الجزائر وإسبانيا على طريق تطبيع العلاقات الثنائية

منذ 5 ساعات
الجزائر وإسبانيا على طريق تطبيع العلاقات الثنائية

بعد فترة من التوتر والركود، تبدو العلاقات الجزائرية الإسبانية في طريقها إلى استعادة زخمها الطبيعي بما يخدم مصالح الطرفين.

وذكرت التلفزيون الجزائري الرسمي، الثلاثاء، أن رئيس الوزراء نور الدين بدوي التقى رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية الذي يتواصل في إشبيلية حتى الخميس.

وشكر الوزير الأول الإسباني الجزائر على قبولها الدعوة للمشاركة على مستوى رفيع في المؤتمر، وأكد عزمه على العمل معا لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، خاصة في ظل الوضع الدولي الراهن.

وكان الملك الإسباني فيليبي السادس قد استقبل العربي في وقت سابق وطلب منه نقل تحياته وتقديره للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

يُعدّ لقاء عرباوي وسانشيز الأول من نوعه بين كبار ممثلي الحكومتين الجزائرية والإسبانية منذ 20 فبراير/شباط، عندما التقى وزيرا خارجية البلدين على هامش الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين في جوهانسبرغ. ووُصف اللقاء بأنه تعبير عن رغبة مشتركة في تخفيف حدة التوترات واستعادة العلاقات الطبيعية.

وتعتبر زيارة العربي إلى إسبانيا، رغم أنها جزء من التعاون الدولي المتعدد الأطراف، الأولى من نوعها لمسؤول جزائري كبير منذ عام 2022، بداية التوتر الحاد الذي أدى إلى توتر العلاقات بين البلدين.

وأكدت صحيفة “الخبر” الجزائرية المقربة من النخبة الحاكمة في مقال لها بعنوان “الجزائر ـ إسبانيا: الأزمة أصبحت من الماضي”، أن العودة إلى الوضع الطبيعي في العلاقات بين الجزائر وإسبانيا مسار طبيعي يمليه المنطق البراغماتي، بالنظر إلى التاريخ الذي يجمعهما، وموقعهما كدولتين مؤثرتين في البحر الأبيض المتوسط، والمصالح الاقتصادية والأمنية المشتركة المتنوعة التي تجمعهما.

في مارس/آذار 2022، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز دعم بلاده لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية، وهي الخطوة التي وصفتها الجزائر بأنها “انقلاب مفاجئ”.

وردت الجزائر بسحب سفيرها من مدريد، وتعليق معاهدة الصداقة والجوار لعام 2002 بين البلدين، وفرض عقوبات اقتصادية من خلال تجميد الواردات والصادرات من وإلى إسبانيا، وإغلاق جميع فروع البنوك للتجارة مع البلاد.

بفضل لفتات حسن النية من الجانبين، تم تأجيل زيارة وزير الخارجية الإسباني إلى الجزائر، التي كانت مقررة في الأصل في 12 فبراير 2024، بناءً على طلب الجزائر قبل 12 ساعة فقط من الزيارة المقررة، بسبب “جدول أعمال ممتلئ وعدم حل بعض القضايا التي سيتم مناقشتها خلال الزيارة”.

وعاد السفير الجزائري رسميا إلى مدريد وتم استئناف العلاقات التجارية بين البلدين في نوفمبر 2024 من خلال منشور من البنك المركزي الجزائري يسمح باستئناف التجارة الخارجية من وإلى إسبانيا.


شارك