الرقابة المالية: استخدام التكنولوجيا المالية ورقمنة المعاملات المالية غير المصرفية في صدارة أولوياتنا

منذ 2 شهور
الرقابة المالية: استخدام التكنولوجيا المالية ورقمنة المعاملات المالية غير المصرفية في صدارة أولوياتنا

شارك محمد فريد، رئيس مجلس إدارة هيئة الخدمات المالية، مع وزير المالية أحمد كجوك في حلقة نقاشية بعنوان “الإصلاحات كمسار لحوكمة الشركات”. وناقشت الحلقة مواضيع متنوعة، أبرزها النمو السريع للخدمات المالية غير المصرفية ودور الإصلاحات التنظيمية في تطوير الأسواق من خلال دعم التحول الرقمي، وفقًا لبيان صدر اليوم.

جاء ذلك في إطار مشاركة الوفد الرسمي في الجولة الترويجية للبعثة التجارية التي تنظمها جمعية الأعمال البريطانية المصرية (BEBA).

خلال مشاركته، أوضح فريد أن إطلاع مجتمع الأعمال بشكل مستمر على تاريخ الإصلاح الاقتصادي المصري يُعدّ أمرًا بالغ الأهمية لجذب الاستثمارات الأجنبية في الفترة المقبلة. وأشار إلى أن مصر تعتمد على التكنولوجيا والاستدامة وتنمية الموارد البشرية لتحقيق التنمية المستدامة.

أكد فريد أن الهيئة تُولي أولويةً لاستخدام التكنولوجيا المالية ورقمنة المعاملات المالية غير المصرفية، لما يُحسّنه ذلك من أداء القطاع المالي غير المصرفي، ويُسهم في تعزيز الشمول المالي في قطاعات التأمين والاستثمار والخدمات المالية، ويدعم رؤية مصر للشمول المالي والتحول الرقمي. وأضاف أن التكنولوجيا المالية تُعدّ دافعًا رئيسيًا لوصول جميع فئات المجتمع إلى الخدمات المالية غير المصرفية.

لذلك، عملت الهيئة على تهيئة جميع الأطر القانونية والتنظيمية اللازمة للتحول الرقمي، مما مهّد الطريق لإطلاق منتجات مبتكرة تُمكّن الشركات والأفراد من توسيع أعمالهم واستثمار أموالهم عبر استخدام مختلف مجالات التكنولوجيا المالية. وقد تم ذلك تنفيذًا للقرارات القانونية والتنظيمية، وعلى رأسها القانون رقم 5 لسنة 2022 بشأن تنظيم وتطوير استخدام التكنولوجيا المالية في الأنشطة المالية غير المصرفية، وقرارات مجلس إدارة الهيئة أرقام 139 و140 و141 لسنة 2023.

وأوضح فريد أن الإطار القانوني والتنظيمي لا يزال في طور التطور، في ظل الجهود المبذولة لتعزيز دور القطاع الخاص والشراكات مع كافة الأطراف المعنية بالاقتصاد ودعم الأفكار المبتكرة في مختلف القطاعات.

وأضاف أن الهيئة تعمل على مواكبة التطورات التكنولوجية غير المسبوقة بما يعود بالنفع على عملائها من خلال ضمان بيئة تفاعلية بين الشركات التي تقدم حلولاً ذكية للمؤسسات المالية غير المصرفية ومراكز الأبحاث والجامعات، بالإضافة إلى حاضنات ومسرعات الأعمال والمستثمرين وشركات التكنولوجيا العالمية.

كما أشار رئيس هيئة الرقابة المالية إلى إنشاء الهيئة مختبراً تنظيمياً لتطبيقات التكنولوجيا، والذي سيمكن ممارسي القطاع المالي غير المصرفي من استخدام التقنيات المالية، ويوفر الفرصة للشركات التي ترغب في التسجيل والمسجلة بالفعل في سجل الاستعانة بمصادر خارجية في مجال التكنولوجيا المالية للأنشطة المالية غير المصرفية لدى الهيئة لإجراء اختبارات لتطبيقات التكنولوجيا المالية المبتكرة، بما في ذلك نماذج الأعمال والآليات ذات الصلة.

أوضح فريد أن البيئة التجريبية التنظيمية ستعزز جهود الهيئة التنظيمية المالية لدعم الشركات الناشئة التي تقدم خدمات مالية غير مصرفية تعتمد على التكنولوجيا الرقمية. وهذا بدوره سيرفع مستوى الابتكار في القطاع المالي غير المصرفي، ويوسع نطاق متلقي هذه الخدمات، ويعزز قدرات وإمكانات الشركات المالية غير المصرفية ومقدمي الخدمات على الصعيد الرقمي.

وأضاف أن تعزيز ثقة المستثمر المحلي هو أساس طمأنة المستثمرين الأجانب وجذبهم. وأشار إلى أن مصداقية مناخ الاستثمار تبدأ من ثقة المستثمرين المحليين بالسياسات المحلية وبيئة الأعمال وتطبيقها.

وأشار رئيس هيئة الرقابة المالية إلى أن الهيئة تعمل على توسيع الشراكات والتعاون على المستويين المحلي والدولي لتعزيز دور الخدمات المالية غير المصرفية في دعم القطاع الخاص وخدمة الاقتصاد الوطني بكل السبل الممكنة والمتاحة.

أوضح فريد أن هيئة الرقابة المالية تُنفذ استراتيجية الحكومة المصرية “رؤية مصر 2030″، التي تهدف إلى تحفيز نمو القطاع الخاص من خلال برنامج إصلاح اقتصادي. وفي الوقت نفسه، تعمل على تحسين حماية السوق والابتكار، وتطوير معايير المحاسبة لتعزيز الشفافية وضمان دقة التقييمات.

وأعرب عن تقديره للتعاون والتنسيق المستمر مع جميع المؤسسات الدولية ذات الصلة بمجالات عمل الهيئة، مؤكدًا أن ذلك يأتي في إطار استراتيجية الهيئة لتعزيز شراكاتها العالمية مع المنظمات والهيئات ذات الاهتمام المشترك. وأوضح أن هذا التعاون يهدف إلى مواكبة التطورات العالمية في الأسواق المالية، بما يسهم في زيادة كفاءة وتنافسية سوق رأس المال في مصر، وتقديم خدمات ومنتجات مالية مبتكرة تدعم نمو الاقتصاد الوطني وتحقق أهدافه المنشودة. وأكد على ضرورة التعاون والتنسيق لخلق بيئة عمل مواتية تُمكّن رواد الأعمال والشركات الناشئة في مصر من النمو والتوسع وتطوير أعمالهم من خلال تنويع مصادر التمويل وتسهيل إجراءات وشروط الحصول عليها وفق إجراءات بسيطة وسريعة وفعالة، بدءًا من التأسيس وحتى التشغيل.


شارك