رانيا المشاط: تعاون وزارة التخطيط مع J-PAL تحول جوهري في صنع السياسات العامة القائمة على الأدلة
ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الكلمة الافتتاحية في احتفالية الذكرى السنوية الخامسة لمكتب معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. وشارك في الفعالية كلٌ من أحمد دلال، رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة؛ وطارق شوقي، وزير التربية والتعليم الأسبق؛ وأحمد السيد، المدير التنفيذي لمعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة؛ وليلى حسني، المديرة التنفيذية لمؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية؛ وجورج ريتشاردز، مدير مجتمع جميل؛ والبروفيسور أبهيجيت بانيرجي، المدير والمؤسس المشارك لمعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وأكدت المشاط أن الاحتفال يمثل تتويجا لتحول جذري في نهج صناعة السياسات، يقوم على اعتماد معايير الدقة والاستفادة من البيانات والتركيز على الأثر.
أوضحت المشاط أن مكتب مختبر عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) في المنطقة سعى منذ إنشائه إلى ترسيخ فكرة أساسية مفادها أن القرارات العامة ينبغي أن تستند إلى أدلة علمية سليمة. وتتوافق هذه الفكرة مع رؤية وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، التي تضع الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي الشامل، وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية، وتعزيز الدبلوماسية الاقتصادية لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة في صميم عملها.
وتجسيداً لهذا النهج، أكدت الدكتورة المشاط أن وزارة التخطيط والتعاون الدولي تستعد لإطلاق السرد الوطني للتنمية الاقتصادية: إجراءات لدعم النمو والوظائف، والذي يقدم رؤية شاملة للإصلاحات الرامية إلى تحقيق النمو وخلق فرص العمل وتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة الأزمات.
وأشارت أيضاً إلى المحاور الأربعة الرئيسية للاستراتيجية وهي: الاستقرار المالي والنقدي وتمويل التنمية، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، ودعم السياسات الصناعية والتجارية، وتنمية رأس المال البشري وتحسين كفاءة سوق العمل.
أكد الوزير أنه في ظل السياق العالمي الراهن، أصبحت الحاجة إلى سياسات قائمة على العلم وشاملة وعادلة أكثر إلحاحًا. فقد أدت الصدمات العالمية، مثل جائحة كوفيد-19، والكوارث المناخية، وأزمات الغذاء والطاقة، وتزايد أعباء الديون، إلى تقويض التقدم وتفاقم عدم المساواة. وتتطلب هذه العوامل جميعها من الحكومات اتباع سياسات اقتصادية واجتماعية وبيئية متكاملة تتسم بالمرونة والقدرة على التكيف.
وأشارت إلى خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تخصص 47 في المائة من إجمالي الاستثمارات العامة لتنمية رأس المال البشري و50 في المائة من المشاريع العامة للمشاريع الخضراء، وهو ما يعكس التزام الدولة بالاستدامة البيئية والاقتصاد الأخضر.
وأشارت إلى مختبر عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL)، الذي أُنشئ لدعم الحكومات في إجراء تجارب ميدانية متطورة وبناء شراكات قائمة على صنع سياسات قائمة على الأدلة. كما يدعم الجهود الرامية إلى توسيع نطاق البرامج الفعالة من خلال البحوث لتقييم الآثار الاجتماعية للسياسات والمبادرات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تسعة قطاعات رئيسية، تشمل أسواق العمل، والاقتصاد، والمالية، والمساواة بين الجنسين، والصحة، والتعليم، والحماية الاجتماعية، والبيئة، وتغير المناخ والطاقة، والمساعدات الإنسانية.
وأشارت إلى التعاون بين وزارة التخطيط والتعاون الدولي ومختبر عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالجامعة الأمريكية بالقاهرة لإنشاء مركز السياسات البيئية المبتكرة (HAPI) بهدف تحسين الوصول إلى الهواء النظيف والمياه النظيفة. ويعكس هذا التوسع في مختبر التأثير المصري التزام مصر بصنع السياسات القائمة على الأدلة، والتنمية المستدامة، والعمل المناخي.
وأضافت أن المختبر شهد نشاطًا ملحوظًا منذ إنشائه، حيث أجرى أكثر من 13 دراسة تقييمية في 12 محافظة مختلفة، شارك فيها أكثر من 36 ألف مشارك. ويأتي هذا العمل ثمرة أكثر من 30 شراكة فاعلة مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص وشركاء التنمية.
وسلطت الضوء على أربعة مجالات رئيسية لعمل المختبر: الحماية الاجتماعية والحد من الفقر. ويشمل ذلك العمل مع الإدارة الوطنية للضمان الاجتماعي لتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية ليشمل العاملين في القطاع غير الرسمي وأسرهم. كما يدعم المختبر التعليم والتوظيف وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وتمكين المرأة وتنمية الأسرة من خلال برنامج “تحويشة” للادخار الرقمي. علاوة على ذلك، يجري العمل حاليًا في مجال السياسات المناخية والبيئية، بما في ذلك مركز السياسات البيئية المبتكرة (HAPIE) ضمن مبادرة “حياة كريمة”، لتوفير مرافق معالجة المياه في قرى المرحلة الأولى. والهدف هو تحسين جودة المياه، وتعزيز الصحة العامة، وزيادة الاستخدام المستدام للموارد المائية. وهذا يُسهم في بناء مجتمعات أكثر قدرة على التكيف مع تغير المناخ.
وأكدت أن هذا النموذج المتميز للتعاون بين الحكومة المصرية ومراكز الفكر والمؤسسات البحثية العالمية يعكس التزام الدولة بترسيخ ثقافة صنع السياسات القائمة على الأدلة، وزيادة تأثير السياسات العامة الفعالة، ودعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وترسيخ مبادئ العدالة والكفاءة في تخصيص الموارد.