أكتوبر المقبل.. أكاديمية الفنون تطلق الدورة الأولى لمهرجان القاهرة للعرائس

منذ 2 شهور
أكتوبر المقبل.. أكاديمية الفنون تطلق الدورة الأولى لمهرجان القاهرة للعرائس

عقدت اللجنة العليا لمهرجان القاهرة للعرائس اجتماعها الأول بأكاديمية الفنون، لوضع حجر الأساس للمهرجان الفني الذي تجمع رؤيته بين أصالة الماضي وروح المستقبل، في احتفالية نادرة بفن يستحضر الذكريات ويلهم الخيال.

ترأست الدكتورة غادة جبارة، رئيسة الأكاديمية، الفعالية. وأكدت في كلمتها أن مهرجان القاهرة للعرائس ليس مجرد حدث جديد، بل هو مشروع ثقافي يعتمد على الخيال كقوة تربوية وجمالية، ويسعى إلى استعادة مكانة الفن في توعية الأجيال. وقالت: “اليوم نفتتح مهرجانًا يخاطب الروح، ويستحضر جمالًا رقيقًا لا يُضاهى. إنه فن خالد يُنمّي الذوق، ويُعلّم الصمت الكلام، ويمنح الدمية حياةً مُرضية على خشبة المسرح”.

أكد الدكتور حسام محسوب، رئيس المهرجان ومستشار رئيس أكاديمية الفنون المصرية، أن هذه الدورة الافتتاحية تُعدّ منصةً لإعادة إحياء فن العرائس. ولا يقتصر الهدف على تكريم الماضي فحسب، بل تقديم نسخة معاصرة من هذا الفن، تُناسب الصغار والكبار على حد سواء، مما يُرسّخ حضوره في المشهد الثقافي المصري.

أعرب المخرج خالد جلال، رئيس قسم الإنتاج الثقافي، عن حماسه للحدث. ويعتبر فن العرائس من أجمل الفنون الأدائية وأكثرها تعقيدًا ورمزية، حيث تلتقي المهارة بالسكون، والتصميم بالعاطفة، وسرد القصص بالحركة. وقال: “هذا المهرجان ليس مجرد احتفال بالفن، بل هو ميلاد وعي مسرحي جديد، يمهد الطريق لجيل جديد من الحالمين”.

وفي إدارته للجلسة، سعى مدير المهرجان محمود فؤاد صدقي إلى تقديم فهم واضح لطبيعة المشروع والمساعدة في بلورة الملامح الأولية لجلسة ستدخل تاريخ العرائس المصري.

وشارك في الاجتماع عدد من الشخصيات البارزة من عالم المسرح والإدارة كأعضاء في اللجنة العليا للمهرجان، منهم محمد حافظ نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والدكتور أسامة محمد مدير مسرح القاهرة للعرائس، ومحمد نور المدير السابق للمسرح، والدكتورة مي محب نائب رئيس المهرجان، والدكتور محمد زعيمة، والمخرج رضا حسنين، والمحاسب محمد أبو المجد أمين عام أكاديمية الفنون، وعمرو مصطفى مدير عام الشئون الإدارية، وخالد التوني مقرر اللجنة والمدير المالي والإداري لمسرح نهاد صالحة، ومصممة الديكور سماح نبيل، والفنانة منى سليمان، والفنان عادل الكومي، والفنان مايكل رفلة، والصحفي قدري الحجار.

من المقرر مبدئيًا أن تُقام الدورة الأولى من المهرجان في أوائل أكتوبر. وقد تم تغيير اسم الفنان، جمال الموجي، تكريمًا لإبداعه الذي يُعدّ جزءًا من الذاكرة الصوتية والفنية للمصريين، ويخلق صلة نابضة بالحياة بين الموسيقى والمسرح، وبين اللحن والقصة، وبين العاطفة وصوت الدمية.

ستتضمن الدورة الأولى من المهرجان عددًا من المبادرات المصاحبة، بما في ذلك ورش عمل فنية متخصصة في فنون العرائس، والإخراج، والكتابة، والإضاءة، وتصميم المسرح. كما ستُقام عروض في القاهرة، وسيُقام سوق حر للفنانين لعرض وبيع أعمالهم في مجال العرائس. وسيُطلق مشروع وثائقي، بقيادة الفنان محمد النمس، لتوثيق تاريخ هذا الفن في مصر وتقديمه كمرجع حي للأجيال القادمة.

ويأمل المنظمون أن تتوسع روح المهرجان إلى آفاق أوسع وأن تحول النسخ المقبلة إلى منصة دولية تحتفي بفنون الدمى من مختلف الثقافات وتعزز مكانة القاهرة كعاصمة للفنون البصرية والمسرحية في العالم العربي.

من اللافت للنظر أن مهرجان القاهرة للعرائس ليس مخصصًا للأطفال فحسب، بل يُشرك أيضًا الإدراك البصري للجمهور من جميع الأعمار، ويتيح للمبدعين الشباب مساحةً لتجربة أدواتهم الأولى. علاوةً على ذلك، فهو ليس مجرد دعوة للحنين إلى الماضي، بل هو احتفاءٌ مُستشرفٌ لصوت الدمية، يروي قصصًا عن الخوف والحب، والزمن والبراءة، وعن الإنسانية كما ينبغي أن تُروى.


شارك