لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟

منذ 9 ساعات
لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟

بي بي سي

نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالا بقلم ألون بينكاس، المستشار السياسي لرئيسي وزراء إسرائيليين سابقين، يناقش فيه الأسباب التي تعيق استدامة اتفاق السلام لإنهاء الحرب في قطاع غزة.

كتب ألون بينكاس، المستشار السياسي السابق لرئيسي الوزراء الإسرائيليين شمعون بيريز وإيهود باراك، مقالًا بعنوان “لماذا لن يصمد وقف إطلاق النار في قطاع غزة؟”. وفيه، يجادل بأن الخطط المتعلقة بمستقبل قطاع غزة “مليئة بالتناقضات والمفارقات”، وأن السلام هناك يعتمد في نهاية المطاف على إرادة رجل واحد.

ومع ذلك، تساءل: “هل من الممكن التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت في غزة واتفاق جزئي على إطلاق سراح الأسرى خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة؟”. كانت الإجابة “نعم”، وهو يعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق بالفعل. لكنه تساءل مرة أخرى: “هل سيؤدي هذا إلى إنهاء الحرب وبناء غزة ما بعد الحرب؟”. كانت الإجابة “لا، هذا غير ممكن”.

واستشهد بينكاس بعدة أسباب لذلك، بما في ذلك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “لا يريد إنهاء الحرب”.

قال إن نتنياهو “مُفتونٌ بالقيادة في أوقات الحرب”. وهو مقتنعٌ بقدرته على “إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط جذريًا”، في غزة وإيران وغيرهما. كما أنه بحاجة إلى استمرار أجواء الحرب والطوارئ لتحقيق مصالحه الخاصة وأهدافه السياسية.

ولكن كيف يؤثر هذا على فرص وقف إطلاق النار؟

أوضح بينكاس أن هناك أسبابًا عديدة تجعل الاتفاق، رغم قربه، غير مستدام. أحد هذه الأسباب هو أن المفاوضات تتضمن وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، وتبادلًا جزئيًا لعشرة أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة مقابل عدد غير محدد ولكنه كبير من الأسرى الفلسطينيين. هذا اتفاق جزئي، ويهدف إلى التوصل إلى اتفاق أكثر شمولًا، ولذلك فإن مبادئه ومراحل تنفيذه مستمدة من الاستعدادات التي أعقبت حرب غزة.

وأكد بينكاس أنه لم يكن هناك اتفاق حتى فيما يتعلق بمرحلة ما بعد الحرب، وأن أي اتفاق سوف يتم انتهاكه، كما حدث مع اتفاق وقف إطلاق النار المماثل في يناير/كانون الثاني، والذي استمر 58 يوماً ثم انتهكته إسرائيل في منتصف مارس/آذار.

وأشار إلى عدد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها في المفاوضات الجارية، لكنه حاول الإجابة عليها:

هل ستبقى حماس في السلطة؟ الاتفاق الحالي هو “نعم” بحكم الواقع. لكن وفقًا لخطط ما بعد الحرب التي وضعتها إسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول العربية، فإن الإجابة هي “لا”.

هل ستعيد إسرائيل تجميع قواتها وتنسحب تدريجيًا من قطاع غزة؟ وفقًا للاتفاق، الإجابة “نعم”. لكن وفقًا لإسرائيل، التي تُصر على إقامة مناطق عازلة والسيطرة الكاملة على رفح في قطاع غزة، فإن الإجابة هي “لا”.

ثم يأتي السؤال الأهم: ما الضمانات الملموسة التي قدمتها الولايات المتحدة لحماس بأن إسرائيل لن تستأنف الحرب بعد 60 يومًا؟ يجيب: “هذا ليس واضحًا”. من المسؤول عن المساعدات الإنسانية وإمدادات الغذاء والدواء إلى غزة؟ “هذا ليس واضحًا”.

فيما يتعلق بالسؤال الأخير، ما الذي تتضمنه ما يُسمى بالخطة السياسية وهيكل السلطة في غزة ما بعد الحرب؟ يوضح أن الولايات المتحدة تدرس بإيجابية خطة إماراتية، ساهمت فيها إسرائيل وأطراف أخرى. تتصور هذه الخطة انتقالًا تدريجيًا للحكم إلى “فلسطينيين بدون حماس”، بدعم من خمس دول عربية: السعودية، ومصر، والأردن، وقطر، والإمارات العربية المتحدة. كما تدعو الخطة إلى نشر قوات أمنية من بعض هذه الدول، بدعم من شركات أمريكية خاصة، وربما إنشاء مركز قيادة وتحكم أمريكي خارج قطاع غزة.

وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية ستطالب بتنفيذ هذه الخطة، وأن الشركاء العرب سيختارون ويجندون ويدربون قوة أمنية جديدة، ويوفرون الموارد اللازمة ـ أكثر من 60 مليار دولار ـ لإعادة إعمار قطاع غزة.

واختتم الكاتب تساؤله: هل ستوافق إسرائيل على مثل هذه الخطة؟ “لا”. هل هناك خطة بديلة؟ “لا، ليس تمامًا”.


شارك