الجامعة العربية تستضيف اجتماع الآلية الثلاثية لدعم القضية الفلسطينية

انطلق اليوم في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة الاجتماع المشترك لآلية التنسيق الثلاثية، المكونة من جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي لدعم القضية الفلسطينية، بمشاركة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا). وتناول الاجتماع الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة.
حضر اللقاء الدكتور سعيد أبو علي نائب الأمين العام رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، والدكتور سمير بدر نائب الأمين العام لشؤون فلسطين والقدس في منظمة التعاون الإسلامي، والدكتور علي درويش رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي لدى جامعة الدول العربية، والسيدة سحر الجبوري رئيسة مكتب تمثيل الأونروا في القاهرة.
الوضع في قطاع غزة والتحديات التي تواجه الأونروا
سيناقش الاجتماع الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، والتحديات المالية والتشغيلية التي تواجهها الأونروا في الأرض الفلسطينية المحتلة. كما سيؤكد على أهمية بلورة موقف موحد وتحديد آليات عمل جماعي لمواجهة هذه الظروف الكارثية، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية وتدمير ممنهج وقتل جماعي متعمد. كما سيتناول استخدام التجويع كسلاح حرب، وفرض حصار خانق يمنع إيصال المساعدات الحيوية، وإنشاء “مراكز إنسانية” تستهدف المدنيين الجائعين عند اقترابهم بحثًا عن الطعام.
كما سيناقش الاجتماع المحاولات الإسرائيلية الممنهجة لتفكيك وكالة الأونروا وإنهاء وجودها في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة والقدس.
بدوره، أكد السفير الدكتور سعيد أبو علي التزام جامعة الدول العربية الراسخ بدعم الأونروا، ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة ضد القوانين التي تمنع عملها، وضمان تجديد التفويض الدولي للوكالة حتى تتمكن من مواصلة دورها الإنساني والسياسي كشاهد على قضية اللاجئين. كما ناشد الدول المانحة مواصلة الدعم المالي اللازم، لا سيما في هذه الظروف غير المسبوقة. وأكد على الدور المحوري للأونروا في تقديم المساعدات الإغاثية لغزة، وضرورة إنهاء آلية توزيع المساعدات عبر مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من دولة الاحتلال.
وأكد أن الجامعة تستجيب لمطالبهم بوقف الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين وإلزام إسرائيل كقوة احتلال بتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة.
وأضاف في كلمته: “نجدد دعوتنا للدول لتحمل مسؤولياتها ووقف الإبادة الجماعية والجرائم الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية. ويجب علينا فرض الامتثال للقانون الدولي وأحكام محكمة العدل الدولية، بما في ذلك فرض عقوبات فعالة، ووقف جميع أشكال الدعم السياسي والعسكري، وتعليق مبيعات الأسلحة ونقلها، بما في ذلك تراخيص التصدير والمساعدات العسكرية، مع ضمان محاسبة الدول على الجرائم المرتكبة”.
من جانبه أكد الدكتور علي درويش على أهمية هذه الآلية الثلاثية كمنصة تنسيق فاعلة لخلاص الشعب الفلسطيني.
في كلمته، أكد أن الاستهتار المتعمد بكرامة الشعب الفلسطيني وإنسانيته نتيجة الحصار أمرٌ غير مسبوق. وأدان الانتهاكات المستمرة، وأعرب عن قلقه إزاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
ادعم عمل الأونروا
وتابع: “لقد طالبنا سابقًا بوقف الحرب فورًا، وسنكرر ذلك اليوم. وفي هذا السياق، أكدنا على ضرورة دعم الأونروا، وأهمية استمرار الدول في تقديم الدعم المالي واللوجستي للوكالة”.
جدد دعمه لصندوق إعادة إعمار غزة، مؤكدًا تضامن القارة الأفريقية مع الشعوب العربية والإسلامية في نضالها من أجل الكرامة الإنسانية والعدالة. كما وجه نداءً عاجلاً إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأدان تدهور الوضع الإنساني خلال الأشهر العشرين الماضية.
وفي هذا السياق أكد الدكتور سمير بدر أن الأونروا تواجه تحديات غير مسبوقة، وأكد التزامها بتقديم خدماتها للفلسطينيين، وهي رسالة إنسانية وسياسية تستحق كل أشكال الدعم.
وأكد أن الاجتماع ينعقد في ظل ظروف سياسية وإنسانية غير مسبوقة. فالإبادة الجماعية والدمار المستمران منذ عشرين شهرًا يتطلبان تحركًا عاجلًا لوقف العدوان. ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته بتطبيق وقف فوري وشامل لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.
