وزيرة التخطيط توقع مذكرة أول استراتيجية تعاون بين مصر والصين 2025-2029

بقلم: منال المصري
وقعت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وتشن شياودونغ، رئيس الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي (CDC) بجمهورية الصين الشعبية، خمس وثائق تعاون جديدة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين مصر والصين. وتشمل هذه الوثائق مذكرة تفاهم بشأن استراتيجية التعاون الإنمائي الأولى بين البلدين للفترة 2025/2029، والمرحلة الأولى من برنامج مبادلة الديون. جاء التوقيع خلال الزيارة التاريخية لرئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى جمهورية مصر العربية.
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط أن زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لجمهورية مصر العربية ولقاءه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي تعكس التطور المستمر للعلاقات الثنائية بين البلدين في السنوات الأخيرة، وكذلك تنفيذ اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعها رئيسا البلدين عام 2014. وأوضحت أن الوثائق الموقعة تمثل دفعة استراتيجية وتطويراً للعلاقات المتبادلة من خلال تطوير أول استراتيجية للتعاون الإنمائي للسنوات الخمس المقبلة وتوقيع الاتفاقية الإطارية لأول اتفاقية لمبادلة الديون بين البلدين.
وأكدت المشاط أن تطوير العلاقات المصرية الصينية يجسد الدور الفعال للدبلوماسية الاقتصادية لجمهورية مصر العربية، التي ترتكز على تنمية وتوطيد العلاقات الاقتصادية مع المؤسسات الدولية وشركاء التنمية، انطلاقاً من العلاقات السياسية المتوازنة التي أرستها القيادة السياسية للبلاد.
وأكدت أن الشراكة التاريخية بين البلدين لا تقتصر على التعاون التنموي، بل تمتد إلى مجالات أخرى عديدة، لا سيما توطين الصناعة والتكنولوجيا، والاستثمارات المشتركة. كما أكدت أن مبادرة الحزام والطريق الدولية تُمثل أداةً للتكامل الاقتصادي بين مصر والصين والدول الشريكة في المبادرة، وتعزز التنمية الاقتصادية المشتركة.
أول استراتيجية للتعاون التنموي بين البلدين
وقّع الجانبان مذكرة تفاهم بشأن الاستراتيجية التنموية المصرية الصينية الأولى 2025-2029. تهدف المذكرة إلى تعزيز التعاون التنموي بين البلدين، بما يتماشى مع استراتيجية التنمية الوطنية المصرية 2030 ومبادرة التنمية العالمية. وتنص المذكرة على تعزيز التعاون في المجالات ذات الأولوية المشتركة، بما في ذلك الرعاية الصحية، والاتصالات، وتغير المناخ والتنمية الخضراء، والاقتصاد الرقمي، والفضاء، والتعليم، والتوطين الصناعي. وتتيح هذه المذكرة فرصةً لإطلاق مبادرات مشتركة، بالإضافة إلى أي مجالات أخرى يتفق عليها الجانبان خلال هذه الفترة.
وفي إطار هذه الاستراتيجية، يستكشف الجانبان مشاريع إضافية تتماشى مع مبادرة التنمية العالمية ورؤية مصر 2030، بما في ذلك مشاريع لتعزيز التوطين الصناعي في مصر ودعم التحول إلى الاقتصاد الأخضر.
ويأتي هذا التطور في إطار تنفيذ مذكرة التفاهم التي وقعتها الدكتورة رانيا المشاط خلال زيارتها في يوليو 2023 ضمن مشاركتها في اجتماعات مبادرة التنمية العالمية.
اتفاقية مبادلة الديون الأولى
في سياقٍ آخر، وقّع الجانبان اتفاقية إطارية للمرحلة الأولى من مبادلة الديون لتنفيذ مشاريع تنموية. ويأتي ذلك تنفيذًا لمذكرة التفاهم الموقعة في أكتوبر 2023. وتُعدّ مصر أول دولة تتفق معها الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي (CDC) على هذا النوع من التمويل التنموي.
في هذا السياق، أكدت المشاط أن مصر لديها تجارب رائدة وناجحة في برامج مبادلة الديون للدول النامية، لا سيما مع إيطاليا وألمانيا، بقيمة إجمالية تجاوزت 900 مليون دولار. وأشارت إلى أن مصر تمتلك خبرة واسعة في إدارة هذه البرامج لتعظيم الاستفادة منها، متطلعةً إلى توصيات المحافل الدولية التي تؤكد على أهمية برامج مبادلة الديون كأداة مبتكرة لإعادة هيكلة النظام المالي العالمي وتعزيز التنمية في الدول النامية.
تطوير النظام الاصطناعي
كما وقّعت المشاط مذكرة تفاهم لتقديم منحة دراسة جدوى بقيمة 1.52 مليون يوان صيني لمشروع تطوير المنظومة الوطنية للأطراف الصناعية. ويهدف المشروع إلى ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لتوفير الأطراف الصناعية والأجهزة المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة، وبناء القدرة الإنتاجية لهذه الأجهزة وفقًا للمواصفات القياسية الدولية.
تنمية الموارد البشرية
وقّع وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ورئيس الوكالة الدولية للتعاون الإنمائي (IADC) مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجال تنمية الموارد البشرية. تأتي هذه الاتفاقية في إطار التنسيق الوطني للوزارة الصينية لبرنامج التدريب السنوي الذي تقدمه الصين للحكومة المصرية. وتتضمن مذكرة التفاهم عدة بنود لتعزيز التعاون بين الجانبين في مجال تنمية الموارد البشرية. وبموجب هذه الاتفاقية، ستوفر الصين لمصر 2000 فرصة تدريبية ضمن برامج تدريبية ثنائية ومتعددة الأطراف بين عامي 2025 و2027.
مختبر السلامة البيولوجية
كما تم توقيع مذكرات تفاهم متبادلة بشأن منحة لإنشاء مختبر للسلامة البيولوجية من المستوى الثالث. يهدف المشروع إلى تعزيز قدرات مصر في مجال السلامة البيولوجية من خلال إنشاء مختبر للسلامة البيولوجية من المستوى الثالث. سيوفر هذا المختبر بيئة مغلقة للبحث والتشخيص وتطوير تدابير لمكافحة مسببات الأمراض عالية الخطورة التي تتطلب إجراءات احتواء صارمة، مثل الفيروسات شديدة العدوى مثل كوفيد-19 ومتغيراته.