القطاع السياحى يجنى ثمار التهدئة بمنطقة الشرق الأوسط

منذ 2 شهور
القطاع السياحى يجنى ثمار التهدئة بمنطقة الشرق الأوسط

• المستثمرون: الدول المصدرة ستزيد رحلاتها في النصف الثاني من 2025.. والاستقرار سيساهم في عودة السياحة إلى طبيعتها.

يستفيد قطاع السياحة المصري تدريجيًا من الهدوء السياسي في الشرق الأوسط. وقد انتعشت معدلات الإشغال في معظم الفنادق والمنتجعات في العديد من الوجهات السياحية، لا سيما تلك التي تأثرت بالأحداث الجيوسياسية الأخيرة. وتشمل هذه الفنادق في شرم الشيخ ودهب، حيث تجاوزت معدلات الإشغال 80%. وفي الغردقة ومرسى علم، تواصل معدلات الإشغال ارتفاعها، لتصل إلى 90% في بعض الفنادق.

تشير المؤشرات إلى أن السياحة الوافدة إلى مصر في النصف الثاني من هذا العام، بناءً على معدلات الحجز الحالية والمستقبلية للفنادق والمنتجعات، ستكون أفضل مما كانت عليه في الأشهر الستة الأولى من عام 2025. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن العديد من الدول الأوروبية المصدرة للسياحة، ولا سيما ألمانيا وإنجلترا وبولندا وروسيا وأوكرانيا وجمهورية التشيك وفرنسا، بدأت في زيادة عروض رحلاتها لبقية العام.

قال الدكتور عاطف عبد اللطيف، نائب رئيس جمعية مستثمري السياحة بمرسى علم، إن قطاع السياحة بدأ يجني ثمار استقرار المنطقة. ويتزامن ذلك مع الهدوء السياسي وانتهاء الحروب في الشرق الأوسط، وخاصةً بعد انتهاء الصراع بين إيران وإسرائيل وعودة المفاوضات بين فلسطين والكيان الصهيوني، والتي أدت إلى انتهاء الحرب الشرسة في قطاع غزة. وقد حقق ذلك نتائج إيجابية على الشرق الأوسط عمومًا ومصر خصوصًا، كما يُسهم في عودة السياحة تدريجيًا وبصورة أفضل من ذي قبل.

أكد الدكتور عاطف عبد اللطيف أن الشرق الأوسط يتجه حاليًا نحو الاستقرار، إذ تنعم دوله بالهدوء وتسعى إلى حلول سياسية ومفاوضات، لا سيما في ظل الصراعات الدائرة مع الكيان الصهيوني في لبنان وفلسطين وسوريا وإيران. وسينعكس ذلك إيجابًا على المنطقة من خلال تعزيز السياحة وزيادة الإشغال السياحي من مختلف الجنسيات، وخاصة من الدول الأوروبية والأمريكية وشرق آسيا.

أكد عبد اللطيف أن حكمة القيادة السياسية المصرية أبقت التوترات في المنطقة بعيدة عن الأضواء. ورغم أن التوترات الإقليمية تؤثر على الاقتصاد المصري، بما في ذلك تراجع السياحة وإيرادات قناة السويس بسبب الصراعات، إلا أن مصر لا تزال دولة آمنة ومستقرة، مما يؤدي إلى تعافي السياحة وانتعاشها بشكل أسرع من أي دولة أخرى.

صرح نائب رئيس جمعية مستثمري السياحة بمرسى علم أن منظمي الرحلات سيعودون لإعداد برامج سياحية تشمل أكثر من دولة في المنطقة في رحلة واحدة، وخاصةً السائحين الأمريكيين الذين يفضلون زيارة أكثر من دولة في المنطقة في برنامج واحد نظرًا لبعد المسافة بينهم وبين أمريكا. وأكد على أهمية الاستثمار في قطاع السياحة المصري بشكل عام لجذب أعداد كبيرة من السياح، وخاصة من أوروبا، إلى وجهات أخرى، في ظل ارتفاع درجات الحرارة في مصر، واندلاع حرائق الغابات، وغيرها من العوامل البيئية التي أجبرت بعض الدول على إجلاء أعداد كبيرة من السياح. وتوقع طفرة سياحية كبيرة في مصر، وخاصة من السياح العرب والخليجيين إلى العلمين والساحل الشمالي والقاهرة والجيزة، تزامنًا مع الافتتاح المرتقب للمتحف المصري الكبير، بالإضافة إلى عودة تدريجية للسياحة إلى الوجهات المصرية في منطقة البحر الأحمر بشكل عام.

صرح الدكتور عاطف عبد اللطيف بأن جميع المؤشرات تُشير إلى زيادة في حركة السياحة الوافدة من روسيا إلى مصر خلال الفترة المقبلة، لا سيما بعد إصدار الحكومة المصرية بطاقة مصرفية خاصة للسائحين الروس لتسهيل سداد رسوم زيارتهم لمصر. وأشار إلى أن ذلك يأتي تنفيذًا لاستراتيجية الحكومة المصرية لجذب 30 مليون سائح بحلول عام 2030.

في سياق متصل، يستعد قطاع السياحة لمشاركة قوية في معارض السياحة الدولية خلال الفترة المقبلة، لا سيما في أسواق التصدير السياحي الرئيسية لمصر، سعيًا للحصول على حصة عادلة من حركة السياحة العالمية وتحقيق هدف الحكومة بالوصول إلى 30 مليون سائح سنويًا خلال السنوات الخمس المقبلة. ومن المنتظر أن تشارك الفنادق والمنتجعات السياحية وشركات السياحة، بالإضافة إلى شركتي مصر للطيران وإير كايرو، بقوة وبأجنحة كبيرة في أحد أهم معارض السياحة الدولية للسوق الإيطالية، وهو معرض السياحة الإيطالي الدولي (TTG)، والمقرر انعقاده في ريميني بإيطاليا في الفترة من 8 إلى 10 أكتوبر 2025. ويُعد السوق الإيطالي من أهم الأسواق التي صدرت ملايين السياح إلى مصر في السنوات الأخيرة، حيث يتميز هذا السوق بالإنفاق المرتفع وزيادة المبيت الليلي من قبل العديد من السياح الإيطاليين الذين يحبون مصر كوجهة سياحية.

حددت وزارة السياحة والآثار، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، شروط مشاركة شركات السياحة والفندقة المصرية في معرض إيطاليا الدولي للسياحة (TTG)، والمقرر إقامته في مدينة ريميني بإيطاليا خلال الفترة من 8 إلى 10 أكتوبر 2025.

دعت غرفة الفنادق، برئاسة محمد أيوب، الفنادق الراغبة في المشاركة في المعرض إلى سرعة التواصل عبر البريد الإلكتروني لإعلامها بعدد الفنادق المشاركة. وأشارت الغرفة إلى أن المعرض يُقام في مدينة ريميني شمال إيطاليا، حيث تتواجد 70% من شركات السياحة ومنظمي الرحلات السياحية التي تخدم السياح الأثرياء. كما أن حوالي 60% من حركة السياحة الإيطالية إلى مصر تأتي من شمال إيطاليا خلال فصل الشتاء.


شارك