بارومتر الأعمال: التضخم وارتفاع أسعار الطاقة مازالت أبرز التحديات أمام مجتمع الأعمال

منذ 6 ساعات
بارومتر الأعمال: التضخم وارتفاع أسعار الطاقة مازالت أبرز التحديات أمام مجتمع الأعمال

أظهر مؤشر بارومتر الأعمال الصادر عن المركز المصري للدراسات الاقتصادية يوم الاثنين أن ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم لا يزالان يُشكلان أكبر التحديات التي تواجه الاقتصاد. ويعود ذلك إلى الضغوط التي يُسببانها على جانبي العرض والطلب، ومطالبات العمال المستمرة بزيادة الأجور، ونقص رأس المال اللازم للاستثمار.

أوضح التقرير أن ارتفاع تكاليف الطاقة والمياه يُعدّ من أكبر الأعباء على قطاعات الصناعة والسياحة والنقل. يُضاف إلى ذلك ارتفاع رسوم الخدمات الحكومية. وتؤدي زيادة جميع الرسوم، وتفاوت لوائح المحافظات والمعابر الحدودية المتعلقة بالرسوم أو القيود اللوجستية (مثل تصاريح العبور)، إلى زيادة مستمرة في تكاليف التشغيل للشركات.

وفقًا للتقرير، يواجه قطاعا التصنيع والاتصالات أكبر التحديات. ولتحسين أداء قطاع التصنيع، يجب تحسين إجراءات التعامل مع الجهات الحكومية، ومعالجة نقص العمالة الماهرة. وفي قطاع الاتصالات، فإن تحسين النظام الضريبي، وتبسيط إجراءات التعامل مع الهيئات الحكومية، ومراجعة الرسوم، وتوفير القوى العاملة الماهرة، وتحسين النقل والخدمات اللوجستية، كلها أمور حاسمة أيضاً لتحسين أداء القطاع.

على الرغم من أن ارتفاع معدلات التضخم وتكاليف الطاقة والمياه تتصدر قائمة القيود التي تواجه جميع الشركات، فإن الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم تواجه تحديات أكبر من الشركات الأكبر حجماً.

بالنسبة لجميع الشركات، شملت أهم أولوياتها الاقتصادية إيجاد حلول لمكافحة التضخم، ومراجعة أسعار الطاقة والمياه، والكشف عن التوجهات المستقبلية للسياسة الاقتصادية. وتباينت الأولويات الأخرى: فبالنسبة للشركات الكبيرة، احتلت استمرارية السياسة الاقتصادية المرتبة الرابعة، بينما احتل تحسين كفاءة النظام الضريبي المرتبة الرابعة بالنسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة.

أظهرت نتائج مؤشر أداء الأعمال (BPI) للربع الأول من العام الجاري استمرار ارتفاع مؤشر أداء الأعمال (BPI) فوق المستوى المحايد، محققًا قراءات أفضل من الربع السابق والأرباع المقابلة. ويعكس ذلك تجاوز معظم المؤشرات، وخاصة مؤشر الأجور، المستوى المحايد لجميع القطاعات. تبع ذلك تحسن في مؤشرات الإنتاج والمبيعات المحلية واستغلال الإنتاج لجميع الشركات وجميع القطاعات باستثناء قطاع الإنشاءات. ويعزى هذا التحسن إلى الانتعاش الموسمي في الطلب، تزامنًا مع حلول شهر رمضان المبارك والأعياد.

سجل مؤشر توقعات الأداء للربع (أبريل – يونيو 2025) قيمًا أعلى من المستوى المحايد وأقل من تلك الخاصة بالأرباع السابقة والمقابلة، مما يشير إلى استقرار المؤشرات الفرعية لجميع الشركات والقطاعات، باستثناء قطاعات البناء والنقل والخدمات المالية، والتي من المتوقع أن ترتفع مؤشراتها في الربع المقبل.

وفقًا لنتائج المسح، استمر مؤشر أداء الأعمال للشركات الكبيرة في الارتفاع، مع بقاء جميع مؤشراته الفرعية، باستثناء مؤشر الصادرات، فوق مستوى الحياد. كما انتعش مؤشر أداء الأعمال للشركات الصغيرة والمتوسطة. وارتفعت جميع مؤشراته الفرعية، بما في ذلك الإنتاج والصادرات والمبيعات المحلية والأجور، فوق مستوى الحياد في الربع قيد المراجعة، مسجلةً قراءات أفضل من الربع السابق والربع المقابل.

وارتفع مؤشر الأداء حسب القطاعات لجميع القطاعات، حيث حقق قطاع الخدمات المالية أعلى قيم للمؤشر، في حين أظهر قطاع الصناعات التحويلية علامات تعافٍ ناشئ.

أظهرت النتائج أن قطاع الصناعات التحويلية سجل أرقامًا أعلى من المتوسط بعد تراجع دام أربع سنوات، محققًا تحسنًا ربع سنويًا وربعًا سنويًا. ويعود ذلك إلى انتعاش الطلب الموسمي مع حلول مواسم الصيف ورمضان والعيد، وتوافر السيولة للشركات، وزيادة الصادرات، والانتعاش الملحوظ في قطاع الأغذية، وانتعاش الطلب على السيارات.

سجل قطاع الخدمات المالية قراءات أعلى من الحياد بـ 17 نقطة، متفوقًا على الربع السابق والربع المقابل. ويعكس هذا ارتفاع أحجام التداول بفضل استقرار السياسة النقدية، وزيادة رأس المال السوقي، واستقرار التصنيف الائتماني لمصر.

واصل مؤشر تطور الأعمال في قطاع البناء ارتفاعه، انعكاساً لاستقرار المؤشرات الفرعية، وارتفاع مؤشر الأجور، وبداية انتعاش الطلب بعد تطبيق قانون المصالحة الجديد.


شارك