تقرير: إسرائيل لا تستثني دور العبادة من العدوان وتقصف 3 كنائس منذ بدء الإبادة في غزة

– أصيب نازحون فلسطينيون بينهم الأب غابرييل رومانيللي، في هجوم على كنيسة العائلة المقدسة، اليوم الخميس. قام الجيش الإسرائيلي بقصف كنيسة القديس بورفيري يومي 10 و19 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى إلى دمار وسقوط ضحايا. – هجوم بالقنابل على ساحة المستشفى المعمداني (جزء من مبنى الكنيسة المعمدانية) في 17 أكتوبر 2023، مما أدى إلى مقتل 500 مريض ونازح. إن الهجمات على الكنائس تنتهك حق أساسي منصوص عليه في القانون الدولي لحقوق الإنسان، وهو الحق في حرية الدين والمعتقد والحق في عدم التعرض للهجمات على أماكن العبادة.
وفي هجماتها الدموية والمدمرة على قطاع غزة، لم توفر إسرائيل أماكن العبادة، وقامت بقصف ثلاث كنائس في حرب استمرت قرابة 22 شهراً. أحدث هذه الكنائس هي كنيسة العائلة المقدسة شرق مدينة غزة، التي قصفتها إسرائيل صباح الخميس. وأُصيب فلسطينيون نازحون، من بينهم الأب غابرييل رومانيللي، كاهن رعية الكنيسة. خلال حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم تتحول كنائس غزة إلى أماكن للعبادة فحسب، بل تحولت أيضاً إلى ملاجئ للعائلات النازحة بسبب القصف الإسرائيلي. بالإضافة إلى كنيسة العائلة المقدسة، قصف الجيش الإسرائيلي سابقًا كنيسة القديس بورفيري والكنيسة المعمدانية. قُتل وجُرح مدنيون فلسطينيون، مما أثار إدانة واسعة النطاق. وقال شهود عيان لمراسل وكالة الأناضول، إن غارة إسرائيلية استهدفت كنيسة دير اللاتين – العائلة المقدسة في حي الزيتون شرق مدينة غزة. وأضافوا أن العشرات من المسيحيين فروا إلى الكنيسة بعد أن طردتهم إسرائيل من منازلهم. وأدى القصف الإسرائيلي إلى إصابة العديد من النازحين، بينهم الأب رومانيللي الذي أصيب في قدمه ونقل إلى المستشفى المعمداني في مدينة غزة لتلقي العلاج. من جانبها، أكدت البطريركية اللاتينية في القدس في بيان لها، أن كنيسة العائلة المقدسة تعرضت لهجوم إسرائيلي أدى إلى إصابة فلسطينيين اثنين، بينهما كاهن الرعية الأب رومانيللي. وأفادت بأن مبنى الكنيسة تعرض لـ”أضرار جسيمة”. وأدانت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني القصف الإسرائيلي للكنيسة عبر تويتر وأكدت أن هجمات إسرائيل على المدنيين الفلسطينيين “غير مقبولة وغير مبررة”.
وفي هذا السياق يرصد مراسل وكالة الأناضول للأنباء الكنائس التي استهدفتها إسرائيل منذ بداية حرب الإبادة في قطاع غزة:
** كنيسة العائلة المقدسة
خلال الحرب، تعرضت المدينة لهجمات متكررة، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين. أما عن أصول الكنيسة فقد بلغ عدد اللاتين في غزة في فبراير 1881 حوالي 71 شخصاً، بحسب بطريركية اللاتين في القدس. وفي ذلك الوقت بدأت الخطط لبناء كنيسة ومدرسة، وكذلك شراء أرض لإقامة نصب تذكاري لإحياء ذكرى مرور العائلة المقدسة عبر غزة في رحلتها إلى مصر. في عام ١٨٧٩، جاء الكاهن النمساوي جورج غات إلى غزة واشترى ثلاثة منازل قديمة لبناء كنيسة. إلا أن اندلاع الحرب العالمية الأولى (١٩١٤-١٩١٨) حال دون إكمال المشروع. مع اندلاع حرب عام ١٩٤٨ ووصول مئات النازحين إلى قطاع غزة، بمن فيهم العديد من الكاثوليك، تجدد الاهتمام ببناء كنيسة كبيرة. بنى الأب حنا النمري كنيسة العائلة المقدسة عام ١٩٦٥. وتعد الكنيسة من أهم المراكز الدينية للمسيحيين في قطاع غزة، وتستخدم للصلاة والدعم الروحي للمجتمع المسيحي الفلسطيني. وكان أيضًا مركزًا ثقافيًا ومجتمعيًا نظم العديد من الأنشطة الدينية والاجتماعية في المنطقة.
** كنيسة القديس بورفيري
أقدم كنيسة في قطاع غزة وثالث أقدم كنيسة في العالم. تأسست في القرن الخامس الميلادي، وتقع في حي الزيتون. سُميت نسبةً للقديس بورفيري لاحتوائها على قبره. وتعرضت الكنيسة لهجوم إسرائيلي مباشر أكثر من مرة، كانت المرة الأولى في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى إلى دمار هائل. بعد تسعة أيام، هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي الكنيسة مجددًا، ما أدى إلى انهيارها. وسقط بين النازحين المدنيين داخلها قتلى وجرحى.
** الكنيسة المعمدانية
وهي تابعة للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس المحتلة، وأُسست عام 1882 على يد بعثة تبشيرية من إنجلترا. تتسع هذه الكنيسة لمائتي شخص، وتتوزع على ستة طوابق. يضم الطابقان الأول والثاني مكتبةً تضم كتبًا مسيحية وغير مسيحية، بينما يُخصص الطابق الرابع للتبشير، والخامس قاعةً للضيوف والاجتماعات، والسادس قاعةً للعبادة. ترتبط الكنيسة المعمدانية في مدينة غزة بمجزرة مروعة. قُصفت ساحة المستشفى المعمداني، وهو جزء من مبنى الكنيسة، من قِبل إسرائيل في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأدى هذا القصف إلى مقتل نحو 500 مريض فلسطيني ونازح في المستشفى. وبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، دمرت إسرائيل عشرات المساجد في قطاع غزة بشكل كامل، بالإضافة إلى الكنائس، وألحقت أضرارا كبيرة بعشرات أخرى. إن الهجمات على أماكن العبادة تنتهك حق أساسي منصوص عليه في القانون الدولي لحقوق الإنسان: الحق في حرية الدين والمعتقد والحق في عدم التعرض للهجمات على أماكن العبادة. منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، متجاهلة النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها. خلّفت الإبادة الجماعية أكثر من 198 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم الأطفال، وأدت إلى دمار واسع النطاق. تحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 عاماً، مما أدى إلى تشريد نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون فلسطيني تقريباً بعد تدمير منازلهم في حرب الإبادة. لقد احتلت إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان لعقود من الزمن وترفض الانسحاب من هذه الأراضي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على طول حدود ما قبل عام 1967.