صرخة طفل تاهت تحت الأنقاض و12 أصيبوا.. ماذا جرى في هوارة عدلان بالفيوم؟

منذ 5 ساعات
صرخة طفل تاهت تحت الأنقاض و12 أصيبوا.. ماذا جرى في هوارة عدلان بالفيوم؟

في قرية هادئة مثل هوارة عدلان، لم يكن أحد يتوقع أن يتحول مبنى قديم يستخدم كمخزن للبذور إلى مسرح لمأساة مدمرة.

في ثوانٍ، انهار جدار تحت وطأة الأحمال الثقيلة. حطم براءة طفل كان يلعب بجوار الماجا، وجرف اثني عشر عاملاً ومارة، بعضهم جريح، وبعضهم مذهول. وهكذا بدأت فصول مأساة “حوارة ماجا” و”جدار الموت”، الذي حطم أحلام الأطفال وحطم قلوب الناس.

انفجار هائل، تبعه صراخ وهروب وسحب غبار كثيفة في كل مكان. انهار جدار كامل دون سابق إنذار، فدفن السكان ومن في الشارع المجاور. وبلغت المأساة أشدها عندما انتشل السكان جثة الطفل محمد أحمد محمد، البالغ من العمر تسع سنوات، وقد غطاه الغبار، وأسكتته ضحكات الضحك التي ملأت المكان قبل دقائق.

وصلت أربع عشرة سيارة إسعاف وسيارتا إطفاء إلى موقع الحادث للسيطرة على الوضع غير المتوقع. نُقل المصابون الاثني عشر، بينهم رجال وأطفال، إلى مستشفى الفيوم ومركز التأمين الصحي. ساد صمتٌ كثيفٌ القرية، كسرته دموع الأمهات وتعبيرات الذهول في عيونهن.

وكشفت تحريات الأمن أن المبنى المتهالك، المملوك لورثة شعبان كربوش، كان يخزن فيه نحو 90 طناً من الذرة، وهي حمولة فاقت قدرة الجدران على التحمل، ما أدى إلى انهيارها دون رحمة على الأبرياء.

أمرت النيابة العامة بتشكيل لجنة فنية من ممثلين عن إدارة الهندسة والتفتيش المالي لإعداد تقرير مفصل عن أسباب الانهيار. كما أمرت بإخلاء المبنى وإزالة الأنقاض. وأُلقي القبض على مالكي “مادجا” وبدأ التحقيق. في الوقت نفسه، انتهت حياة طفل كان ذنبه الوحيد هو وجوده في المكان الخطأ في الوقت الخطأ قبل الأوان.

دُفن محمد قبل شروق شمس يوم الخميس، في مشهد حزنٍ سادته صمتٌ ودموعٌ، امتزجت فيها مشاعر الغضب والحزن. لم يكن أمام أهالي حوارة عدلان إلا الدعاء أن تكون هذه آخر مأساة، وآخر حجرٍ يسقط بلا رحمة.


شارك