تحالف مصرى صينى.. واستثمارات كبرى مشتركة فى الطريق

ويوفر السوق المصري فرصاً عديدة، كما تتمتع الصين بفوائض استثمارية كبيرة تعزز التعاون الاقتصادي.
• تعد مصر واحدة من أهم بوابات التوسع الصيني في أفريقيا.
يتوقع رجال الأعمال والمستثمرون تطورًا نوعيًا في العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين خلال الفترة المقبلة، وربما تصل إلى ذروتها، مما سيساهم في زيادة ملحوظة في الاستثمارات الصينية بالسوق المصرية في مختلف القطاعات.
يأتي ذلك عقب استقبال رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، الأسبوع الماضي، لي كه تشيانغ، رئيس مجلس الدولة الصيني، الذي وصل القاهرة على رأس وفد رفيع المستوى. وتهدف هذه الزيارة المهمة إلى تنسيق زيارة الرئيس الصيني الموسعة، والتي من المتوقع أن تُحدث نقلة نوعية في التعاون بين البلدين.
عقد الدكتور مصطفى مدبولي ولي تشيانغ جلسة مائدة مستديرة موسعة، ناقشا خلالها مختلف المواضيع والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وفرص تعميق وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. كما سيحضران توقيع عدد من الوثائق التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
قال أحمد منير عز الدين، رئيس لجنة تنمية العلاقات مع الصين بجمعية رجال الأعمال المصريين، إن العلاقات بين مصر والصين واعدة وتوفر فرصا كبيرة لتكثيف التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وأضاف عز الدين أن السوق المصرية مليئة بالفرص، وأن الصين لديها فوائض استثمارية كبيرة من شأنها توسيع التبادل التجاري وفتح آفاق جديدة.
أعلن رئيس لجنة تنمية العلاقات مع الصين بجمعية الأعمال المصرية، أن وفداً تجارياً من الشركات المصرية سينظم زيارة إلى جمهورية الصين الشعبية خلال الفترة المقبلة بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك وفتح أسواق جديدة أمام المنتجات المصرية.
وأوضح أننا نرغب في تنظيم زيارة لشركات مصرية للمشاركة في معرض الصين الدولي للواردات في نوفمبر المقبل. وسيضم الوفد ما لا يقل عن 25 إلى 30 شركة مصرية، مما سيساهم بشكل مباشر في إبرام عقود تصدير واستثمار جديدة لهذه الشركات.
وأشار عز الدين إلى أن اللجنة تتوقع أن تنمو العلاقات الاقتصادية المصرية الصينية، سواء في الصناعة أو الاستثمار أو التكنولوجيا، بنسبة لا تقل عن 25%، مقارنة بمعدل النمو في العام الماضي الذي بلغ نحو 20%.
تستقبل مصر بانتظام وفودًا صينية، بمعدل وفد أو وفدين شهريًا على الأقل. ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد خلال الفترة المقبلة، مدعومًا بالتطور النوعي للعلاقات بين البلدين، وصعود الرئيس الصيني، الذي سيشكل نواة شراكة حقيقية بين البلدين.
أكد عز الدين أن اللجنة تعمل على إزالة العوائق أمام زيادة الاستثمارات والشراكات والتعاون المصري الصيني، والاستفادة من الخبرات الصينية الواسعة لتعزيز التصنيع المحلي بدلاً من استيراد العملات الأجنبية. وسيتحقق ذلك من خلال نقل التكنولوجيا الصينية وإنتاج المواد الخام، وهو جانب محوري في الاقتصاد الصيني، مما سيسهم بشكل كبير في تحسين الأوضاع الاقتصادية وزيادة معدلات النمو.
أكد الدكتور عبد العزيز الشريف رئيس مكتب التمثيل التجاري، أن حجم الاستثمارات الصينية في مصر يبلغ حالياً نحو 8 مليارات دولار، وأن المكتب يعتزم مضاعفة هذا المبلغ إلى ما بين 12 و15 مليار دولار خلال السنوات الأربع أو الخمس المقبلة من خلال مشروعات صناعية وتجارية محددة في القطاعات ذات الأولوية، وخاصة في قطاعات الآلات والأدوية والاتصالات.
وأوضح أن المكاتب التجارية نجحت في جذب 10.3 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة العام الماضي.
وأوضح أن جزءاً كبيراً منها سيركز على قطاعات ذات قيمة عالية مثل مشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين الأخضر، بما في ذلك مشروع في منطقة قناة السويس بقيمة تتجاوز 10 مليارات دولار.
