كارثة ثقيلة.. إعلام عبري ينشر تفاصيل كمين القسام في بيت حانون

وتساءلت هيئة الإذاعة الإسرائيلية عن كيفية تمكن المسلحين الفلسطينيين من زرع المتفجرات في المنطقة. – محلل عسكري إسرائيلي: الجيش لم ينسحب من المنطقة حتى خلال وقف إطلاق النار. القناة 12: حماس والجهاد الإسلامي لديهما خبرة في تطوير المتفجرات.
أثار كمينٌ متطورٌ نفّذته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيت حانون شمال قطاع غزة، شكوكًا في الأوساط الإسرائيلية حول قدرات المقاتلين الفلسطينيين، في ظلّ سيطرة الجيش على المنطقة. كما نشرت وسائل إعلام عبرية تفاصيل الكمين.
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، إن “خمسة جنود من كتيبة نيتسح يهودا، التابعة للواء كفير، قتلوا وأصيب 14 آخرون، بينهم اثنان إصابتهما خطيرة، في اشتباكات شمال قطاع غزة مساء الاثنين”.
ويأتي الكمين رغم استمرار حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة بدعم أميركي، فيما تراقب تل أبيب خسائرها عن كثب.
**كيف وصل المقاتلون؟
وعلق المحلل العسكري في إذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كادوش على الكمين قائلا: “وقعت الحادثة في بيت حانون على بعد كيلومتر واحد فقط من السياج الحدودي (مع المستوطنات المتاخمة لغزة) وحوالي ثلاثة كيلومترات من مدينة سديروت”.
وأضاف المحلل: “هذه منطقة يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي بشكل متواصل منذ نحو عام ونصف، منذ بدء التدريبات البرية في قطاع غزة (27 أكتوبر/تشرين الأول 2023)”.
وتابع: “حتى خلال فترات وقف إطلاق النار واتفاقيات تبادل الأسرى، لم ينسحب الجيش الإسرائيلي من المنطقة”.
وتساءل المحلل: “كيف يمكن أن الجيش الإسرائيلي لم تكن لديه القدرة الكافية على التجمع في هذه المناطق وأن مجموعة من المسلحين (الفلسطينيين) تمكنت من الوصول إلى الموقع وزرع المتفجرات؟”
بدورها، ذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، الثلاثاء، أن “الجيش أطلق مساء السبت عملية في شمال قطاع غزة، بمشاركة لواءين: لواء الاحتياط المظلي 646، واللواء الشمالي من فرقة غزة، لتطهير الحدود الشمالية (من المقاتلين الفلسطينيين) في منطقة بيت حانون”.
وأوضحت: “تعرضت وحدة عسكرية كانت تعبر طريقًا مركزيًا في بيت حانون سيرًا على الأقدام لعبوات ناسفة. قُتل خمسة مقاتلين وجُرح 14، اثنان منهم في حالة خطيرة. وكما في الحوادث الأخيرة السابقة، تعرض عمال الإنقاذ لإطلاق نار”.
وفيما يتعلق بطبيعة الكمين، قالت الوكالة: “لم يتضح بعد كيف وضعت القوات (الفلسطينية) العبوة الناسفة، وما إذا كان المسلحون قد أعدوا الموقع في الأيام الأخيرة”.
**حادث مميت
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية: “بحسب تحقيق أولي أجراه الجيش الإسرائيلي، فإن قوات من كتيبة نيتسح يهودا من لواء كفير كانت تتقدم سيراً على الأقدام عبر منطقة قتال، بالقرب من الدبابات الإسرائيلية ومركبات الهندسة، عندما انفجرت أربع إلى خمس عبوات ناسفة واحدة تلو الأخرى”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “المتفجرات زرعت على الأرجح قبل يومين من الحادث، بعد أن شنت القوات الإسرائيلية هجوما بريا جديدا في المنطقة مساء السبت”.