كما أدان بشدة آلية إيصال المساعدات، التي أصبحت مسرحًا لعمليات إعدام، تُقتل عمدًا مدنيين يحاولون الحصول على الغذاء. وأكد أن هذه الأحداث وصمة عار في جبين الإنسانية.
ادعم خطة إعادة إعمار غزة
وأكد أيضاً دعم المنظمة للخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة، والتزامها بالتعاون في تعزيز الآلية الثلاثية، وأعرب عن أمله في أن يسهم العمل المشترك في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه.
من جانبها أكدت سحر الجبوري أن هناك حاجة ماسة لخدمات الأونروا أكثر من أي وقت مضى مع تزايد معاناة اللاجئين ونزوحهم القسري مجددا.
وأشارت إلى الجهود التي تبذلها الوكالة حاليا في مناطق عملياتها الخمس، وخاصة في قطاع غزة، وقالت إن المأساة مستمرة حتى بعد مرور ما يقرب من 22 شهرا من القصف المتواصل والتهجير القسري والتجويع المتعمد والانهيار الكامل للخدمات الأساسية.
وأضافت: “نشهد محاولاتٍ مُتعمدة لاستبدال نظام الأمم المتحدة المدعوم أمريكيًا ببديلٍ للنظام الحالي. سيتم توزيع المساعدات بطريقةٍ تتجاهل القانون الإنساني الدولي وتُجرّد الفلسطينيين من إنسانيتهم. يُقتل من يحاولون الحصول على الغذاء، بينما تُمنع المساعدات على الجانب الآخر من الحدود وسط صمتٍ دوليٍّ مُخزٍ”.
وأكدت أن تقويض المبادئ الإنسانية وإضعاف دور الأمم المتحدة بما فيها الأونروا لن يؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة وانهيار النظام الإنساني العالمي.
وأشارت إلى أن 12 ألف موظف في الأونروا يواصلون القيام بواجباتهم بعزيمة وشجاعة رغم الخسائر والنزوح الذي يواجهونه.
وأوضحت أنه رغم نقص الغذاء وحظر إدخال المساعدات منذ الثاني من مارس/آذار، تواصل المنظمة تقديم 15 ألف استشارة طبية يومياً في سبعة مراكز صحية و30 مركز استقبال طبي، لافتة إلى أنه لا توجد منظمة أخرى تقدم رعاية صحية بهذا الحجم.
وتابعت: “قامت فرقنا بتوزيع ملايين اللترات من مياه الشرب وإصلاح الآبار ومحطات تحلية المياه، ولكن بسبب القصف والقيود على الوقود خلال الأشهر الأربعة الماضية، انخفضت الطاقة إلى النصف مقارنة بفترة وقف إطلاق النار”.
وأضافت: “لقد تمكنا من جمع مئات الأطنان من النفايات، مما يُلبي احتياجات حوالي 600 ألف شخص شهريًا. وفي الأسبوعين الماضيين فقط، أرسلنا 1200 طن من النفايات إلى مكبات نفايات مؤقتة”.
أعلنت أن الأونروا قدمت الدعم النفسي لـ 730 ألف شخص، منهم 560 ألف طفل. وأوضحت أنه على الرغم من الكارثة، فإن الوكالة ملتزمة بضمان حق الأطفال في التعليم، وقد وفرت فرصًا تعليمية لـ 56 ألف طفل خلال وقف إطلاق النار. واستمر أكثر من 22 ألف طفل في تلقي الدعم في 260 مركزًا تعليميًا مؤقتًا رغم نزوحهم.
الوضع في الضفة الغربية
وفي إشارة إلى الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، صرّح الجبوري بأن مأساةً من نوعٍ آخر تتكشف. فقد تفاقم الوضع، لا سيما في مخيمات شمال الضفة الغربية، إلى مستوياتٍ غير مسبوقة نتيجةً للعمليات العسكرية، كعملية الجدار الحديدي، وهي الأكبر منذ عقدين. ويتفاقم هذا الوضع مع الهجمات اليومية، وجرائم المستوطنين، والتهجير القسري، وتدمير البنية التحتية والمنازل، ومنع عودة السكان، ومحاولات تغيير الهوية الديموغرافية للمخيمات بشكل دائم.
