بعد قرار واشنطن بتعليق إرسال الأسلحة لأوكرانيا.. موسكو ترحب وكييف تشكو

رحّبت روسيا بقرار واشنطن تعليق مبيعات الأسلحة لأوكرانيا بعد تهديد الأخيرة بخفض دعمها لها. واستدعت القائم بالأعمال الأمريكي “لتوضيح” تداعيات هذه الخطوة التي “صدمت” السياسيين الأوروبيين. إلا أن الحكومة الأمريكية قلّلت من أهمية الأمر.
وفي موسكو، رحب المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بقرار الولايات المتحدة تعليق تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، بما في ذلك الذخيرة وأنظمة الدفاع الجوي، حسبما ذكر موقع روسيا اليوم الإخباري.
التقليل من شأن الأمر الأمريكي
قلل مسؤولون أميركيون، الأربعاء، من أهمية إعلان البيت الأبيض أن واشنطن ستعلق بعض مبيعات الأسلحة لأوكرانيا، مشيرين إلى أن خيارات الرئيس دونالد ترامب لا تزال تركز على تقديم الدعم العسكري لكييف.
صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، بأن قرار تعليق بعض شحنات الأسلحة “لا يعني توقف دعمنا لأوكرانيا أو شحناتنا من الأسلحة”. وأشارت إلى أن هذا كان حادثًا معزولًا. ووفقًا لوكالة فرانس برس، أضافت: “سنناقش ما سيحدث لاحقًا”.
وقال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل للصحفيين “تواصل وزارة الدفاع تقديم خيارات قوية للرئيس فيما يتعلق بالدعم العسكري لأوكرانيا بما يتفق مع هدف إنهاء هذه الحرب المأساوية”.
وأضاف أن “الوزارة تقوم بمراجعة وتعديل نهجها بعناية لتحقيق هذا الهدف، مع الأخذ في الاعتبار جاهزية الجيش الأميركي وأولوياته الدفاعية”.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين في البنتاغون قولهم إن الرئيس دونالد ترامب قد يأمر بنقل كل أو بعض شحنات الذخيرة المعلقة مؤقتا إلى أوكرانيا، اعتمادا على نتائج مراجعة الوزارة.
صدمة أوروبية
وفيما يتعلق بردود أفعال حلفاء أوكرانيا، قال مسؤول أوروبي مطلع على الأمر لوكالة بلومبرج إن المسؤولين الأوروبيين صدموا من قرار واشنطن وقف إمدادات الذخيرة الأمريكية لأوكرانيا.
ونقلت بوليتيكو عن مصادر مطلعة قولها إن أوكرانيا تخطط لطلب من واشنطن السماح للدول الأوروبية بشراء أسلحة أميركية لأوكرانيا.
وفقًا لمصادر، تدرس الحكومات الأوروبية شراء أسلحة أمريكية الصنع من ميزانياتها الدفاعية وتزويد أوكرانيا بها. وستُدرج هذه الأموال في الإنفاق الدفاعي الجديد لحلف الناتو.
أعلنت نائبة السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، آنا كيلي، أمس أن واشنطن اتخذت قرارًا بتعليق توريد أسلحة معينة إلى أوكرانيا “لإعطاء الأولوية لمصالح أمريكا. وجاء هذا القرار نتيجة مراجعة أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية للمساعدات العسكرية التي تقدمها بلادنا لدول أخرى حول العالم”.
وبحسب موقع بوليتيكو، الذي نقل عن مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن هويته، خلص تحقيق البنتاغون إلى أن مخزونات الذخيرة التي تم الوعد بها في السابق أصبحت الآن مستنفدة بشدة وأن بعض الشحنات المخصصة لأوكرانيا لم يتم إرسالها.
وذكرت صحيفة بوليتيكو ووسائل إعلام أميركية أخرى أن تعليق تسليم الأسلحة إلى كييف شمل صواريخ نظام الدفاع الجوي باتريوت، وأنظمة المدفعية المزودة بذخائر موجهة بدقة، وصواريخ هيلفاير.
وقال بيسكوف للصحفيين ردا على سؤال حول هذا الأمر: “كلما قل عدد الأسلحة الموردة لأوكرانيا، اقتربت نهاية العملية العسكرية الخاصة”، في إشارة إلى الاسم الذي أطلقته موسكو على الهجوم المقرر أن يبدأ في أوائل عام 2022.
علق بيسكوف أيضًا على المكالمة الهاتفية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الثلاثاء. وعندما سُئل عما إذا كان ماكرون قد أشار إلى قبوله لمطالب روسيا في ضوء “الوقائع الجديدة” على الأرض، أجاب: “لا”.
وطالبت روسيا كييف بالاعتراف بخسائرها في الحرب وعدم تلقي الأسلحة مقابل وقف إطلاق النار الذي اقترحته أوكرانيا والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، من بين دول أخرى.
كييف توضح
من جهة أخرى، نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول عسكري أوكراني قوله: “بدون الأسلحة الأميركية، ستكون المواجهة مع روسيا أكثر صعوبة”.
وأوضح “نحن نعتمد حاليا بشكل كبير على الأسلحة الأميركية، ورغم أن أوروبا تفعل ما في وسعها، فسيكون من الصعب علينا التصدي لهم بدون الذخيرة الأميركية”.
استدعت وزارة الخارجية الأوكرانية القائم بالأعمال الأمريكي في كييف، وخلال الاجتماع شددت على “الأهمية الحاسمة لمواصلة حزم المساعدات الدفاعية المخطط لها مسبقًا، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز قدرات الدفاع الجوي لأوكرانيا”.
وحذرت كييف أيضا من أن أي تأخير أو خفض في دعم القدرات الدفاعية لأوكرانيا من شأنه أن يشجع روسيا على مواصلة حربها وأعمالها الإرهابية بدلا من خلق السلام.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، إن واشنطن وكييف “بصدد توضيح المساعدات العسكرية الأميركية، التي سيستمر تقديمها لأوكرانيا حتى بعد الإعلان المفاجئ للولايات المتحدة بتعليق بعض تسليمات الأسلحة”.
وأضاف زيلينسكي أن أوكرانيا والولايات المتحدة تعملان على توضيح جميع التفاصيل المتعلقة بتقديم الدعم الدفاعي، بما في ذلك مكونات الدفاع الجوي.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا عبر منصة X أن أوكرانيا مستعدة “لشراء أو استئجار” أنظمة دفاع جوي لمواجهة “العدد الكبير من الطائرات بدون طيار والقنابل والصواريخ” التي تقصف بها روسيا بلاده.