خفض أم تثبيت.. المركزي يحسم سعر الفائدة الأسبوع المقبل: ماذا نتوقع؟

منذ 3 شهور
خفض أم تثبيت.. المركزي يحسم سعر الفائدة الأسبوع المقبل: ماذا نتوقع؟

تباينت توقعات المصرفيين الذين أجرى ايجي برس مقابلات معهم، بشأن قرار البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة في اجتماعه الخميس المقبل، بعد أن خفض أسعار الفائدة في اجتماعيه الأخيرين.

ويتوقع البعض أن يبقي البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل في ظل ارتفاع التضخم، فيما يرى آخرون أن البنك المركزي سيواصل خفض أسعار الفائدة قليلا لدعم النمو الاقتصادي.

خفض البنك المركزي أسعار الفائدة مرتين، لأول مرة منذ أربع سنوات ونصف، بنسبة 3.25%: 2.25% في أبريل، و1% في مايو. وقد أدى ذلك إلى رفع العائد على الودائع إلى 24%، وعلى القروض إلى 25%.

التضخم المتسارع

توقع محمود نجلاء، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت بشركة الأهلي للاستثمارات المالية، أن يبقي البنك المركزي المصري على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل وسط ارتفاع التضخم.

ارتفع معدل التضخم السنوي في مدن مصر إلى 16.8% في مايو (من 13.9% في أبريل)، للشهر الثالث على التوالي، بعد أن انخفض من 24% في يناير إلى 12.6% في فبراير.

وجاء ارتفاع التضخم نتيجة الزيادة الثالثة في أسعار البنزين والديزل خلال عام في أبريل/نيسان.

أوضحت نجلاء أن ارتفاع أجور ومعاشات العاملين قد يُفاقم التضخم نتيجةً لزيادة السيولة في السوق. وسيأخذ البنك المركزي هذا الأمر في الاعتبار، وقد يميل بالتالي إلى إبقاء أسعار الفائدة مستقرة.

وأكد أن البنك المركزي سيتحلى بالصبر مع خفض أسعار الفائدة حتى يتأكد من انخفاض التضخم.

اعتبارًا من يوليو/تموز من هذا العام، وافقت وزارة المالية على زيادة الحد الأدنى للأجور من 6 آلاف إلى 7 آلاف جنيه مصري.

كما تمت الموافقة على منح مكافأة قدرها 10% من الراتب، ومنح غير المشمولين بالنظام مكافأة خاصة قدرها 15% من الراتب الأساسي، مع مراعاة نفس الحد الأدنى.

في الوقت نفسه، لم تستبعد نجلاء أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة قليلا بنحو 1% في اجتماعه المقبل للحفاظ على الاتجاه النزولي لأسعار الفائدة، بشرط عدم تسارع التضخم.

أسعار الديزل والبنزين ترتفع.. نقطة التحول

ترى سحر الدماطي نائب رئيس البنك الأهلي المصري السابق، أن قرار البنك المركزي بشأن سعر الفائدة سيتوقف على نية الحكومة رفع أسعار البنزين والسولار مرة أخرى.

وأوضحت أن تأجيل الحكومة لزيادة أسعار الديزل من يوليو إلى أكتوبر سيضطر البنك المركزي إلى خفض سعر الفائدة بنسبة 1 في المائة.

ومع ذلك، قال الدماطي إنه في حالة ارتفاع أسعار الديزل والبنزين في يوليو/تموز، فمن المرجح أن يبقي البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير خوفا من تسارع التضخم.

القطاع الخاص والنمو

وتوقع الخبير المصرفي محمد عبد العال أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بنسبة 1% في اجتماعه المقبل، مقللاً من المخاوف بشأن ارتفاع التضخم.

وأشار إلى أن النمو المستهدف بنسبة 4.5% بنهاية العام المالي المقبل لا يمكن تحقيقه في ظل ارتفاع أسعار الفائدة في القطاع الخاص، وهو ما يدفع البنك المركزي إلى خفض أسعار الفائدة.

وقالت وزارة التخطيط في بيان سابق إن الحكومة تستهدف زيادة معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي من 2.4% في السنة المالية الماضية إلى 4% بنهاية السنة المالية الحالية، وتهدف إلى زيادته إلى 4.5% بنهاية السنة المالية المقبلة.

وأكد عبد العال أن عودة الهدوء إلى الوضع الجيوسياسي في المنطقة بعد انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية سيساهم في استقرار أسعار السلع العالمية، وتخفيف المخاوف بشأن ارتفاع أسعار النفط.

وأشار إلى أن هذا العامل سيدفع البنك المركزي إلى خفض سعر الفائدة الرئيسي بشكل طفيف بنحو 1% في الاجتماع المقبل، من أجل الحفاظ على سياسة نقدية مرنة تعتمد بشكل أكبر على دعم القطاع الخاص بدلاً من دعم الادخار.

وتوقع البنك المركزي أن ينخفض معدل التضخم في النصف الثاني من عام 2025، ولكن بوتيرة أبطأ.

ورغم توقعات بانخفاض معدل التضخم، يخشى البنك المركزي من الضغوط التضخمية بسبب تشديد السياسة المالية، وخاصة ترشيد دعم الوقود.


شارك