح سوقاً جاذبة للاستثمار العالمي، وأنها ستمثل فرصة كبيرة ووجهة استثمارية لمطوري العقارات نظراً لنموها الاقتصادي وبيئتها التنظيمية الصديقة للاستثمار.

وبحسب زكي، من المتوقع أن تقوم السعودية بتطوير استراتيجية لتصدير العقارات خلال عامين، وهو ما سيزيد من جاذبية السعودية للمطورين من جهة، ولكنه من جهة أخرى سيؤثر سلبا على جاذبية مصر كسوق لتصدير العقارات.

وأوضح: “هناك ارتباط بين صادرات العقارات والسياحة، التي لها تأثير كبير على السوق السعودي بفضل السياحة الدينية على مدار العام”. وقال: “نجاح استراتيجية الدولة الاستثمارية والسياحية يعتمد على نجاح خطتها لتصدير العقارات”.

يرى زكي أن فرص تصدير العقارات في مصر لا تزال منخفضة مقارنةً بدول الجوار، باستثناء الساحل الشمالي. وأوضح أن إسبانيا نجحت في بيع 86 ألف وحدة لغير الإسبان، بينما نجحت مصر في بيع أقل من 9 آلاف وحدة، معظمها لغير المصريين على الساحل الشمالي.

لتذليل معوقات تعزيز صادرات العقارات في مصر، أوضح زكي أن دور المطور العقاري يجب أن يقتصر على التطوير فقط، لا أن يكون مجرد ممول. وهذا من أكبر التحديات التي تواجه سوق العقارات المصري. وأضاف أن الترويج للسياحة في مصر أمر بالغ الأهمية، إذ تلتزم صادرات العقارات دائمًا بإجراءات الترويج السياحي في البلاد. كما أكد على ضرورة تفعيل آليات التمويل العقاري وربط الأقساط بسعر بناء العقار.

وفي سياق آخر، وفي تعليقه على نشاط سوق العقارات المصري على مدار العام، قال زكي إن مؤشرات مبيعات العقارات في النصف الأول من العام تشير إلى أن 100% من المشتريات كانت للأغراض السكنية.

وقال زكي في تصريح لـ”الشروق” إن هناك طلباً حقيقياً في سوق العقارات للسكن وليس للاستثمار.

وأوضح أن مؤشرات السوق للنصف الأول من العام تشير إلى نمو حجم المبيعات لدى أكبر خمس شركات عقارية، نظراً لسلامتها المالية وامتلاكها خطط سداد مرنة للمشترين.

قال زكي إنه سيكون هناك انخفاض ملحوظ في أعداد المشترين والمضاربين هذا العام، مما سيؤثر على حجم مبيعات مشاريع الساحل الشمالي. ومع ذلك، سيظل الساحل الشمالي هو البائع الأكبر في سوق العقارات، بحجم مبيعات يقارب 500 مليار جنيه مصري.

وفقًا لتقرير شركة Z Board Consulting لعام 2024، حققت أكبر 21 شركة تطوير عقاري إيرادات تعاقدية تجاوزت 1.463 تريليون جنيه مصري، مقارنةً بـ 701 مليار جنيه مصري في عام 2023. وقد دُعم هذا النمو الاستثنائي بتحرير سعر الصرف، مما أدى إلى ارتفاع التكاليف ومواد البناء، مما ساهم في مضاعفة أسعار العقارات في جميع أنحاء مصر. وتفاقم هذا النمو مع تزايد إقبال الكثيرين على الاستثمار العقاري كملاذ آمن من التضخم وضعف العملة المحلية. وتزامن ذلك مع الإعلان عن مشاريع عملاقة، لا سيما في الساحل الشمالي، وأبرزها مشروع رأس الحكمة، مما عزز الطلب على العقارات وساهم في ارتفاع الإيرادات.


شارك