مصدر أمريكي بالوساطة لـ الشروق: خطة ترامب لتهجير سكان غزة لم تعد قائمة

منذ 6 ساعات
مصدر أمريكي بالوساطة لـ الشروق: خطة ترامب لتهجير سكان غزة لم تعد قائمة

وبدون رؤية لنزع السلاح وإزالة قيادات المقاومة لا يمكن الحديث عن مستقبل قطاع غزة.

واشنطن مستعدة للتفاوض بشأن استثناء حركة المقاومة من حقها في الحصول على الأسلحة الفردية ومنح الحماية والعفو لزعمائها المنفيين.

وقال قيادي كبير في حماس: “إن الولايات المتحدة انحرفت عن التزاماتها في اتفاق وقف إطلاق النار الأول واتفاق عيد الأضحى، ونحن ملتزمون بضمانات مكتوبة”.

لقد قدمت إسرائيل للحكومة الأميركية قائمة بأسماء آلاف الأشخاص الذين سيتم طردهم من قطاع غزة، ونحن نرفض طرد حتى غزي واحد من أرضه.

قال مصدر أمريكي مشارك في التوسط في اتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، إن الخطة التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سابقا لإخلاء قطاع غزة بشكل كامل وطرد سكانه لم تعد صالحة.

وأكد في مقابلة مع صحيفة الشروق أن الإدارة الأميركية الحالية تدعم الحل الذي يضمن إنهاء الحرب المستمرة منذ 19 شهراً في قطاع غزة.

وأوضح المصدر أن هناك محاولات جارية لاستئناف المفاوضات لإعادة حماس وإسرائيل إلى طاولة المفاوضات غير المباشرة. وأشار إلى أن الوسطاء يمارسون ضغوطًا على الجانبين في هذا الصدد، مشيرًا إلى إمكانية الأخذ ببعض ملاحظات حماس على نص الوثيقة، دون المساس بمضمونها.

الحل النهائي لسلاح المقاومة قبل نهاية الحرب

وقال المصدر المشارك في الوساطة إن الحكومة الأميركية أصرت على إيجاد حل نهائي لسلاح المقاومة، لأن ذلك كان شرطاً أساسياً لإنهاء الحرب بشكل كامل وانسحاب إسرائيل وبدء جهود إعادة الإعمار.

وقال المصدر إن هناك فرصة حاليا لبحث إمكانية احتفاظ حماس ببعض أسلحتها الشخصية، وكذلك إمكانية دمج بعض أعضائها في النظام الإداري الجديد في غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب.

وأوضح أن هناك صيغة عملية يجب على حماس أخذها على محمل الجد، وهي تلزم الحركة بإيداع جميع أسلحتها الهجومية ومنظوماتها الصاروخية ومرافق إنتاجها لدى دولة تختارها، لتكون بمثابة سلطة إشرافية.

استعدادات أميركية لتقديم ضمانات لترحيل قادة المقاومة

أفاد المصدر أن الحكومة الأمريكية ستقدم لقيادة حماس وفصائل المقاومة الأخرى ضمانات كاملة بتوفير الحماية للقيادات وعناصر المقاومة الذين حددتهم الحركة والذين سيغادرون قطاع غزة في إطار جهود حل الأزمة الراهنة. كما ستوفر لهم الحكومة الأمريكية الحماية اللازمة، وتمنع تعرضهم للملاحقة الأمنية من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة في البلد الذي يقيمون فيه.

وقال المصدر إن الحكومة الأميركية عازمة على عدم مناقشة الأمر في اليوم التالي في غزة حتى يتم التوصل إلى توافق بشأن سلاح المقاومة وقادتها الميدانيين في قطاع غزة.

ما هو تأثير محاكمة نتنياهو على الوساطة؟

وأشار المصدر الأميركي إلى أن الحكومة الأميركية تبذل حالياً جهوداً جدية للتغلب على العقبات التي تحول دون استجابة نتنياهو لرغبة واشنطن في إنهاء الحرب، وخاصة مخاوفه من المحاكمة التي تجري ضده حالياً.

وأكد في الوقت نفسه أن ترامب جاد في التعبير عن استيائه من صور القتل والتجويع التي شاهدها في غزة، وأكد لويتكوف على ضرورة التوصل إلى حل سريع لإنهاء هذه المشاهد.

بينما أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار جديد في قطاع غزة مساء الجمعة الماضي، ملمحًا إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق “مبكر” بين إسرائيل وحماس بدءًا من “الأسبوع المقبل”، أكد المصدر الأمريكي أن “المفاوضات لا تسير على النحو الأمثل”. وتابع: “هناك أزمة حقيقية يتحمل الطرفان مسؤوليتها، في ظل إصرار نتنياهو على رفض إنهاء الحرب والقبول بوقف إطلاق نار مؤقت فقط، بينما حماس لا تُجري المفاوضات على النحو الأمثل”، مؤكدًا: “أزمة المفاوض العربي دائمًا أنه يدخل المفاوضات بفكرة مسبقة عن حل لن يحيد عنه، وبالتالي لا يمكن اعتبار هذه عملية تفاوضية أبدًا”.

دعوة لاغتنام الفرصة الحالية

ودعا المصدر حماس إلى استغلال “الفرصة الحالية” لتوفير الراحة والإمدادات الغذائية لسكان غزة ووقف إراقة الدماء لتمهيد الطريق لحل دائم.

حماس تجدد رفضها

ردّ قيادي بارز في حماس، مشارك في المفاوضات، على تصريح المصدر الأمريكي، مؤكدًا رفضه للصيغة المقترحة حاليًا، إذ رفض الجانبان الأمريكي والإسرائيلي تقديم ضمانات مكتوبة. وأضاف: “حاولنا تنفيذ الالتزامات التي قُطعت خلال وقف إطلاق النار الأخير وقبل إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر، لكن لم يُنفّذ أيٌّ منها، بل تراجع الجانب الأمريكي عن بعضها، رغم وعده بها أمام وسطاء في مصر وقطر”.

وأكد زعيم الحركة أن الهدف الرئيسي من الإجراءات التي تتخذها الحكومة الأميركية الحالية هو تحرير نتنياهو من عبء الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة.

فيما يتعلق بتعليقات المصدر الأمريكي حول مرونة تعديل بعض نصوص وثيقة ويتكوف الأخيرة، قال القيادي في حماس لصحيفة الشروق: “لم نسمع إلا عن حلول مؤقتة”، موضحًا أن التعديل “يهدف إلى تغيير مواعيد نقل الأسرى”. وبالتالي، سيتم تسليم ثمانية أسرى أحياء في اليوم الأول من الاتفاق، واثنين في اليوم الخمسين، ونصف الجثث في اليوم الأخير. وأضاف: “مع ذلك، كل هذا يحدث دون أي ضمانات لانتهاء الحرب”.

أكد قائد الحركة أن الحكومة الأمريكية لا تزال ملتزمة بنزع سلاح المقاومة وطرد قادتها من غزة، وفقًا للشروط التي وضعتها. وأضاف: “تلقينا معلومات من وسطاء تفيد بأن الجانب الإسرائيلي قدم قائمة بآلاف قادة وعناصر المقاومة”.

وأكد القيادي في حماس أن “الحركة لن تتنازل عن سلاحها ولن تقبل بإزالة قياداتها أو طرد أي فلسطيني”.


شارك