خلاف المليارات.. كيف انفجرت العلاقة بين ترامب وإيلون ماسك من جديد؟

منذ 5 ساعات
خلاف المليارات.. كيف انفجرت العلاقة بين ترامب وإيلون ماسك من جديد؟

عاد الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك إلى الواجهة. هذه المرة، يتعلق الأمر بما يسميه ترامب “مشروع القانون الضخم والجميل”، وهو مشروع قانون ضخم للإنفاق والضرائب تسعى الإدارة إلى إقراره في الكونغرس الأمريكي، بينما يعتبره ماسك “كارثة اقتصادية” تهدد مستقبل أمريكا.

في تحذير مباشر عبر منصته “إكس”، هدد ماسك أعضاء الكونغرس المؤيدين لهذا التشريع، قائلاً: “يجب على كل من خاض حملةً انتخابيةً على أساس خفض الإنفاق، ثم صوّت لصالح هذا القانون، أن يخجل من نفسه. سيُهزمون في الانتخابات التمهيدية، حتى لو كان ذلك آخر ما أفعله على هذه الأرض”.

لم يكتفِ بذلك، بل هدد بتشكيل حزب جديد يُدعى “حزب أمريكا” كبديل للنظام الحزبي الثنائي بين الجمهوريين والديمقراطيين. وفي منشور آخر، قال: “نحن نعيش عمليًا تحت حكم حزب واحد، حزب “لحم الخنزير”. لقد حان الوقت لحزب يهتم حقًا بالشعب”.

1_1_11zon

ما هو “القانون الجميل العظيم”؟

“القانون الكبير الجميل” هو حزمة اقتصادية شاملة تتضمن تخفيضات ضريبية هائلة، وتمديدًا للإعفاءات الضريبية التي أقرها ترامب، وزيادة كبيرة في سقف الدين الوطني الأمريكي بنحو 5 تريليونات دولار خلال العقد المقبل. وبينما يروج البيت الأبيض لهذا القانون كمحفز للنمو الاقتصادي، يعتقد ماسك أنه سيُغرق الولايات المتحدة في أزمة ديون غير مسبوقة.

وفقًا لموقع بوليتيكو، نقلًا عن تقديرات مكتب الميزانية بالكونجرس، قد يزيد مشروع القانون عجز الموازنة الفيدرالية بمقدار يتراوح بين 2.4 تريليون دولار و3.3 تريليون دولار خلال العقد المقبل. ووصف ماسك ذلك بأنه “عبودية ديون تهدد مستقبل الأجيال القادمة”.

ورغم أن القانون لا يتضمن أحكاما تستهدف بشكل مباشر صناعات التكنولوجيا أو الطاقة المتجددة، إلا أن ماسك يعتقد أنه غير عادل، قائلا إنه “يمنح امتيازات لصناعات الماضي ويضر بصناعات المستقبل”.

2_2_11zon

العودة إلى جنوب أفريقيا

كان رد ترامب سريعًا، وجاء في شكل هجوم شخصي على ماسك. كتب على منصته “تروث سوشيال”: “يبدو أن إيلون ماسك يحظى بدعم مالي أكبر من أي شخص آخر في التاريخ. لولا هذا الدعم، لأغلق شركته وعاد إلى جنوب أفريقيا. لن نرى إطلاق صواريخ أو سيارات كهربائية مرة أخرى، وسنوفر ثروة طائلة. ربما حان الوقت لأن تُعيد وزارة كفاءة الحكومة النظر في هذا الأمر بجدية”.

هدّد ترامب علنًا بقطع العقود والإعانات الحكومية الضخمة التي تستفيد منها شركات ماسك، وخاصةً شركتا تيسلا وسبيس إكس. وتُقدّر صحيفة واشنطن بوست أن ماسك وشركاته قد حصلوا على ما لا يقل عن 38 مليار دولار من العقود الفيدرالية والإعانات الضريبية على مدى العقدين الماضيين.

3_3_11zon

كيف بدأ الخلاف بين ترامب وماسك؟

ما يجعل هذا الصراع استثنائيًا هو الخلفية المشتركة للرجلين. ففي وقت سابق من هذا العام، تبادل ترامب وماسك المجاملات وتعاونا علنًا في العديد من البرامج الحكومية، أبرزها وزارة كفاءة الحكومة، التي كلّفها ماسك بالإشراف على خفض الإنفاق البيروقراطي.

وفي حفل رسمي في البيت الأبيض، وصف ترامب ماسك بأنه “أحد أعظم العقول التي خدمت الأمة الأمريكية”، بينما أشاد ماسك بدوره بترامب، قائلاً: “البيت الأبيض أصبح أخيراً على قدر عظمة هذا البلد”، في إشارة إلى رئاسة ترامب.

4_4_11zon

لكن هذا التحالف لم يدم طويلًا. بدأت الخلافات بالظهور بعد إعلان ماسك انسحابه من النشاط السياسي المباشر. ثم تصاعدت مرة أخرى عندما بدأ ينتقد السياسات المالية لإدارة ترامب، وبلغت ذروتها فيما وصفه بـ”انقلاب اقتصادي على مبادئ الإصلاح”.

يبدو أن النزاع قد اتخذ بُعدًا انتخابيًا أيضًا. أعلن ماسك نيته تمويل حملات ضد أعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين أيدوا مشروع القانون. وكان قد أنفق سابقًا مئات الملايين من الدولارات لدعم ترامب والجمهوريين لسنوات، وأعلن مؤخرًا عن نيته خفض إنفاقه السياسي قائلًا: “لقد فعلت ما يكفي”.

ويعد ماسك أحد أبرز المتبرعين السابقين لحملة ترامب، حيث تبرع بأكثر من 275 مليون دولار لدعم حملة ترامب والمرشحين الجمهوريين.

5_5_11zon

ما يجعل هذا الانهيار دراماتيكيًا هو سرعة التحول. قبل بضعة أسابيع فقط، أشاد ترامب بماسك في حفل وداع بالبيت الأبيض، ومنحه مفتاحًا ذهبيًا لمساهماته في “وزارة كفاءة الحكومة”. ردّ ماسك بإشادة مماثلة، قائلًا: “البيت الأبيض أكثر فخامة بفضل ترامب”.

لكن سرعان ما تلاشت تلك الكلمات، وحلت محلها اتهامات وتهديدات وتهديدات بنشر ملفات حساسة. وألمح ماسك إلى أن اسم ترامب كان مدرجًا في ملفات الممول المدان جيفري إبستين، وزعم أن سبب “عدم نشر تلك الملفات بعد” هو حماية شخصيات نافذة. ورفض البيت الأبيض التعليق على هذا الادعاء، واصفًا إياه بأنه مجرد “حادث مؤسف”.

من جانبه، اتهم ترامب ماسك بـ”الانقلاب ضده” بعد أن شعر ماسك بأن القانون لا يخدم مصالحه الاقتصادية، خاصة بعد أن خفض الحوافز للسيارات الكهربائية والطاقة الشمسية.


شارك