جراء التجويع الإسرائيلي.. وفاة شاب بسوء التغذية في غزة

• تواصل إسرائيل تجويع الفلسطينيين بإغلاق المعابر الحدودية وتشديد الحصار ومنع دخول الإمدادات منذ مارس/آذار 2025.
توفي شاب فلسطيني في مدينة غزة، مساء الاثنين، نتيجة “سوء التغذية الحاد” الناجم عن إجراءات الجوع الإسرائيلية التي تمنع دخول المساعدات الإنسانية منذ مارس/آذار 2025.
وقال مصدر طبي في مستشفى الكويت الميداني التخصصي لوكالة الأناضول، إن المواطن أيوب أبو الحسين (29 عاما) توفي نتيجة سوء التغذية الحاد.
ونشر مستشفى الكويت، مساء الاثنين، صوراً لأبو الحسين، يبدو فيها وكأنه هيكل عظمي، نتيجة فقدانه الكثير من الوزن بسبب سوء التغذية.
وجاء في تعليق مرفق بالصور أن أيوب “وصل جثة هامدة، ويعاني من سوء تغذية حاد. ويسلط هذا المنظر الضوء على حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة بسبب إغلاق المعابر والعدوان المستمر”.
وحذرت من أن “النقص الحاد في الغذاء والدواء يهدد حياة آلاف المواطنين، خاصة الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، نتيجة افتقارهم لأبسط مقومات الحياة”.
وتداول ناشطون صباح الثلاثاء، مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يوثق آثار سوء التغذية والجوع المروعة على جسد أبو الحسين.
وحتى الساعة 8:47 صباحاً (بتوقيت غرينتش)، لم تصدر وزارة الصحة بياناً رسمياً بعد حول وفاة أبو الحسين نتيجة سوء التغذية. وتعتبر هذه الوفاة حالة استثنائية في قطاع غزة، حيث أن ضحايا سوء التغذية والمجاعة عادة ما يكونون من الأطفال بسبب ضعف أجسامهم وأجهزتهم المناعية.
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، السبت، أن عدد الأطفال الذين قتلوا بسبب سوء التغذية الحاد ارتفع إلى 66 منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وجاء في بيان صادر عنه، أن السبب في ذلك هو تشديد الحصار على قطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي يستخدم “الجوع سلاحًا لإبادة المدنيين”.
توفيت مساء الخميس الطفلة جوري المصري (ثلاثة أشهر) في دير البلح وسط قطاع غزة، بعد عجز عائلتها عن إعطائها الحليب العلاجي الخاص الذي كانت بحاجة ماسة إليه.
في مشهد مؤلم، شيعت عائلتا الطفلتين نضال شراب (5 أشهر) وكندة الهمص (10 أيام) في اليوم نفسه جثمانيهما في مستشفى ناصر بخان يونس بعد أن فقدا حياتهما بسبب سوء التغذية ونقص الدواء.
أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الجمعة، أن نحو 112 طفلا فلسطينيا يدخلون إلى مستشفيات قطاع غزة يوميا منذ بداية العام لتلقي العلاج من سوء التغذية بسبب الحصار الإسرائيلي الخانق.
منذ الثاني من مارس/آذار، أغلقت إسرائيل المعابر الحدودية مع قطاع غزة أمام الشاحنات المحملة بالإمدادات والمساعدات الإنسانية. وقد ازدحمت الشاحنات على الحدود، مما حدّ من عدد الشاحنات الداخلة إلى قطاع غزة. ويحتاج الفلسطينيون في قطاع غزة إلى 500 شاحنة على الأقل يوميًا.
وفي حين سمحت الأمم المتحدة لعدد قليل من الشاحنات بالمرور حتى نهاية عام 2024، بمعدل 50 شاحنة مساعدات وبضائع يومياً، كما أكدت مصادر حكومية وميدانية في وقت سابق، فإن تقارير الأمم المتحدة في ذلك الوقت أكدت أن عدد الشاحنات التي دخلت قطاع غزة لم يكن “قطرة في دلو” من البضائع المطلوبة.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن قتل وتجويع وتدمير وتشريد. تجاهلت النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العملية. قُتل وجُرح أكثر من 190 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء. وما زال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين، وشُرد مئات الآلاف.