مخاطر تحيط بمسار التضخم.. المركزي يوضح أسباب تثبيت سعر الفائدة اليوم

منذ 14 ساعات
مخاطر تحيط بمسار التضخم.. المركزي يوضح أسباب تثبيت سعر الفائدة اليوم

قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري خلال اجتماعها اليوم الخميس، الإبقاء على أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر الفائدة الرئيسي بالبنك المركزي عند 24% و25% و24.50% على التوالي.

كما تقرر الإبقاء على سعر الإقراض والخصم عند 24.50%. ويعكس هذا القرار التطورات الاقتصادية الأخيرة والتوقعات منذ الاجتماع الأخير للجنة السياسة النقدية، وفقًا لبيان صادر اليوم عن اللجنة.

استدامة الانتعاش الاقتصادي

وتشير المؤشرات الأولية الصادرة عن البنك المركزي المصري للربع الثاني من عام 2025 إلى تعافي مستدام للنشاط الاقتصادي في مصر.

ومن المتوقع أن يكون نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي قريباً من المعدل السنوي المسجل في الربع الأول من عام 2025، والذي بلغ 4.8%، مقارنة بـ 2.4% في الربع الثاني من عام 2024.

في حين يُتوقع أن يتقلص عجز الناتج تدريجيًا، إلا أنه سيبقى سلبيًا بعض الشيء. ومن المتوقع أن يصل النشاط الاقتصادي إلى أقصى طاقته الإنتاجية بنهاية السنة المالية 2025/2026.

وبالتالي، فمن المرجح أن تظل الضغوط التضخمية من جانب الطلب، بدعم من السياسة النقدية الحالية، محدودة.

التضخم ينخفض

وانخفض معدل التضخم السنوي إلى 15.3% في الربع الثاني من عام 2025، مقارنة بـ16.5% في الربع الأول من عام 2025، مواصلاً اتجاهه النزولي.

ويرجع هذا إلى اتجاه التضخم الشهري المستقر إلى حد كبير، والدرجة المناسبة من تشديد السياسة النقدية، وتلاشي الصدمات السابقة.

على وجه التحديد، انخفض كلٌّ من معدل التضخم السنوي العام والأساسي إلى 14.9% و11.4% على التوالي في يونيو 2025. ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى اتجاهات التضخم الشهرية التي بلغت -0.1% و-0.2% على التوالي. ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى انخفاض أسعار المواد الغذائية واستقرار التضخم في السلع غير الغذائية.

وقد ساهمت هذه التطورات الإيجابية في معدلات التضخم الكلي والأساسي في تحسين توقعات التضخم.

ومن المتوقع أن يستقر التضخم السنوي عند مستواه الحالي خلال ما تبقى من عام 2025 قبل أن ينخفض تدريجيا مرة أخرى في عام 2026. وسوف يعتمد هذا على حجم التغيرات في أسعار السلع غير الغذائية وتدابير ضبط المالية العامة (مثل التغيرات في الأسعار المحددة إداريا) وتأثيرها على الأسعار المحلية.

ومع ذلك، فمن المستحسن مواصلة دورة التيسير النقدي مع بعض الصبر، خاصة وأن هذا النهج يسمح بوقت كاف لتقييم التأثير المحتمل للتغييرات التشريعية التي تم الإعلان عنها مؤخرا، بما في ذلك تلك المتعلقة بضريبة القيمة المضافة.

الأسباب العالمية

وانخفضت توقعات النمو العالمي منذ بداية العام، ويرجع ذلك أساسا إلى استمرار حالة عدم اليقين في سياسة التجارة العالمية واحتمال تجدد التوترات الجيوسياسية.

وبناء على ذلك، اعتمدت البنوك المركزية في كل من الأسواق المتقدمة والناشئة نهجا حذرا في السياسة النقدية في ضوء حالة عدم اليقين بشأن التضخم والنمو الاقتصادي.

تقلبات قوية في أسعار النفط

وفيما يتعلق بأسعار السلع العالمية، شهدت أسعار النفط في الآونة الأخيرة تقلبات حادة، مدفوعة إلى حد كبير بعوامل العرض وتوقعات انخفاض الطلب العالمي.

وانخفضت أسعار المنتجات الزراعية الأساسية بشكل طفيف نتيجة للاتجاهات الموسمية المواتية.

ومع ذلك، لا تزال المخاطر التي تهدد التضخم قائمة، بما في ذلك التوترات الجيوسياسية، واحتمال استمرار الاضطرابات في سياسة التجارة العالمية، والصدمات الناجمة عن تغير المناخ.

استدامة الاتجاه النزولي للتضخم

وعلى هذه الخلفية، ترى لجنة السياسة النقدية أنه من المناسب ترك أسعار الفائدة الرئيسية للبنك المركزي دون تغيير من أجل الحفاظ على الاتجاه النزولي للتضخم.

وستواصل اللجنة إعادة تقييم قراراتها من اجتماع إلى آخر، مؤكدة أن هذه القرارات تستند إلى التوقعات والمخاطر القائمة والبيانات الجديدة.

وذكر بيان للبنك المركزي أن اللجنة ستواصل مراقبة التطورات الاقتصادية والمالية عن كثب ولن تتردد في استخدام كل الأدوات المتاحة لتحقيق معدل تضخم يبلغ 7% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط في الربع الرابع من عام 2026.


شارك