وتابعت: “بينما انطلقت فرق الإنقاذ لإجلاء الجرحى، تعرضت لإطلاق نار كثيف. ووصف الجيش الإسرائيلي ذلك بأنه كمين مُدبّر من قِبل حماس، التي كانت تراقب تحركات القوات عن كثب وتُفخّخ نقاط الدخول الرئيسية بناءً على ذلك”.
وأشارت إلى أن الحادث المميت وقع في منطقة قريبة من الحدود الإسرائيلية حيث كان النشاط العسكري متكررا منذ بدء العملية البرية.
وأكدت الصحيفة مقتل 39 جندياً منذ استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في مارس/آذار الماضي.
وأضافت: “يأتي ذلك مباشرة بعد حادثة مميتة أخرى وقعت قبل أسبوعين في خان يونس (جنوب)، حيث قُتل سبعة جنود بينهم ضابط مهندس عندما تم إطلاق النار على مركبة مدرعة”. ووصفت العملية بأنها “كارثة كبيرة في بيت حانون”.
ذكرت القناة 12 الإسرائيلية: “فجّر المشاة عبوتين ناسفتين واحدة تلو الأخرى. أصيب عدد من الجنود في الانفجارين. وعند وصول رجال الإنقاذ إلى مكان الحادث، أطلق مسلحون نصبوا كمينًا بالقرب من مكان الحادث النار عليهم”.
وأضافت: “أُصيب عدد من رجال الإنقاذ أيضًا بطلقات نارية. كانت عمليات الإنقاذ معقدة، مما استدعى الاستعانة بفرق إنقاذ إضافية”.
وأشارت الإذاعة إلى الخبرة العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي، قائلة إن الحركتين “استثمرتا سنوات طويلة في تطوير العبوات الناسفة، وفي كثير من الحالات تم زرع العبوات الناسفة مسبقاً على طول الشرايين المرورية، أو في منازل مفخخة أو تحت الأسطح”.
وأضافت “في بعض الأحيان يتم التحكم بها عن طريق جهاز التحكم عن بعد، وفي أحيان أخرى يتم التحكم بها عن طريق أجهزة استشعار الحركة التي تفتح الباب أو تطأه”.
وتابعت: “بالإضافة إلى ذلك، يقوم المسلحون أحيانًا بربط المتفجرات بأدوات هندسية من خلال الاتصال المباشر، وبسبب هذا التهديد، تتخذ قوات الدفاع الإسرائيلية تدابير مختلفة للحد من المخاطر”، بما في ذلك “استخدام أدوات هندسية لتطهير الطرق”.
**كتائب القسام تتعهد بالمزيد
وفي ما يتعلق بكتائب القسام التي نفذت الكمين، قال بيان على لسان المتحدث باسمها أبو عبيدة: “إن العملية المعقدة في بيت حانون هي ضربة أخرى وجهها مقاتلونا الشرسون لسمعة جيش الاحتلال الضعيف ووحداته الأكثر إجراماً في منطقة اعتبرها الاحتلال آمنة، حيث لم يترك حجراً على حجر”.
وأكد أبو عبيدة أن “حرب الاستنزاف التي يخوضها مقاتلو القسام ضد العدو من شمال قطاع غزة إلى جنوبه ستلحق بالعدو المزيد من الخسائر كل يوم”.
وتابع: “إذا نجح الجيش الإسرائيلي مؤخرا، بمعجزة ما، في تحرير جنوده من الجحيم، فإنه قد يفشل لاحقا ويتركنا مع المزيد من الأسرى”.
يتزامن هذا الكمين مع استئناف المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة بشأن وقف محتمل لإطلاق النار وتبادل أسرى. ويتردد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويصر على استمرار الإبادة الجماعية، بينما وافقت الحركة الفلسطينية على مقترحات سابقة.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.
خلّفت الإبادة الجماعية أكثر من 194 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود. إضافةً إلى ذلك، نزح مئات الآلاف.