المهرجان القومى للمسرح المصرى يبدأ استراتيجية جديدة مع دورته الـ18

• نقاش حول الظواهر الجديدة في عالم المسرح… والذكاء الاصطناعي حاضر على طاولة الحوار. • تحويل المؤتمر الصحفي إلى احتفال بالنصوص الفائزة في الدورتين السابقتين. • زيادة عدد الفائزين … وإقامة فعاليات بالقاهرة والمحافظات قبل حفل الافتتاح.
تنطلق الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري بعد أيام قليلة. هذا الحدث، الذي يُعدّ الأهم في عالم المسرح المصري، يحظى باهتمام كبير في الأوساط المسرحية. تتبع الدورة الحالية استراتيجية جديدة: توسيع برنامج الورش الفنية المتخصصة، وتوسيع نطاق الفعاليات الموازية لتشمل المناطق، ومناقشة الظواهر الجديدة على الساحة في ندوات فكرية.
في تقليد جديد، يفتتح مديرو المهرجان، بقيادة الفنان محمد رياض، ندواتهم قبل حفل الافتتاح الرسمي. تُعقد الندوات من 13 إلى 29 يوليو، بإشراف الناقد أحمد خميس. تدور المناقشات حول ثلاثة محاور رئيسية: الأول، “تأثير الوعي السياسي والاجتماعي على الوعي الجمالي”، ويتناول تأثير التغيرات الاجتماعية على أشكال التعبير المسرحي. والثاني، “تحولات النصوص المسرحية المعاصرة”، ويتناول التغيرات في بنية النص ومواضيعه وأساليبه من خلال شهادات فنانين مختلفين وتجارب كتّاب مسرحيين معاصرين. أما الثالث، “تحولات العروض المسرحية”، فيتناول فلسفة وجماليات الأداء في مسرح الرقص، وأساليب الإخراج الجديدة، والإنتاج المسرحي غير الحكومي، والخطابات النقدية الجديدة، والعلاقة بين الإبداع المسرحي والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. وفي إطار هذا المحور الأخير، قرر مديرو المهرجان استخدام الذكاء الاصطناعي لتصميم ملصق الدورة الثامنة عشرة. تم إنشاؤه من قبل الفنان محمد فاضل القباني، مدير حملات التواصل الاجتماعي ومدير الموقع الإلكتروني للمهرجان.
ويتضمن البرنامج سلسلة من الندوات الاحتفالية لتكريم الفائزين بالجائزة ومناقشة النصوص المسرحية الفائزة بالجوائز في الدورة السابقة.
وفقًا لسياسة المهرجان الجديدة، انطلقت ورش العمل في القاهرة، وعُقدت قوافل المسرح المصري في المحافظات حتى قبل الافتتاح الرسمي. وتحت شعار “المهرجان القومي للمسرح في كل ربوع مصر”، أقيمت فعاليات مسرحية في الإسكندرية وأسيوط وبورسعيد وطنطا، شملت ورش عمل فنية وعروضًا مسرحية وحفلات توزيع جوائز، بحضور رئيس المهرجان الفنان محمد رياض ومديره الدكتور عادل عبده.
في الإسكندرية، عُرضت مسرحية “نيوزيز” للمخرج حسام قشوع، والحائزة على عدة جوائز في الدورة السابقة. وكُرِّمت نخبة من رموز المسرح السكندري، منهم الفنان سعيد العمروسي، والدكتور أبو الحسن سلام، والفنان علي الجندي، والدكتور جمال ياقوت. كما كرّم المهرجان مدربي الورش والمشاركين في فعاليات قافلة الإسكندرية.
في أسيوط، قدّم المهرجان مسرحية “شيء مخيف” للمخرج خالد جلال. كما كرّم المهرجان الكاتب درويش الأسيوطي، أحد رموز الحركة المسرحية في صعيد مصر. كما كُرّم المشاركون في الفعاليات والندوات، ومنهم الدكتور حسام عطا، والدكتور أسامة عبد الرؤوف، والفنان حسام الدين عبد العزيز.
في بورسعيد، كرّم المهرجان الفنان سمير زاهر، أحد رموز الفن المسرحي في منطقة القناة، بعرض مسرحية “ماكبث المصري” للمخرج محمود الحسيني. كما كرّم المهرجان رواد الورش والمشاركين في الندوات. واختتم المهرجان فعالياته في طنطا، حيث عُرضت مسرحية “مائة وثلاثون مسرحية” للمخرج محمد فرج، وعُقدت العديد من ورش العمل والندوات. واختتم المهرجان أول أمس باحتفالية تكريمية لمصمم الديكور سمير زيدان.
كشفت مصادر من المهرجان أنه ضمن التوجيهات الجديدة للمهرجان، سيتم زيادة عدد الفائزين بجوائز حفل الافتتاح هذا العام، مع التأكيد على الالتزام بالجدول الزمني المحدد. وذلك لتجنب الأزمة التي طرأت على حفل افتتاح الدورة السابقة بسبب كلمة مطولة أراد الفائزون إلقاؤها دون استشارة مسبقة، مما تسبب في تجاوز الحفل للمدة المحددة بأكثر من ساعة. كما أن هناك توجهًا لإعلان قائمة الفائزين بالجوائز في بيان واحد قبل المؤتمر الصحفي بعد غدٍ، مساء الثلاثاء. وسيكشف هذا المؤتمر الصحفي تفاصيل حفل الافتتاح، وتشكيل لجنة التحكيم، ومعايير اختيار العروض المتنافسة على الجوائز في مسابقة الدورة الحالية، والتي تُقام باسم الفنانة المسرحية سميحة أيوب. وهو تقليد جديد أثار تساؤلات في وقت كان فيه العديد من العاملين في المسرح ينتظرون استحداث جائزة باسم سميحة أيوب، لا سيما وأن المسابقة الوطنية للمسرح تُشكل أساس المهرجان.
في إطار الاستراتيجية الجديدة للمهرجان لمختلف أنشطته، سيتضمن المؤتمر الصحفي تكريمًا خاصًا للنصوص الفائزة في مسابقة الدراما في الدورتين الماضيتين. هذا التقليد الجديد لم يلق قبولًا واسعًا من الصحفيين والإعلاميين، إذ يعتبرونه مساحة خاصة لطرح أسئلتهم ومناقشة تفاصيل الدورة الجديدة، التي ستُقام من 20 يوليو إلى 6 أغسطس 2025، مع منظمي المهرجان.
يُذكر أن المهرجان القومي للمسرح المصري تُنظمه وزارة الثقافة منذ عام ٢٠٠٦ لدعم الحركة المسرحية وتكريم المبدعين فيها. ويُقدم المهرجان عروضًا من مختلف الإنتاجات المسرحية، الرسمية والمستقلة والجامعية، ويُمنح جوائز متنوعة لأفضل العروض والنصوص والإخراج وغيرها من عناصر العرض المسرحي. وتُعتبر هذه الجوائز، في أوساط المسرحيين، جوائز تُمنح للإبداع المسرحي برعاية الدولة.