مع استمرار تراجعهما.. ما مستقبل الدولار والذهب؟ خبراء يجيبون

منذ 5 ساعات
مع استمرار تراجعهما.. ما مستقبل الدولار والذهب؟ خبراء يجيبون

بقلم: أماني عاصم

انقسمت آراء الخبراء الذين تحدثوا إلى ايجي برس حول مستقبل أسعار الدولار والذهب، إذ تشهد انخفاضًا مطردًا في الأشهر الأخيرة. ويعود هذا الانخفاض إلى انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية التي اندلعت هذا الشهر، والتي كانت لها تداعيات إقليمية وعالمية، ألقت بظلالها على الاقتصاد.

ارتفع الجنيه المصري بنحو 2.6 بالمئة أمام الدولار، ليرتفع إلى نحو 49.65 جنيه بنهاية جلسة البنوك اليوم، بعد أن بلغ 51 جنيها قبل أسبوعين.

تعافي الجنيه

وقال الخبير الاقتصادي أحمد معطي إن الدولار يفقد قيمته أيضاً عالمياً، حيث انخفض مؤشره دون 97 نقطة، مما عزز التوقعات بانخفاض سعر صرف الدولار عالمياً.

ومن المتوقع أن ينخفض سعر صرف الدولار في السوق المحلية إلى مستوى 48-49 جنيهاً مصرياً خلال الفترة المقبلة، نتيجة عدة عوامل مجتمعة.

وأوضح معطي أن السبب الرئيسي لارتفاع الدولار في الأشهر الأخيرة، وهو التوترات الجيوسياسية الناجمة عن الحرب بين إيران وإسرائيل، انتهى الآن.

وفي الوقت نفسه تشهد البلاد زيادة كبيرة في الاستثمار الأجنبي المباشر من المستثمرين العرب والأجانب، بالإضافة إلى جهود الدولة الناجحة في السيطرة على السوق السوداء.

وأضاف أنه بالتوازي مع تعافي قطاع السياحة، شهدت تحويلات المصريين بالخارج أيضا تدفقات كبيرة من الدولارات.

العوامل المؤثرة على انخفاض أسعار الذهب

وفيما يتعلق بالذهب، أكد معطي أن المعدن الأصفر يشهد حاليًا موجة من الانخفاضات السعرية. وأشار إلى أن سعر الذهب يعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية: سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، وسعر الذهب العالمي، وحجم العرض والطلب المحلي.

وأوضح أن العاملين الأولين يتراجعان حالياً، في حين أن العرض والطلب المحلي ليس لهما تأثير كبير على تطورات الأسعار.

وأشار إلى أن سعر الذهب في السوق العالمية انخفض من 3400 دولار إلى 3280 دولارا للأوقية، وتوقع استمرار هذا الانخفاض في الأمد القريب.

وعزا هذا التراجع إلى انحسار المخاوف الجيوسياسية عقب انتهاء الحرب بين إيران وإسرائيل، فضلاً عن تصريحات الرئيس الأميركي المطمئنة بشأن اتفاق التجارة مع الصين، وهو ما خفف الضغوط على سعر الذهب.

مع ذلك، يتوقع مواتي انتعاشًا طويل الأمد في سعر الذهب، لا سيما في ظل حالة عدم اليقين المحيطة بولاية دونالد ترامب المقبلة. وقد يصاحب ذلك أزمات اقتصادية، بما في ذلك ارتفاع الدين الأمريكي وعجز الميزان التجاري المتنامي. وقد يدفع هذا الحكومة الأمريكية إلى اتخاذ قرارات اقتصادية جذرية تؤثر على الأسواق العالمية، بما في ذلك سعر الذهب.

وأكد أن الذهب ليس أداة مضاربة قصيرة الأجل، بل هو أداة استثمارية طويلة الأجل، ونصح المشترين المحتملين بالقيام بذلك باستخدام الأموال الفائضة وفي إطار خطة استثمارية واضحة ومستقرة.

مستوى خصم سعر الذهب

قال الخبير الاقتصادي وائل النحاس إن سوق الذهب العالمي يمر حاليًا بمرحلة “عدم اتخاذ قرار”. وستكون النقطة الحاسمة عند 3195 دولارًا للأونصة، وهو مستوى قد يحدد تحركات الأسعار في الفترة المقبلة.

وأضاف النحاس أن اختراق هذا المستوى يُعدّ إشارةً لاستمرار الاتجاه الهبوطي، بينما يُعدّ فشله مؤشراً على احتمال ارتفاع السعر. وأشار إلى أن أسعار الذهب المحلية تتحرك بالتوازي مع تغيرات البورصات والأسواق العالمية.

فيما يتعلق بسعر صرف الدولار، أشار النحاس إلى تزايد الضغوط الاقتصادية، والتي تتجلى في ارتفاع الدين، وتفاقم العجز، وارتفاع أسعار الفائدة على خدمة الدين بشكل كبير. وهذا يعني زيادة الالتزامات الحكومية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع محتمل في سعر صرف الدولار خلال الفترة المقبلة.

تعثر الذهب

صرحت هدى الملاح، المديرة العامة للمركز الدولي للاستشارات الاقتصادية، بأن حالة عدم الاستقرار الداخلي والخارجي السائدة حاليًا، تُصعّب التنبؤ الدقيق بأسعار الدولار والذهب. وأشارت إلى أن الوضع الإقليمي لا يزال متوترًا رغم إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.

وأضافت الملاح أن الاضطرابات الجيوسياسية في المنطقة أدت إلى تراجع التجارة، مما أثر سلبًا على موارد البلاد من الدولار، وخاصة عائدات قناة السويس. وأوضحت: “في بلد مثل مصر، يحتاج إلى الدولار، يؤدي نقص الموارد الكافية، إلى جانب الطلب المستدام، إلى ارتفاع سعر الصرف”.

وأكدت أن ما يُسمى “سعر الدولار المحلي” مفهوم غير دقيق: “الدولار ليس عملة محلية، بل هو عملة دولية واحدة تُستخدم لقياس قيمة السلع عالميًا. ويتذبذب سعر صرفه من دولة لأخرى، تبعًا لاستقرار العملة المحلية والوضع الأمني والاقتصادي الوطني”.

وفيما يتعلق بالذهب، أوضحت الملاح أن سعره شهد انخفاضًا طفيفًا مؤخرًا نتيجة ضعف الطلب، رغم استمرار حالة عدم اليقين العالمي. وأشارت إلى أن سعر الذهب تأثر بتراجع الطلب المحلي نتيجة شح السيولة وتوجه الاستثمارات إلى قنوات أخرى.

وأكدت أن القانون الأساسي لارتفاع وانخفاض الأسعار في الاقتصاد هو العرض والطلب، الذي يحكم سوق الدولار والذهب على حد سواء.

وتابعت: “سعر الذهب انخفض بجنيهات يوميا وليس بالآلاف، وهو ما يعكس ضعف الطلب رغم استمرار الشراء الفردي”.


شارك