هل ارتفع الطلب على شراء الذهب بعد انخفاض أسعاره؟

ورغم التراجع الكبير في أسعار الذهب خلال هذه الفترة، إلا أن ذلك لم يؤد إلى ارتفاع أسعار الشراء في السوق المحلي، كما أكد عدد من خبراء القطاع لايجي برس.
صرح واصف أمين، الرئيس السابق لشعبة الذهب العامة، لموقع ايجي برس، بأنه رغم انخفاض الأسعار، لم تشهد أرقام المبيعات في السوق تغيرًا يُذكر. وأوضح: “حركة البيع والشراء لا تزال ثابتة نظرًا لقلة السيولة النقدية لدى المواطنين، حيث يُنفق دخلهم بشكل أساسي على الاحتياجات الأساسية كالغذاء والمأوى والخدمات الأساسية”.
وأضاف أمين أن تجار الذهب يرغبون في الحفاظ على ممتلكاتهم من الذهب، لا على أموالهم النقدية. هذا يعني أنهم يحرصون على استبدال مبيعاتهم اليومية من الذهب بكميات مماثلة للحفاظ على وزنها. لأنهم إذا احتفظوا بالنقود بدلاً من الذهب، فإنهم يخسرون.
وأشار إلى أن التجار يتجهون بشكل متزايد إلى إنتاج منتجات خفيفة الوزن للغاية لخفض التكاليف على المستهلكين. وأكد أن هذا التوجه يؤثر سلبًا على العاملين في هذه الصناعة، إذ تعتمد أرباحهم على عدد الجرامات المباعة وليس على نسبة مئوية من قيمة المبيعات.
صرّح لطفي منير، نائب رئيس قطاع الذهب والمجوهرات، لموقع ايجي برس: “غالبًا ما يشتري الناس الذهب خلال فترات ارتفاع الأسعار أو استقرارها خوفًا من ارتفاعها مجددًا. وعندما تنخفض الأسعار، ينتظرون حتى يتأكدوا من وصولها إلى أدنى مستوياتها”.
وأشار لطفي إلى أن هذا السلوك الشرائي يؤدي حالياً إلى ضعف الطلب.
وافق نادي نجيب، الأمين العام السابق لشعبة الذهب، على هذا الرأي، مؤكدًا أن السوق لا يشهد حاليًا نشاطًا نشطًا في البيع والشراء. ومع ذلك، يرى أن الأسعار الحالية “ملائمة جدًا للشراء”، إذ قد ترتفع مجددًا لاحقًا. ونصح المشترين المحتملين باغتنام هذه الفرصة.
بعد أسبوعين متتاليين من الخسائر، انخفضت أسعار الذهب مع تراجع الطلب وسط إقبال كبير على المخاطرة في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الأميركية الانتهاء من الصفقات التجارية مع عدد من الدول قبل الموعد النهائي في التاسع من يوليو/تموز، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج للأنباء.
انخفضت أسعار الذهب للأسبوع الثاني على التوالي مع انخفاض الطلب، مدفوعًا بزيادة شهية المستثمرين للمخاطرة وسط جهود الولايات المتحدة لإتمام الصفقات التجارية قبل الموعد النهائي في التاسع من يوليو.
ورغم التراجع، لا يزال سعر الذهب مرتفعا بنحو 25 بالمئة منذ بداية العام، لكنه يتداول حاليا عند نحو 230 دولارا أقل من أعلى مستوى قياسي سجله في أبريل/نيسان الماضي، وهو ما يعكس الطلب على الاستثمارات الآمنة في أوقات الأزمات.
تشير البيانات إلى أن أسعار الذهب تتجه لتسجيل أول انخفاض شهري لها في عام 2025 مع انحسار المخاوف بشأن الصراع في الشرق الأوسط، وتحسن مؤشرات ثقة المستهلكين، وانخفاض توقعات التضخم في الولايات المتحدة.