سامح عبد العزيز مخرج اليوم الواحد الذى لفت الأنظار إليه بقوة ورحل فجأة

منذ 13 ساعات
سامح عبد العزيز مخرج اليوم الواحد الذى لفت الأنظار إليه بقوة ورحل فجأة

• قدم 38 فيلماً ومسلسلاً خلال 20 عاماً.. وعاش تجربة حياة مريرة شكلت شخصيته حتى وفاته. • هناك سيل من التعازي والوداع على صفحات التواصل الاجتماعي.

ودعت الوسط الفني اليوم المخرج سامح عبد العزيز الذي رحل عن عالمنا بشكل مفاجئ عن عمر ناهز 49 عاماً، تاركاً جمهوره وزملائه في الوسط الفني في حالة حزن عميق.

رغم قصر مسيرته الفنية نسبيًا، ترك عبد العزيز بصمةً خالدة في الساحة السينمائية والمسرحية، لا سيما من خلال أفلامه الواقعية وأسلوبه الفريد في إخراج الأعمال الجماعية على مدار مسيرته الفنية التي امتدت لعشرين عامًا. أخرج أول أفلامه عام ٢٠٠٥، وقدم خلال مسيرته الفنية ما يقارب ٣٨ فيلمًا ومسلسلًا تلفزيونيًا.

بدأ سامح عبد العزيز مسيرته الفنية خلف الكاميرا في التلفزيون المصري، قبل أن يلفت انتباه الإعلامية هالة سرحان على قناة دريم، التي أتاحت له فرصة إخراج برامجها. ثم انتقل معها إلى قناة روتانا، حيث واصل إخراج برامج شهيرة مثل “هلا شو”، بينما مهد عمله كمخرج فيديو كليب طريقه إلى عالم السينما.

كانت نقطة التحول في مسيرته عام ٢٠٠٥، عندما أخرج فيلمه الأول “درس خصوصي” من بطولة محمد عطية. قدّم تجربةً خفيفةً ومختلفةً، فتحت له آفاقًا سينمائيةً جمعت بين الشعبية والرؤية الشخصية.

اشتهر سامح عبد العزيز بأفلامه التي تمتد ليوم أو ليلة واحدة، وتجسد دراما مكثفة وشخصيات متنوعة. ومن أهم أفلامه، “كباريه”، الذي ضمّ طاقمًا كبيرًا من النجوم وإخراجًا دقيقًا، مما أبرز موهبته كمخرج.

تبعه فيلم “الفرح” الذي كرّر نفس البنية الزمنية، ونال استحسان النقاد رغم الجدل حول اختلاف نهاياتها. ثم تبعه فيلما “الليلة الكبيرة” و”ليلة العيد”، اللذين أكدا شغفه بمفهوم الزمن المضغوط في السينما، وموهبته في تجسيد شخصيات متعددة في حدث واحد.

أعاد المخرج الراحل عدداً من النجوم إلى الحياة، أبرزهم محمد سعد في فيلم “تيتاه”، ثم في تجربة مختلفة تماماً مع “الدشاش”، مزيج من التراجيديا والأكشن.

كما أخرج عبد العزيز فيلم هيفاء وهبي “حلاوة روح” والذي أثار جدلاً كبيراً وتم منعه لفترة بسبب تصويره السينمائي الجريء.

انتقل سامح عبد العزيز لاحقًا إلى الدراما التلفزيونية وحقق نجاحًا كبيرًا. أشهر مسلسلاته هو “بين القصور”، الذي كان على قدر وصفه بأنه عمل “مالح”. كما أخرج مسلسلات “رمضان كريم” و”أرض النفاق” و”الحارّة”، مما أكد التزامه المتواصل بالشخصيات الواقعية والأعمال التي تواكب العصر.

شكّل سامح عبد العزيز ثنائيًا فنيًا ناجحًا مع الكاتب أحمد عبد الله، وقدّما أعمالًا بارزة في السينما مثل “كباريه” و”الفرح”، وفي الدراما مثل “الحارة” و”بين السرايات”. وتميّزت هذه الأعمال بالصدق والواقعية.

تزوج سامح عبد العزيز من الممثلة روبي وأنجب منها ابنة قبل انفصالهما. مرّ بفترة عصيبة عندما سُجن ثلاث سنوات بتهمة حيازة المخدرات، مما أثر سلبًا على صحته النفسية، وأجبره على الابتعاد عن الأضواء والعيش في عزلة داخل السجن. أعلن لاحقًا أنه “وجد نفسه من جديد” ويستعد لمرحلة جديدة من حياته.

برحيل سامح عبد العزيز يفقد الوسط الفني مخرجاً فريداً من نوعه، جمع بين الجرأة والواقعية والبساطة، واستطاع أن يترك بصمة لا تنسى في ساحة فنية لا ترحم التأخير أو التردد.

كانت رحلته قصة كفاح حقيقية، من البرامج التلفزيونية إلى الأفلام والمسلسلات التي لا تزال عالقة في ذاكرة الجمهور حتى اليوم. كان لخبر وفاته أثرٌ بالغٌ على زملائه الفنانين، وظهرت رسائل وداعٍ وتعازيٍ عديدة من زملائه ومحبي الفقيد على مواقع التواصل الاجتماعي. وأعرب العديد من الفنانين والمخرجين عن حزنهم العميق لرحيل عبد العزيز، الذي كان لأعماله، رغم صغر سنه، أثرٌ بالغٌ في السينما المصرية على مدى العقدين الماضيين.

وكتب الفنان صبري فواز، الذي تعاون مع المخرج الراحل في عدة أعمال، عبر حسابه على فيسبوك: “وداعًا سامح، وداعًا يا صديقي. يبدو أنه لم يبق في الدنيا خير. لا إله إلا الله”.

أعرب المخرج هشام عبد الخالق عن حزنه قائلاً: “خبر حزين وصادم. رحل المخرج الكبير سامح عبد العزيز. رحمك الله يا سامح وغفر لك وألهمنا وجميع أحبابك الصبر والسلوان إن شاء الله”.

كتب الفنان إدوارد، الذي كانت تربطه علاقة صداقة وثيقة بالفقيد: “رحمك الله يا سامح. لا أصدق أنك رحلت. قلبي يؤلمني بشدة. سمعت من أختك أنك مريض وحاولت التحدث إليك عدة مرات. الله يرحمه برحمته الواسعة”.

نعى الفنان محمد هنيدي، الذي شاركه مؤخرًا في مسلسل “شهادة علاج طفل”، فقيده قائلًا: “لا إله إلا الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون. انتقل إلى رحمة الله المخرج الكبير والصديق سامح عبد العزيز. رحمك الله يا صديقي، وألهمنا الصبر والسلوان في فقيدك”.

قال الفنان شيكو: “الله يرحمك ويغفر لك يا سامح، اشتقت لك كتير وهبقى اشتقتلك أكتر يا صديقي، المخرج سامح عبد العزيز توفى”.

وصف المخرج مجدي الهواري الإخراج بأنه “مهنة الموت المبكر”، وقال: “لا أجد كلمات تصف ما أشعر به الآن، إلا كلمة واحدة: الاكتئاب”.

ودّع الهواري صديقه سامح عبد العزيز بكلمات مؤثرة: “رحل من كان يجلس على كرسيّ الإخراج بفرحٍ وسمعةٍ طيبة. سنفتقد خفّة ظلّك يا سموحة. غفر الله له وارحمه وأسكنه فسيح جناته”.

 


شارك