الأزهر يدين عدوان الاحتلال على سوريا ويحذر من مخطط صهيوني لتفتيتها إلى طوائف

منذ 14 ساعات
الأزهر يدين عدوان الاحتلال على سوريا ويحذر من مخطط صهيوني لتفتيتها إلى طوائف

وأدان الأزهر الشريف في بيان رسمي العدوان الصهيوني الأخير على الأراضي السورية، مؤكداً أن هذا الاعتداء يجسد سياسة القوة المحتلة في نشر الفوضى وزعزعة استقرار دول المنطقة بهدف دفعها إلى الانفجار وتحقيق أطماعها التوسعية والاستيلاء على المزيد من الأراضي، في ظل صمت دولي وانتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني.

أكد الأزهر أن هذه الاعتداءات حلقة في سلسلة انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها دولة الاحتلال بحق سكان المنطقة، وهي جزء من أجندة تهدف إلى تحويل هذه المناطق إلى ساحات صراع دائم وإراقة دماء. وترتبط أحداث سوريا ارتباطًا وثيقًا بهذه الخطة الأوسع.

في رسالةٍ إلى الشعب السوري، دعا الأزهر إلى الوحدة الوطنية والتضامن، مُذكّراً بأن قوة سوريا تكمن في تنوعها الديني والمذهبي وقدرتها على التعايش الإيجابي. وحذّر من الانجرار وراء محاولات زرع الفرقة والفتنة التي تخدم الهدف الصهيوني بتفتيت سوريا إلى طوائف ومناطق مُتناحرة.

واختتم الأزهر بيانه بالدعاء إلى الله أن يحفظ سوريا وشعبها من الفتن والاضطرابات، وأن يعيد الأمن والاستقرار إلى ربوعها. كما دعا الله أن ينشر السلام والتقدم في جميع الدول العربية والإسلامية.

في منتصف يوليو/تموز عام ٢٠٢٥، اندلعت اشتباكات دامية بين جماعات درزية مسلحة وعشائر بدوية في محافظة السويداء جنوب سوريا. واندلعت هذه الاشتباكات نتيجة صراعات طويلة الأمد اندلعت إثر عمليات خطف ونهب متبادلة. وقُتل في هذه الاشتباكات أكثر من مئتي شخص، بينهم مدنيون وأطفال. وكانت هذه واحدة من أعنف موجات العنف التي شهدتها المحافظة ذات الأغلبية الدرزية منذ بداية الصراع السوري.

في ظل التصعيد، نشرت الحكومة السورية قوات أمنية وعسكرية في السويداء للسيطرة على الوضع. أدى ذلك إلى توترات مع رجال الدين الدروز، الذين أبدوا تحفظات على هذا التدخل. وتم التوصل إلى اتفاق مؤقت ينص على الانسحاب التدريجي للجيش بعد “تمشيط” بعض المناطق. في هذا السياق، اتهمت دمشق إسرائيل بشن غارات جوية على مناطق حول السويداء ودمشق، بذريعة حماية الدروز. واعتبرت السلطات السورية ذلك محاولة لتقويض جهود التهدئة.

في غضون ذلك، أعلنت شخصيات درزية داخل سوريا وخارجها، وعلى رأسها شيوخ الدروز وقيادات من فلسطين المحتلة، دعمها الكامل للفصائل المحلية في السويداء، ودعت إلى السيطرة على الوضع ومنع تصاعده إلى حرب أهلية أوسع. في 17 يوليو/تموز، أُعلن عن وقف إطلاق نار جديد بين الأطراف المتحاربة. والهدف هو ترسيخ الاستقرار الهش ومنع التدخلات الخارجية التي قد تزيد من تفاقم الوضع.


شارك