الأورومتوسطي: إسرائيل تعامل سكان غزة كمحتجزين بمعسكر اعتقال جماعي

منذ 4 شهور
الأورومتوسطي: إسرائيل تعامل سكان غزة كمحتجزين بمعسكر اعتقال جماعي

وأُجبر الفلسطينيون على العيش في مساحة لا تتجاوز 15% من مساحة قطاع غزة. إن الكثافة السكانية في المنطقة التي يحتجز فيها فلسطينيو قطاع غزة أعلى من أي منطقة مأهولة بالسكان في العالم. حولت إسرائيل 85% من قطاع غزة إلى مناطق محظورة من خلال عمليات التهجير القسري أو السيطرة العسكرية غير القانونية. إن المناطق التي يتم ترحيل النازحين إليها بحجة الأمن هي مصائد موت جديدة. إن الهدف من التهجير القسري للفلسطينيين هو إحداث تغيير ديمغرافي شامل. منذ عام 2023، دمرت إسرائيل أكثر من 92% من المنازل في قطاع غزة، ودمرت بشكل كامل أو جزئي أكثر من 80% من المدارس و90% من المستشفيات. دمر الجيش كافة الجامعات في قطاع غزة، ودمر أحياء وبلدات وقرى ومخيمات بأكملها.

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء إن إسرائيل تعامل الفلسطينيين في قطاع غزة كسجناء في معسكر اعتقال جماعي، وتجبرهم على العيش تحت سيطرة عسكرية صارمة في منطقة لا تتجاوز مساحتها 55 كيلومترًا مربعًا، أي أقل من 15% من مساحة قطاع غزة. وأكد التقرير أن الكثافة السكانية في المنطقة غير مسبوقة، و”لم تُسجل في أي منطقة مأهولة بالسكان في العالم”.

وأضاف المرصد الحقوقي ومقره جنيف في بيان أن قطاع غزة وبعد 21 شهرا من العدوان الإسرائيلي يتعرض لعملية “إبادة شاملة”، حيث يعامل سكانه كأسرى في معسكر اعتقال جماعي، ويجبرون على العيش في منطقة خانقة لا تزيد مساحتها عن 55 كيلومترا مربعا، حيث يتعرضون لمراقبة عسكرية مشددة وهجمات مستهدفة.

وذكر أن الفلسطينيين لا يملكون سوى أقل من 15% من مساحة قطاع غزة. فهم محشورون في مساحات ضيقة ويعيشون “في ظروف خانقة جراء القصف والحصار. ويفتقرون إلى الماء والغذاء والمأوى والرعاية الطبية. علاوة على ذلك، يُمنعون عمليًا من العودة إلى مناطقهم الأصلية المدمرة أو المحاصرة”.

وتابع: “يعيش السكان في هذه المنطقة المكتظة والمدمرة، الخاضعة للمراقبة على مدار الساعة، في ظل اكتظاظ سكاني غير مسبوق. يبلغ متوسط الكثافة السكانية حوالي 40 ألف نسمة لكل كيلومتر مربع، بينما في منطقة المواصي وحدها، يتجاوز عدد السكان 47 ألف نسمة لكل كيلومتر مربع – وهي كثافة سكانية لا مثيل لها في أي منطقة مأهولة بالسكان على وجه الأرض”.

وأكد أن هذه السياسة “متعمدة وتجسد إبادة جماعية ارتكبتها إسرائيل لاقتلاع شعب ومحو وجوده المادي والديموغرافي من أرضه من خلال القتل الجماعي والتهجير القسري والتجويع والتدمير المنهجي للحياة”.

وفي هذا السياق أكد المرصد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حوّل 85% من مساحة قطاع غزة إلى مناطق محظورة بسبب أوامر التهجير القسري أو السيطرة العسكرية غير القانونية.

وأوضح أن هذا “جزء من سياسة متعمدة تهدف إلى إبادة السكان الفلسطينيين في قطاع غزة من خلال اقتلاعهم من جذورهم، وتقويض الحياة البشرية، وتدمير النسيج الاجتماعي والجغرافي للقطاع. وهذا يشكل نمطًا منظمًا من الجرائم التي تشكل، في مجموعها، إبادة جماعية بموجب القانون الدولي”.

وأشار إلى أن الفلسطينيين يتم طردهم من مناطق توطينهم إلى مناطق حددتها قوات الاحتلال بأنها “إنسانية وآمنة”، ليجدوا في كل مرة أنها ليست أكثر من مصائد موت جديدة، بحسب البيان.

واعتبر أن تعرض السكان للقصف والجوع والمرض ومنعهم من العودة إلى منازلهم المدمرة أو حتى البقاء بالقرب منها يدل بوضوح على أن الإجراءات في قطاع غزة ليست مجرد تهجير قسري، بل هي جزء من سياسة تهجير قسري دائمة ومخطط لها.

وقال إن هذه السياسة تهدف إلى “إحداث تغيير ديمغرافي شامل وتحويل غزة إلى أرض خالية من سكانها الأصليين، خاضعة للسيطرة العسكرية الكاملة ومحاطة بحصار خانق وغير قانوني”، مؤكدا أن التهجير ليس “نتيجة عرضية للحرب، بل هو هدف استراتيجي في حد ذاته”.

وبحسب بيانات وثقها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ونشرها البيان، فإن إسرائيل دمرت أكثر من 92% من المنازل في قطاع غزة، ودمرت بشكل كامل أو جزئي أكثر من 80% من المدارس و90% من المستشفيات.

وأضاف البيان أن الجيش دمر أيضا كافة الجامعات في قطاع غزة بشكل كامل، ومحا أحياء وبلدات وقرى ومخيمات بأكملها عن الخارطة، بما في ذلك كافة المنازل والشوارع والمرافق والأسواق والمساجد.

وأكد أن هذه السياسة “تهدف بوضوح إلى منع أي إمكانية للعودة، حيث تعمل قوات الاحتلال حتى على إزالة الأنقاض ونقلها إلى إسرائيل لمنع الفلسطينيين من العودة بأي وسيلة ممكنة”.

وأشار إلى أن “نمط أوامر الطرد القسري، والقتل والتدمير على نطاق واسع، وسياسة التجويع المتعمد، هي أجزاء لا يتجزأ من خطة إسرائيلية معلنة تتجه بوضوح نحو تنفيذ المرحلة النهائية من جريمتها وهدفها الأصلي: الطرد الجماعي للفلسطينيين من أرضهم، وخاصة من قطاع غزة”.

ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان “جميع الدول إلى الاعتراف بأن ما يحدث لسكان قطاع غزة ليس حالة تهجير، بل هو إبادة ممنهجة لشعب بأكمله”.

ودعا الدول إلى الوفاء بمسؤولياتها القانونية و”اتخاذ تدابير عاجلة وفعالة لوقف الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، بما في ذلك كل الوسائل المتاحة لحماية السكان المدنيين الفلسطينيين ومحاسبة إسرائيل على الجرائم التي ارتكبتها ضد الفلسطينيين”.

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لإنهاء هذه الحرب.

أودت الإبادة الجماعية بحياة أكثر من 194 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وخلفت أكثر من 11 ألف مفقود. كما شردت مئات الآلاف من الفلسطينيين، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بينهم عشرات الأطفال.


شارك