إقرار إسرائيلي بصمود حماس في غزة رغم استمرار الإبادة

ونقلت القناة 12 عن قائد سرية في الجيش الإسرائيلي قوله إنهم يراقبون كل حركة ويفهمون الأنماط العملياتية للجيش.
أقر جنود إسرائيليون يقاتلون في جنوب قطاع غزة بأن حركة حماس لا تزال صامدة وقادرة على القتال رغم الإبادة الجماعية المستمرة والمفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.
وفي تقرير بثته القناة 12 يوم الجمعة بعنوان “القتال لا يتوقف وحماس لن تستسلم”، قال مراسلها سابير ليبكين الذي رافق القوات الإسرائيلية على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إن الواقع على الأرض بعيد كل البعد عن أي علامة على وقف وشيك لإطلاق النار.
وأضافت: “بينما تتقدم المفاوضات في الدوحة فإن إطلاق النار في قطاع غزة يتواصل دون هوادة والعدو (حماس) ليس هشا”.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربًا شاملة على قطاع غزة. قُتل وجُرح أكثر من 195 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء. ولا يزال أكثر من 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، وشُرد مئات الآلاف. ووُجهت اتهامات دولية لإسرائيل باستخدام الجوع والتدمير عمدًا كسلاح حرب.
ونقلت الإذاعة عن الملازم “أ”، قائد سرية مشاة في الفرقة 71، قوله: “لقد فوجئت بشدة القتال. كنت متأكدًا من أنني سأرى المزيد من المنازل المدمرة، لكن غزة لا تزال صامدة”.
وأضاف: “حتى لو ظنّ البعض أن جميع المنازل انهارت وأن الجيش الإسرائيلي يسيطر سيطرة كاملة على غزة، فإننا لم نصل بعد إلى هذه المرحلة. وحتى يُعلن عن وقف إطلاق نار (محتمل)، سنواصل القتال والتدمير حتى آخر يوم”.
وأكدت هيئة الإذاعة الإسرائيلية أن الصورة التي تظهر على الأرض “مقلقة”، وقالت: “إنها تكشف عن قدرات متجددة داخل حماس، والتي على الرغم من الهجمات، لا تزال قادرة على التعافي وإعادة تنظيم صفوفها”.
وأضاف الملازم أ: “العدو ليس ساذجًا، فهو يدرسنا كل يوم، ويراقبنا، ويختبرنا”.
وتابع: “بحسب معلوماتنا الاستخبارية، فإنهم يراقبون كل تحركاتنا ويفهمون أنماط عمليات الجيش”. وأشار إلى أنهم في المقابل “يتعلمون تكييف تكتيكاتهم وتعظيم قوتهم”.
رغم انتهاء الحرب قبل واحد وعشرين شهرًا، وتعهد تل أبيب بتدمير حماس، إلا أن الحركة، إلى جانب الفصائل الفلسطينية، لا تزال نشطة في معظم أنحاء غزة. وقد أدى ذلك إلى تزايد الانتقادات للحكومة الإسرائيلية وخلافات داخل الجيش بشأن إدارة الحرب.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مقتل قائد لواء جولاني في خان يونس جنوب قطاع غزة، ما يرفع حصيلة القتلى منذ بدء الحرب إلى 890، منهم 448 خلال العمليات البرية التي بدأت في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ونقلت القناة الثانية عشرة عن الملازم أ. قوله: “خان يونس هي المركز العصبي لحماس، وعملاؤها يعرفون تمامًا ما يحمونه هناك: البنية التحتية، والأسلحة، وربما حتى المختطفين (الأسرى في غزة). نحن ببساطة ندرك أن الأماكن الأكثر حماية هي الأهم بالنسبة لهم”.
لم تعد خان يونس مجرد هدف عملياتي لنا، بل أصبحت ساحةً معقدةً متعددة المستويات، حيث يمكن إخفاء أنفاق أو مراكز مقاومة خلف كل شارع، وكل مدرسة، وحتى وراء كل فتحة صرف صحي.
وتابع: “شهدتُ مقاومةً في خان يونس أشدّ شراسةً من تلك التي شهدتها رفح… حماس تعرف تمامًا ما تدافع عنه ولا تتنازل عنه بسهولة. كما يصعب التمييز بين من ينتمي إلى حماس ومن لا ينتمي إليها”.
قال عن مقاتلي الحركة: “قد لا يكونون الأكثر احترافًا في استخدام الأسلحة، لكنهم يعملون بسرعة نسبية على تعزيز قوتهم وتنظيمهم. أينما ننشر قواتنا بقوة كبيرة، يصبح من الصعب على حماس تحقيق النصر، لكنهم ببساطة لا يستسلمون”.
يأتي هذا في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس في الدوحة، بوساطة قطر ومصر وبدعم من الولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. إلا أن هذه الجولات لم تسفر حتى الآن عن اتفاق دائم.