نائب رئيس وزراء روسيا: نعمل على مشاريع تعزز التعاون مع تركيا

منذ 17 ساعات
نائب رئيس وزراء روسيا: نعمل على مشاريع تعزز التعاون مع تركيا

نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك: ونحن نعمل على إزالة العقبات التي تحول دون تحقيق هدف التجارة البالغ 100 مليار دولار. نحن مستعدون للتعاون مع تركيا لبناء محطات طاقة نووية جديدة لتلبية احتياجاتها من الطاقة. نحن نعمل مع تركيا لتنفيذ مشاريع استثمارية من شأنها تعزيز الاقتصاد وزيادة فرص العمل.

صرح نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، بأن بلاده تعمل على تنفيذ مشاريع استثمارية مع تركيا تهدف إلى تعزيز فرص العمل، وزيادة حجم التبادل التجاري، وتعزيز اقتصاد البلدين. وأكد حرص موسكو على توسيع التعاون مع تركيا في قطاع الغاز الطبيعي.

وفي تصريحات لمراسل وكالة الأناضول عقب الاجتماع التاسع عشر للجنة الحكومية المشتركة التركية الروسية للتعاون التجاري والاقتصادي في موسكو، أكد نوفاك عمق العلاقات الوثيقة بين البلدين.

وقال: “رغم كل التحديات والاضطرابات العالمية، تبقى تركيا شريكًا صديقًا لروسيا. ويشهد التبادل التجاري بين بلدينا نموًا وتطورًا، وتزداد العلاقات الثنائية قوةً يومًا بعد يوم”.

وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ قرابة 60 مليار دولار العام الماضي، بزيادة قدرها 6.7% عن العام السابق. وأضاف: “نواصل إحراز تقدم مطرد في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية”.

وأشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين حددا بشكل مشترك هدف زيادة حجم التجارة إلى 100 مليار دولار، وأن الجهود لتحقيق هذا الهدف ستستمر.

خطوات لزيادة حجم التداول

وأوضح نوفاك أن الجانبين الروسي والتركي يواصلان جهودهما على مستوى الحكومة والوزارات والمستويات الأخرى ذات الصلة للتغلب على العقبات التي تعترض تحقيق هدف التبادل التجاري.

وتابع: “أولاً، نعمل على إزالة العوائق الإدارية. ناقشنا هذه المسألة بالتفصيل مع زميلي، وزير التجارة التركي عمر بولات، خلال اجتماع اللجنة الحكومية”.

وأشار إلى أن التعاون بين البلدين يركز على قطاعات الطاقة والصناعة والنقل والزراعة والشؤون الاجتماعية والسياحة. وأضاف: “نعمل على تنفيذ مشاريع استثمارية من خلال مؤسسات مختلفة، من شأنها زيادة فرص العمل، وإيرادات الضرائب، وحجم التبادل التجاري، وتعزيز اقتصادنا”.

وأوضح أن تركيا استقبلت عددا قياسيا من السياح الروس العام الماضي، وتوقع أن يرتفع هذا العدد أكثر بحلول عام 2024، ليتجاوز حاجز 6 ملايين زائر.

وشدد على ضرورة اتخاذ خطوات مشتركة لتحسين راحة وأمان السياح الروس في تركيا، بما في ذلك تأمين آليات الدفع مقابل الخدمات المقدمة لهم.

وأكد نوفاك على المستوى العالي للتفاعل بين البلدين في مجالات التعليم والثقافة والرياضة، قائلاً: “علاقاتنا تتطور على مستوى واسع، وهو ما تؤكده الاتصالات المستمرة بين رئيسي الدولتين والحكومتين والأهداف الواضحة للحكومتين لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية”.

التعاون المتنامي في قطاع الطاقة

وأوضح نوفاك أن روسيا تزود تركيا بكميات كبيرة من النفط والمنتجات النفطية والفحم، مضيفًا: “تركيا أيضًا دولة عبور لإمدادات الطاقة إلى جنوب شرق أوروبا. وقد نجحنا في تنفيذ هذا التعاون”.

وأشار إلى أن خطي أنابيب “السيل الأزرق” و”السيل التركي” سيواصلان العمل بكفاءة.

وقال: “نعمل حاليًا على مشاريع شراكة كبرى، منها خط أنابيب “السيل التركي”، الذي يتألف من خطي أنابيب، أحدهما يخدم السوق المحلية والآخر السوق الأوروبية. وهذه المشاريع تعمل بنجاح”.

وأضاف: “نتطلع إلى مواصلة تعاوننا طويل الأمد في مجال إمدادات الغاز الطبيعي، ونحن مستعدون لتوسيع هذا التعاون. لقد أحرزنا تقدمًا جيدًا في هذا الاتجاه”.

وفيما يتعلق بمشروع محطة الطاقة النووية في أكويو التركية، أوضح نوفاك أن شركة روساتوم الروسية تواصل أعمال البناء في المشروع.

وقال: “يُعدّ هذا المشروع رائدًا للتعاون المشترك بين البلدين في قطاع الطاقة، ويحظى بأهمية بالغة بالنسبة لتركيا. فهو أول محطة طاقة نووية في تركيا، ويتيح فرصة اكتساب الخبرة وتدريب الكوادر، وتنفيذ مشروع بهذا الحجم والتكلفة البالغة مليارات الدولارات”.

وأكد أن أعمال البناء تسير وفق الخطة الموضوعة، مضيفًا: “نتوقع أن تدخل الوحدة الأولى من محطة الطاقة حيز التشغيل خلال عام تقريبًا. ونولي أهمية خاصة لتنفيذ هذا المشروع، فهو مشروع محوري بالنسبة لنا في مجال التعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية”.

وأكد أن بلاده مستعدة للتعاون في بناء منشآت جديدة لتلبية احتياجات قطاع الطاقة التركي، قائلا: “يتم حاليا دراسة الجدوى الاقتصادية لبناء محطة طاقة نووية أخرى”.

وتابع: “تُجرى هذه الدراسة بما يتوافق مع مصالح الجانب التركي لإيجاد نماذج اقتصادية مقبولة للطرفين. ونحن في روسيا سنكون سعداء للغاية بالمشاركة في تنفيذ هذا المشروع”.

تأثير الاضطرابات العالمية على الاقتصاد

فيما يتعلق بتأثير الأزمات العالمية على الاقتصاد، صرّح نوفاك بأن روسيا تدعو إلى حل سلمي لمختلف النزاعات. وقال: “يمر العالم بمرحلة مضطربة للغاية، ويواجه العديد من التحديات والشكوك”.

وأشار إلى أنه بالإضافة إلى الصراعات العسكرية، يشهد العالم أيضًا حروبًا تجارية بين الاقتصادات الكبرى، مضيفًا: “نشهد تقلبات في أسواق السلع العالمية، بما في ذلك سوق النفط. وهذا الوضع صعب للغاية بالتأكيد على الاقتصاد العالمي”.

وتابع: “نعتقد أنه من الحكمة حل هذه النزاعات – بما في ذلك الحروب التجارية – بطريقة لا تؤدي إلى تفاقم الأوضاع في سلاسل التوريد ولا ترفع التكاليف. فالعلاقات التي بُنيت على مر السنين تنهار حاليًا، وهذا ليس جيدًا للاقتصاد العالمي”.

وأكد نوفاك أن روسيا تدعم تطوير التعاون وتعزيز الاستقرار والحفاظ على العلاقات التجارية والاقتصادية، مضيفا: “نواصل تطوير الشراكات مع الدول الصديقة، بما في ذلك تركيا”.


شارك