من سد النهضة إلى غزة وروسيا.. هل يسعى ترامب حل أزمات العالم من أجل “نوبل”؟

منذ 4 ساعات
من سد النهضة إلى غزة وروسيا.. هل يسعى ترامب حل أزمات العالم من أجل “نوبل”؟

بقلم: محمود الهواري

في خطوات تعكس رغبته في لعب دور الوسيط الدولي، يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب التعهد بالعمل على حل مجموعة من الصراعات المشتعلة في مختلف أنحاء العالم، بدءا من أزمة سد النهضة الإثيوبي الكبير بين مصر والسودان وإثيوبيا، إلى الحرب في أوكرانيا والصراع المزمن في قطاع غزة.

في سلسلة لقاءات وتصريحات في البيت الأبيض، أعرب ترامب عن ثقته بنجاحه في إبرام اتفاقيات سلام تُنهي الأزمات الطويلة الأمد. وأكد أن إدارته تعمل بنجاح على جبهات متعددة، رغم تعثر العديد من المفاوضات على الأرض.

في اجتماع مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته في البيت الأبيض يوم الاثنين، أعلن ترامب عن نيته التدخل لحل النزاع الدائر على مياه النيل. وقال إن واشنطن ستعمل على حل النزاع على مياه النيل بين مصر والسودان وإثيوبيا.

خلال الاجتماع نفسه، هدد الرئيس الأمريكي روسيا بفرض رسوم جمركية باهظة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 50 يومًا. وأعرب عن خيبة أمله من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلاً: “لست راضيًا عن روسيا، وخيبة أملي في بوتين”.

وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد ترامب أن واشنطن تقوم “بعمل جيد” بشأن قضية غزة، وأعرب عن أمله في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الأسبوع المقبل.

وقال ترامب إن مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يحرز تقدما قد يؤدي قريبا إلى التوصل إلى اتفاق، على الرغم من أن جهوده على الأرض لم تسفر بعد عن نتائج ملموسة.

رغم تأكيدات ترامب المتكررة بقدرته على إبرام اتفاقيات سلام تاريخية، لا تزال هناك تساؤلات كثيرة حول دوافعه الحقيقية. ويتجلى ذلك في إشارته المتكررة إلى جائزة نوبل للسلام، التي يعتقد أنه يستحقها أكثر من أي رئيس أمريكي آخر.

في نهاية يونيو/حزيران من العام الماضي، تحدّث ترامب عن فوزه بجائزة نوبل للسلام، مشيدًا بجهوده “التاريخية” لإنهاء العديد من النزاعات والصراعات المسلحة حول العالم. وشمل ذلك “الحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا، والذي ينبع من سدٍّ ضخم بنته إثيوبيا بتمويل أمريكي غير حكيم، مما يُقلل بشكل كبير من تدفق مياه النيل”.

كتب ترامب في منشور على حسابه على “Truth Social”: “لن أحصل على جائزة نوبل للسلام لهذا. لن أحصل على جائزة نوبل للسلام لإنهاء الحرب بين الهند وباكستان. لن أحصل على جائزة نوبل للسلام لإنهاء الحرب بين صربيا وكوسوفو”.

وأضاف “لن أحصل عليه مقابل الحفاظ على السلام بين مصر وإثيوبيا بعد أن قامت إثيوبيا، بتمويل أمريكي أحمق، ببناء سد ضخم أدى إلى انخفاض كبير في تدفق المياه إلى نهر النيل”.

وأضاف ترامب ساخرا: “لا، لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت، بما في ذلك ضد روسيا وأوكرانيا أو إسرائيل وإيران، بغض النظر عن النتيجة التي ستؤول إليها هذه القضايا، لكن الناس يعرفون، وهذا كل ما أهتم به”.

ويشرح مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون دوافع ترامب وراء هذه التحركات الدبلوماسية العديدة، مشيرا إلى أن الرئيس مستاء من سلفه باراك أوباما لحصوله على جائزة نوبل للسلام في عام 2009 ويعتقد أن أوباما لا يستحقها.

صرح بولتون لصحيفة “ذا صن” أن ترامب يعتقد أن أوباما، إذا لم يستحق الجائزة، يستحقها أولاً. وأوضح أن ترامب ينوي استخدام أي اتفاق سلام محتمل، وخاصة في أوكرانيا، كمنصة لترشيح نفسه للجائزة.


شارك