صور- اختفاء السجائر المحلية من الأسواق وارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق

شهدت أسواق السجائر المصرية في الأيام الأخيرة نقصًا حادًا في السجائر المحلية، وخاصةً سجائر كليوباترا بأنواعها. وقد اختفت هذه الأنواع من محلات وأكشاك الجملة دون أي رد رسمي من جهات التصنيع أو التوزيع.
رافق هذا النقص المفاجئ ارتفاعٌ ملحوظٌ في الأسعار، وصل في بعض المناطق إلى ضعف السعر الرسمي تقريبًا، مما فتح الباب أمام السوق السوداء وفاقم معاناة المستهلكين. وأُثيرت تساؤلاتٌ حول أسباب هذا النقص المفاجئ، إذ تُخشى تفاقم الأزمة في الفترة المقبلة في ظل استمرار نقص المعروض.
وخلال جولة لموقع ايجي برس بالقاهرة، زارت الشركة عدداً من أسواق السجائر بالجملة في شارع باب البحر، أحد أكبر وأشهر أسواق السجائر بالجملة في مصر، فضلاً عن عدد من الأكشاك ومحلات التجزئة في مختلف المناطق.
كشفت الجولة عن حالة من الفوضى في السوق. اختفت بعض العلامات التجارية المحلية الشهيرة، وارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ. يشكو التجار والمواطنون على حد سواء من نقص المعروض وصعوبة الحصول على السجائر من المصنعين، مما فتح الباب أمام تجارة الممنوعات أو العلامات التجارية مجهولة المصدر.
وحاول موقع “ايجي برس” التواصل مع ممثلي الشركة الشرقية للدخان بشأن نقص السجائر، إلا أنه لم يتلق ردًا حتى كتابة هذا التقرير.
وقال مسؤول كبير بالشركة الشرقية للدخان، لايجي برس، قبل أسبوعين، إن التقارير المتداولة عن زيادات أسعار منتجات الشركة في الآونة الأخيرة كاذبة، وأن الشركة لم تجر أي تعديلات على أسعار بيعها منذ الزيادة الأخيرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأكد المصدر أن الشركة أوقفت البيع لمتاجر التجزئة منذ السبت 28 يونيو/حزيران الجاري، حتى يتم نشر تعديلات قانون ضريبة القيمة المضافة في الجريدة الرسمية، وبعدها سيتم الإعلان الرسمي عن الأسعار الجديدة.
في شارع باب البحر
يقول أحد تجار الجملة: “أنا عندي كليوباترا الأردنية، سعر الخرطوشة 480 جنيهًا، لكن المصرية غير متوفرة على الإطلاق”.
الشركة لا تبيع أي سلع، ولا أحد يعلم ما سيحدث في السوق في الأيام القادمة. تواصلنا مع الشركة عدة مرات، لكننا لم نتلقَّ أي رد حتى الآن.
وكانت علبة سجائر كليوباترا المحلية تباع بسعر يتراوح بين 40 و45 جنيهاً مصرياً قبل الأزمة، قبل أن يرتفع السعر إلى 60 و70 جنيهاً مصرياً بسبب نقص المعروض.
تُعدّ سجائر كليوباترا الأردنية حاليًا من بين أكثر العلامات التجارية رواجًا في السوق، لا سيما في ظلّ نقص السجائر المحلية. ومع ذلك، فهي ليست من إنتاج الشركة الشرقية للدخان (إيسترن كومباني)، بل تُعتبر سلعًا مهرّبة تُستورد إلى السوق المصرية بشكل غير قانوني. ورغم تشابه اسمها وتغليفها مع السجائر المصرية الأصلية، إلا أنها غالبًا ما تكون رديئة الجودة، ولا تخضع لأيّ ضوابط أو مواصفات قياسية. وهذا يُثير تساؤلات حول سلامتها وتأثيرها على الصحة العامة، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على السوق الرسمية وإيرادات الضرائب الحكومية.
وقال آخر: “اختفاء السجائر المصرية هو نفس ما حدث خلال أزمة نهاية عام ٢٠٢٣، وأثر على جميع الماركات، لكن هذه المرة السجائر المصرية فقط، ولم يتواصل معنا أحد من الشركة”.
وفي المطرية قال محمد الصعيدي صاحب كشك:
سعر علبة سجائر كليوباترا الآن 65 جنيهًا مصريًا، ونضطر لشرائها من تجار الجملة لأن الشركة لا تعمل بانتظام. بالطبع، الزبائن غير راضين عن السعر، ونحن أيضًا غير راضين عن بيع السجائر بهذه الطريقة، ولكن لا يوجد حل. لقد أثرت الأزمة علينا كأكشاك، ويعتقد الناس أننا نخزن السجائر. لكن الحقيقة هي أن الشركة لا توزعها ولم تستجب.
وفي منطقة غمرة أكد أحمد، صاحب محل سجائر، تفاقم الأزمة قائلاً:
لم نستلم كليوباترا ولا العلبة من الشركة منذ فترة. سعر الجملة للعلبة 60 جنيهًا مصريًا، والزبائن لا يرغبون في دفع هذا السعر. نحن، كمتاجر، متضررون أكثر من المستهلكين، لأن المبيعات توقفت تمامًا.
وفي رمسيس، أوضح جمال، صاحب أحد الأكشاك، أن أسعار البيع وصلت إلى مستويات غير مسبوقة:
أبيع العلبة بـ 70 جنية مصري لأنني لا أجدها بالجملة، والشركة لا تبيع بضائعها. معظم المتوفر في السوق يأتي من الأردن، لكن الزبائن يبحثون عن المنتجات المصرية. أنا شخصيًا أشتري العلبة بالجملة بـ 60 أو 65 جنية مصري، وإذا لم تكن راضيًا عن السعر، فلن تشتريها.
مستهلكون يشكون: لا سجائر في الأكشاك.. وأسعار متفجرة
قال أحمد حسن، موظف، إنه يجد صعوبة في العثور على سجائر كليوباترا في معظم الأكشاك. وأضاف: “أذهب إلى عدة أماكن يوميًا ولا أجد أيًا منها، وعندما أجدها، يكون سعرها أعلى بكثير من المعتاد”.
عمرو محمود، شاب في الثلاثينيات من عمره، عبّر عن غضبه من استمرار الأزمة دون حلول واضحة: “ما يحدث ليس طبيعيًا. السجائر غير متوفرة، وأسعارها ترتفع يوميًا دون سبب واضح. اضطررت لشراء نوع جديد لم أعتد عليه. إنه أغلى ثمنًا وأقل جودة، لكنني مضطر لذلك لعدم وجود بديل”.
ويرى تجار الجملة وأصحاب المحلات التجارية أن الأزمة قد تتفاقم في حال استمرار غياب الرقابة وعدم تدخل الجهات المعنية لتنظيم الأسواق وضمان توفر المنتجات المحلية.
تعكس البيانات التي جُمعت خلال الجولة مدى أزمة السوق. اختفت منتجات الشركة الشرقية للدخان تمامًا، ولم تُقدّم الشركة أي تفسير رسمي لأسباب الأزمة أو جدول زمني لحلّها.