كيف تدير محفظتك الاستثمارية بالبورصة في أوقات الأزمات؟ خبراء يوضحون

منذ 2 شهور
كيف تدير محفظتك الاستثمارية بالبورصة في أوقات الأزمات؟ خبراء يوضحون

ونظراً للأزمات التي شهدتها السوق المحلية في السنوات الأخيرة، بدءاً من فرض الرسوم الجمركية الأميركية على العديد من دول العالم، وصولاً إلى الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وحرب إيران وإسرائيل، والتي أثرت بشكل كبير على أداء سوق الأسهم المصرية، وتسببت في انخفاضات حادة، ينصح خبراء أسواق المال باتباع هذه النصائح لإدارة محفظتك الاستثمارية في أوقات الأزمات.

قال حسام الغايش، المدير العام لشركة لإدارة المحافظ وصناديق الاستثمار، إن أهم ما ينبغي على المستثمرين التركيز عليه عند إدارة محافظهم الاستثمارية، وخاصةً في أوقات الأزمات، هو الاتجاه العام للسوق. وأشار إلى أن الاستراتيجية تختلف تمامًا في الأسواق الصاعدة والهابطة.

وأوضح قائلاً: “كمستثمر، إذا كنت تمتلك محفظة أسهم وتعرضت لموجة بيع أو اضطراب حاد في السوق خلال أزمة كهذه، فلا ينبغي عليك اتخاذ قرارات بيع متسرعة. بل عليك أولاً التحقق مما إذا كان الاتجاه العام للسوق قد تغير”.

أشار حسام إلى أنه خلال الاتجاه الصاعد، فإن أفضل استراتيجية هي الشراء والاحتفاظ، حتى في حالات الصدمات أو التصحيحات المؤقتة. أما إذا انعكس الاتجاه، فيجب التفكير في البيع التدريجي أو تقليص الخسائر تمامًا. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري تصفية المحفظة بالكامل.

وأكد أن تحديد ما إذا كان السوق يشهد تصحيحاً طبيعياً أم انعكاساً للاتجاه يتم من خلال أدوات التحليل الفني، قائلاً: “يساعدنا التحليل الفني على التمييز ما إذا كان الهبوط مؤقتاً ضمن اتجاه صاعد أم يمثل بداية اتجاه هابط جديد”.

نصح حسام المستثمرين بالحفاظ دائمًا على مستوى معين من السيولة في محافظهم الاستثمارية: “حتى في ظل الاتجاه الصعودي، يُفضل أن تتكون المحفظة من 70 إلى 80% أسهم والباقي نقدًا. يمكن استغلال هذه النسبة للاستفادة من فرص الشراء خلال فترات التصحيح”.

وأشار إلى أن السوق المصري يشهد اتجاهًا تصاعديًا منذ عام ٢٠٢١، وأن أداء الربع الحالي يعكس استمرار هذا الاتجاه. وأضاف: “خلال فترات الارتفاع، نفضل الاستثمار بدلًا من المضاربة، فالمكاسب أكبر على المديين المتوسط والطويل”.

قال عامر عبد القادر، رئيس قسم الوساطة في شركة بايونيرز للأوراق المالية، إنه ينبغي على المستثمر الذي يشتري كامل محفظته الاستثمارية ثم يواجه تراجعًا في السوق بسبب أزمة، ألا يتسرع في البيع. وأكد أن الخسائر في هذه الحالة هي مجرد “خسائر دفترية” ولا تتحقق إلا عند البيع الفعلي.

برر تصريحه قائلاً: “في الواقع، لم أخسر سنتًا واحدًا طالما لم أبع. فقط عندما تبيع خلال الأزمة تصبح الخسائر الدفترية خسائر حقيقية”.

أوضح عبد القادر أن المستثمر المُلِم بالأسهم التي يمتلكها قادر على تجاوز تقلبات السوق. إلا أن الأزمة الحقيقية تكمن عندما يعتمد المستثمرون على التداول بالهامش، فيضطرون إلى البيع في أسوأ وقت ممكن، مما يؤدي إلى خسائر فادحة.

وأكد على ضرورة تجنب استخدام الهامش تمامًا، وخاصةً في أوقات الأزمات: “سوق الأسهم وسيلة لاستثمار فائض رأس المال، وليس للدخول بأموال مقترضة. الهامش سلاح ذو حدين، وقد يؤدي إلى خسائر فادحة إذا استُخدم دون قصد”.

النصيحة الثانية لإدارة المحافظ الاستثمارية في أوقات الأزمات هي الاعتماد على التحليل المالي للأسهم عند اتخاذ قرارات الشراء، كما أوضح عبد القادر. وأشار إلى أنه ينبغي على المستثمرين دراسة قيمة السهم بعناية، ونسبة سعره إلى ربحيته، ومدى قرب سعره الحالي من قيمته العادلة.

وأشار إلى أنه بمجرد اختيار المستثمر لسهم جيد، عليه أن “يحتفظ به على الورق”، أي أن يحتفظ به لفترة حتى تتحقق الأرباح. في المقابل، يتطلب التداول بالهامش من المتداولين البيع بسرعة، حتى لو كان السهم خاسرًا.

وأوضح أن أسهم سيدي كرير على سبيل المثال سيتم إصدارها بواقع سهم مجاني لكل أربعة أسهم مملوكة، في حين أن سعرها الحالي لا يتجاوز 20 جنيهاً، وتقدر قيمتها العادلة بنحو 32 جنيهاً، وهو ما يعني أن السهم لديه فرص جيدة لتحقيق أرباح على المدى الطويل.

أكد عبد القادر أن من يدخل سوق الأسهم بعقلية مضاربة قد يحقق بعض الأرباح، لكنه سيتكبد خسائر أكثر، خاصةً إذا لم يكن لديه خلفية استثمارية. وأوضح أن المضاربة، وإن كانت موجودة في جميع بورصات الأسهم حول العالم، إلا أنها ليست الخيار الأمثل للمستثمرين الجدد.

وكمثال على سهم جيد، استشهد بسهم البنك التجاري الدولي (CIB)، الذي يبلغ مكرر ربحيته الحالي 4.5، وهو أقل من سعره المعتاد. وأشار إلى أن السعر الحالي البالغ 88.25 جنيهًا مصريًا يمثل فرصة، وأن السهم لا يزال رخيصًا مقارنةً بأدائه.

اقرأ أيضاً:

وقال مصدر لايجي برس: “كشف جديد للذهب في منطقة عفك باحتياطيات تتجاوز 300 ألف أوقية”.

استمرار انقطاع الإنترنت بعد حريق سنترال رمسيس. كيف يمكنني تقديم شكوى؟


شارك