وأضاف الجبوري: “نشهد محاولاتٍ مُتعمدة لاستبدال نظام المساعدات الدولية الذي تقوده الأمم المتحدة بنظامٍ بديلٍ لتوزيع المساعدات، مدعومٍ أمريكيًا، يتجاهل المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، ويجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم. يُقتل ويُداس ويُطعن من يبحثون عن الطعام لأنفسهم ولعائلاتهم، بينما تبقى المساعدات الإنسانية عالقةً على الجانب الآخر من الحدود، وسط صمتٍ دوليٍّ مُخزٍ يُشوّه صورة الإنسانية”.
وأكدت أن تقويض المبادئ الإنسانية وإضعاف دور الأمم المتحدة بما فيها الأونروا لن يؤدي إلا إلى زيادة المعاناة وتقويض أسس العمل الإنساني.
وأشارت إلى أنه في خضم هذا الجحيم، يواصل 12 ألف موظف في الأونروا تنفيذ مهامهم الإنسانية بشجاعة وإصرار، على الرغم من معاناتهم من الخسارة والحرمان والنزوح.
وأوضحت أنه على الرغم من استنفاد مخزونات الغذاء بشكل كامل وحظر جميع إيصال المساعدات الذي فرضته السلطات الإسرائيلية منذ الثاني من مارس/آذار، تواصل فرق الأونروا تقديم نحو 15 ألف استشارة طبية يومياً في سبعة مراكز صحية و30 مركز استقبال طبي، مؤكدة أنه لا يوجد مرفق صحي آخر قادر على تقديم الرعاية الصحية الأساسية على هذا النطاق.
قال الجبوري: “وزعت فرقنا ملايين اللترات من مياه الشرب، وحافظت على الآبار ومحطات تحلية المياه. إلا أن القصف المستمر والقيود الصارمة على استيراد الوقود على مدى أربعة أشهر قلصت قدرة المنظمة إلى النصف، أو نصف كمية المياه التي وفرتها خلال وقف إطلاق النار”.
وأضافت: “جمعت فرقنا مئات الأطنان من النفايات، مُلبِّيةً بذلك احتياجات نحو 600 ألف شخص شهريًا”. وأشارت إلى أنه خلال الأسبوعين الماضيين فقط، تمكّنت الأونروا من نقل 1200 طن من النفايات إلى مواقع مُخصَّصة للتخلص منها مؤقتًا.
أكدت الأونروا أنها لا تزال أكبر مُقدِّم لخدمات الدعم النفسي والاجتماعي، حيث قدمت جلسات دعم لنحو 730 ألف شخص، من بينهم 560 ألف طفل. وفي مجال التعليم، واصلت الوكالة حماية حق الأطفال في التعليم رغم الظروف الكارثية. وخلال وقف إطلاق النار، قدمت دروسًا أساسية في القراءة والكتابة والحساب لأكثر من 56 ألف طفل. ولا يزال أكثر من 22 ألفًا منهم يتلقون هذه الدروس في 260 فصلًا دراسيًا مؤقتًا رغم نزوحهم. وأضافت أن الوكالة قامت قبل انهيار المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بتوزيع الدقيق وطرود غذائية، بالإضافة إلى مواد إغاثية أخرى، على جميع سكان قطاع غزة. بحسب الجبوري، تتكشف مأساة من نوع آخر في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. يشهد الوضع تصعيدًا غير مسبوق، لا سيما في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمالًا. ويأتي هذا نتيجة عمليات مثل عملية الجدار الحديدي، الأضخم منذ عقدين. يضاف إلى ذلك المداهمات اليومية، وتصاعد عنف المستوطنين، والتهجير القسري، والتدمير الممنهج للمنازل والبنية التحتية المدنية، مما يحول دون عودة السكان ويغير الهوية الديموغرافية للمخيمات بشكل دائم. وأضافت أن الأونروا استجابت لهذا التصعيد بتكثيف استجابتها الطارئة. ويعمل 4000 موظف فلسطيني على تقديم الرعاية الطبية وخدمات الإغاثة والتخلص من النفايات والحماية الاجتماعية في أكثر من 40 مركزًا صحيًا. كما يلبون احتياجات الأسر النازحة ويقدمون لها الدعم المالي. وأوضحت أن السلطات الإسرائيلية أغلقت مدارس الوكالة في القدس الشرقية، وهو انتهاك خطير للقانون الدولي. وأوضحت أن مدارس الأونروا في بقية أنحاء الضفة الغربية لا تزال تستضيف 50 ألف طالب وطالبة يُكملون عامهم الدراسي بمزيج من التعليم الرقمي والتعليم المباشر المكثف.