لأول مرة.. مصر تؤمن احتياجاتها من السكر وتوفر مئات الملايين من الدولارات

منذ 12 ساعات
لأول مرة.. مصر تؤمن احتياجاتها من السكر وتوفر مئات الملايين من الدولارات

وقال مصدر بوزارة التموين: “هذا النجاح ثمرة خطة شاملة لدعم الزراعة والصناعة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي شرط أساسي للصادرات”.

أعلن مصدر مسؤول بوزارة التموين أن مصر حققت رسميًا نسبة اكتفاء ذاتي من السكر بنسبة 100% لأول مرة في تاريخها. ويمثل ذلك خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن الغذائي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والضغوط على أسواق الصرف الأجنبي.

وأوضح المصدر لـ”الشروق” أن هذا التحول يأتي تتويجًا لخطة شاملة نفذتها الدولة خلال السنوات الأخيرة، شملت التوسع في زراعة بنجر السكر وقصب السكر، وتوسيع مرافق الإنتاج، وتقديم حوافز مالية وتشغيلية للمزارعين. كما نجحت الدولة في تأمين احتياطي استراتيجي من السكر يكفي السوق المحلية لأكثر من عام.

أفاد المصدر أن إنتاج السكر المحلي ارتفع إلى 2.6 مليون طن هذا العام، مقارنةً بـ 2.3 مليون طن عام 2014. ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج إلى 2.9 مليون طن بحلول عام 2026. وهناك خطط طموحة لتجاوز 3 ملايين طن سنويًا، مدعومةً بتوسع الزراعة وتحديث الصناعة. ويغطي هذا الإنتاج كامل الطلب المحلي الذي يتراوح بين 2.4 و2.6 مليون طن سنويًا، مما سيُنهي اعتماد السوق المصرية على الواردات، وينعكس إيجابًا على الأسعار واستقرار السوق.

وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن مركز معلومات مجلس الوزراء، انخفضت واردات مصر من السكر الخام بنسبة 54.5% في الربع الأول من عام 2025، من 244.4 مليون دولار أمريكي خلال الفترة يناير-مارس 2024 إلى 111.1 مليون دولار أمريكي فقط خلال الفترة نفسها من العام الجاري. وقد وفّر هذا للدولة مئات الملايين من الدولارات.

وأوضح المصدر أنه تم زراعة أكثر من 750 ألف فدان من البنجر السكري ونحو 370 ألف فدان من قصب السكر هذا العام.

تحقق هذا التوسع بفضل الدعم الحكومي، ومشاركة المزارعين، واستخدام أساليب الري الحديثة، وتحسين البذور والشتلات. كما يجري حاليًا إنشاء محطات حديثة للشتلات، مثل تلك الموجودة في وادي الصعايدة وكوم أمبو، لزيادة إنتاجية الهكتار وتحسين إنتاجية المحاصيل.

وأكد أن وزارة التموين، بالتنسيق مع وزارتي الزراعة والصناعة، دعمت التوسع في مصانع السكر في جميع أنحاء الجمهورية. ومن أبرز هذه المشاريع مصنع القناة للسكر في المنيا، وهو أكبر مصنع سكر في الشرق الأوسط، بطاقة إنتاجية حالية تبلغ 350 ألف طن سنويًا، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 750 ألف طن بحلول عام 2026. كما تم تحديث خطوط الإنتاج في مصانع الدلتا والنوبارية وأبو قرقاص وبلقاس والشرقية لزيادة الطاقة التشغيلية وتقليل الهدر.

وتابع المصدر: “لضمان المزيد من التوسع أعلنت الحكومة عن أسعار عادلة لتوريد السكر للمزارعين، حيث حددت سعر 2500 جنيه للطن لقصب السكر، و2400 جنيه للطن لبنجر السكر بنسبة حلاوة 16%”.

كما تم تخصيص مكافأة زراعة مبكرة للموردين الأوائل تصل إلى 200 جنيه مصري للطن، بالإضافة إلى مكافآت إنتاج تتراوح بين 50 و100 جنيه مصري للطن، وذلك حسب أداء الحقل المعني.

وأضاف أن وزارة التموين استطاعت خلال الأشهر الأخيرة تأمين احتياطي استراتيجي من السكر المدعم يكفي لأكثر من 12 إلى 14 شهراً، مما يضمن استقرار السوق ويجنب المواطنين الأزمات.

يُباع السكر على بطاقات التموين بسعر مدعم يبلغ حوالي 12.6 جنيهًا مصريًا للكيلو، بينما يتوفر السكر مجانًا في محلات البقالة بأسعار تبدأ من 30 جنيهًا مصريًا للكيلو. وتُشن حملات رقابية مكثفة لمنع الاحتكار أو ارتفاع الأسعار بشكل غير مبرر.

واختتم المصدر تصريحه بالتأكيد على أن الحكومة مستمرة في تنفيذ استراتيجية طويلة الأمد لضمان الأمن الغذائي المستدام في قطاع السكر.

وتتضمن هذه الاستراتيجية إعادة تأهيل أكثر من 3.5 مليون هكتار من الأراضي في إطار مشروع “مستقبل مصر الزراعي”، وإدخال التقنيات الزراعية الذكية، والانتقال إلى الري الحديث، ودعم إنشاء مراكز بحثية متخصصة لزيادة إنتاجية السكر.

أكد أن الاكتفاء الذاتي من السكر ليس الهدف النهائي، بل هو نقطة انطلاق لتحقيق فائض في الصادرات، وتعزيز مكانة مصر كدولة زراعية وصناعية تتمتع بالاكتفاء الذاتي الغذائي المحلي. وأضاف أن الأهم الآن هو ضمان استقرار الأسعار وتحقيق الربحية للمزارعين والمستهلكين.

 


شارك