أعلن الوزير المفوض أن الوكالة تعمل على تنفيذ استراتيجية متكاملة تهدف إلى خفض العجز التجاري مع الشركاء الاستراتيجيين، وفي مقدمتهم الصين، من خلال نموذج “استبدال التجارة بالاستثمار”. كما ستُفعّل آليات التعاون التجاري مع الولايات المتحدة بموجب اتفاقية التجارة والاستثمار (TIFA).
وأوضح الشريف أن هناك فجوة كبيرة في الميزان التجاري بين مصر والصين، حيث تبلغ الصادرات المصرية للصين نحو نصف مليار دولار فقط، بينما تتجاوز الواردات من السوق الصينية 16 مليار دولار.
وأشار الشريف إلى أنه “سيكون من الصعب للغاية سد هذه الفجوة من خلال الصادرات المباشرة. لذلك، نعمل على جذب الاستثمارات الصينية المباشرة إلى السوق المصرية كبديل استراتيجي مستدام”.
وأضاف أن الهيئة تستهدف تحويل مصر إلى مركز إقليمي للإنتاج وإعادة التصدير إلى الأسواق الرئيسية، وخاصة الولايات المتحدة، من خلال الاستفادة من التفضيلات الجمركية الممنوحة لمصر بموجب اتفاقيات التجارة الحرة.
وأوضح الشريف أن التعريفات الجمركية المنخفضة التي تفرضها مصر على الواردات الأميركية تمنحها ميزة تنافسية، ما يجعلها بوابة جذابة للشركات الصينية والتركية والأوروبية التي تسعى إلى الوصول إلى السوق الأميركية.
وأكد أن هيئة التمثيل التجاري تعمل كذراع اقتصادي للدبلوماسية المصرية وتواصل جهودها لتعزيز المنتجات المصرية في الأسواق العالمية وزيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمار الأجنبي المباشر في إطار خطط الحكومة لتعزيز النمو الاقتصادي المستدام.
قال الدكتور محمد يوسف المدير التنفيذي لجمعية رجال الأعمال المصريين، إن الزيارات المتكررة للوفود والبعثات التجارية الصينية للقاهرة تعكس قوة ومتانة العلاقات التاريخية والاقتصادية والسياسية بين مصر والصين.
وأضاف يوسف أن الآن هو وقت جديد لتفعيل اتفاقية الشراكة الموقعة بين مصر والصين عام 1999، مشيرا إلى أن لدينا فرصا كبيرة وسوقا جاذبة ومناخا مليئا بالحوافز واتفاقيات تجارية مهمة مع العديد من دول العالم، ما يعني أننا أصبحنا وجهة استثمارية حقيقية في المنطقة.
تخطط الجمعية لتكثيف التعاون بين مصر والصين في مختلف المجالات. وقد نظمنا مؤخرًا مؤتمرًا واجتماعًا هامًا مع أكثر من 50 شركة صينية من مقاطعة دونغقوان وهونغ كونغ وماكاو لمناقشة مجالات التعاون. وصرح يوسف: “سنسعى جاهدين لاستقبال المزيد من رجال الأعمال الصينيين في مصر خلال الفترة المقبلة”.
وأكد يوسف أن الصين لديها اهتمام قوي بتوسيع استثماراتها في أفريقيا، مشيرا إلى أن مصر تعتبر من أهم بوابات التعاون مع الصين في شراكات مع دول القارة.
وفقًا لأحدث تقرير صادر عن السفارة الصينية في مصر، تُعدّ الصين أهم شريك تجاري لمصر وأكثر المستثمرين نشاطًا في الآونة الأخيرة. وقد احتلت الصين المركز الأول كأكبر شريك تجاري لمصر لثلاث سنوات متتالية حتى عام 2024، مما يجعلها المستثمر الأكثر نشاطًا والأسرع نموًا في مصر.
يُذكر أن الشركات الصينية تُبدي اهتمامًا كبيرًا بالسوق المصرية، ويتجلى ذلك في النمو المُطرد لحجم الاستثمارات في الآونة الأخيرة. ويتجاوز عدد الشركات الصينية المُستثمرة في مصر حاليًا 2800 شركة.
يبلغ إجمالي حجم هذه الاستثمارات ثمانية مليارات دولار أمريكي، وهو في نمو مستمر. وقد ساهم ذلك في خلق فرص عمل جديدة، وزيادة عائد الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير العملات الأجنبية، وزيادة القيمة المضافة للمواد الخام المحلية.
وتعد صناعة السيارات والزراعة والسياحة والضيافة والزراعة الذكية والميكنة الزراعية ومعدات الإضاءة وتصنيع المصاعد وقطع غيار السيارات والسياحة من بين القطاعات الرئيسية التي تجذب اهتمام الشركات الصينية في السوق المصرية.