الحريديم يهددون: سننسحب من الحكومة

كثفت الأحزاب اليهودية المتشددة اليوم تهديداتها ضد حكومة نتنياهو، وأعلنت أنها تستعد للانسحاب من الحكومة في الأيام المقبلة احتجاجا على فشل تمرير قانون التجنيد العسكري.
وبحسب مصادر رفيعة المستوى في الأحزاب الحريدية، فإن حاخامات حزب “يهدوت هتوراة” اتخذوا قرارا أوليا بتحديد موعد نهائي لتقديم القانون.
ويطلق الحزب تهديدا واضحا: إذا لم يتم تقديم مشروع القانون إلى لجنة الخارجية والأمن حتى هذا المساء، تقريبا بين الساعة الخامسة والسادسة مساء، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار حقيقي للائتلاف، مع استقالة الوزراء ونواب الوزراء ورؤساء لجان الكنيست من جانب الحزب.
وتهدف هذه الخطوة إلى الضغط على رئيس اللجنة، إدلشتاين، الذي لم يقدم حتى الآن مشروع قانون يلبي مطالب الحريديم.
وهذا قرار أولي لحزب “ديجل هاتوراه”، حيث يبدو أن “أجودات إسرائيل” تضم أعضاء من هذا الحزب.
وإذا لم تقم لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست بإحالة مشروع القانون إلى اللجنة حتى مساء اليوم، فإن الكنيسة الأرثوذكسية المتشددة تعتقد أن القرار الأصلي بالاستقالة من الحكومة سيتم تنفيذه، ولكن ليس حل الكنيست، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى انتخابات جديدة.
وتؤكد منظمة يهودية التوراة المتحدة أن هذا ليس تهديدًا سياسيًا روتينيًا آخر، بل هو قرار موحد صادر عن مجلس حكماء التوراة.
وبحسب مصادر فإن هذا التهديد غير مسبوق، بما في ذلك بين صفوف وزراء حزب “أجودات إسرائيل”، الذين أعلنوا بالفعل أنهم سيدعمون الخطوة إذا لم يتم طرح القانون على الفور.
ومن ناحية أخرى، وعلى عكس بعض التقارير، لا يزال هناك تردد داخل حزب شاس، ولم يلتزم زعيم الحزب أرييه درعي بعد بجهد مشترك مع حزب يهدوت هتوراة.
وفي ظل هذه التوترات، عقد الليلة الماضية اجتماع مهم بين رئيس لجنة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
خلال الاجتماع، صرّح إدلشتاين نتنياهو بأن مشروع قانون التجنيد الإلزامي للحريديم سيُناقش هذا الأسبوع ويُوزّع على أعضاء لجنة الخارجية والدفاع. إلا أن ضيق الوقت والشكوك حول استعداد الحكومة لإقرار القانون اليوم يُبقيان القضية مفتوحة، مما يُفاقم الأزمة إلى أقصى حد.
قبل الحرب مع إيران، اتفق عضو الكنيست إدلشتاين مع الأحزاب الحريدية على نص القانون المقترح، لكنه حتى الآن تجنب تقديمه.
ويهدد حزب “يهدوت هتوراة” بالانسحاب من الحكومة في الأيام المقبلة، وهناك أصوات داخل حزب “شاس” تشير إلى أنها من المرجح أن تنضم إلى الانسحاب إذا لم يتم إقرار القانون.
ورغم رفض التصويت على مشروع القانون السابق في الجلسة العامة الشهر الماضي، فمن المتوقع أن تتمكن الحكومة من مواصلة العمل كحكومة أقلية خلال فترة العطلة، وألا تضطر إلى التعامل مع انهيار أغلبيتها في الكنيست حتى أكتوبر/تشرين الأول.