قصف إسرائيلي يبتر قدم رضيع بغزة ويشوه جسده.. ووالدته تناشد العالم لإنقاذه

منذ 6 ساعات
قصف إسرائيلي يبتر قدم رضيع بغزة ويشوه جسده.. ووالدته تناشد العالم لإنقاذه

والدة الطفل “هاني”: لقد اضطر هاني إلى بتر ساقه، وأصيب جميع من في المنزل عندما قصف منزلنا بقذيفة إسرائيلية.

نناشد العالم ومنظمة الصحة العالمية بإخراج ابني من غزة للعلاج خوفا من فقدانه.

لم يعد ضحك هاني زيارة البالغ من العمر أربعة أشهر حاضراً كما كان قبل أن تدمر غارة جوية إسرائيلية منزل عائلته في مدينة غزة، وتقطع ساقه وتتركه مصاباً بجروح بالغة في جميع أنحاء جسده.

تحولت أجواء الفرح التي أشاعتها ضحكات الطفل زيارة إلى لحظات حزن وألم بسبب فظائع الجرائم الإسرائيلية التي أفقدته توازنه قبل أن يخطو خطواته الأولى وسرقت منه طفولته ومستقبله.

في وحدة العناية المركزة بمستشفى غزة المعمداني، يرقد هاني على سرير صغير، عاجزًا عن استيعاب حجم مأساته. جسده مغطى بشاش أبيض لإخفاء ندوب إصاباته التي سببتها شظايا الصاروخ الإسرائيلي.

جلست والدته بجانبه وهي تحبس دموعها وهي تروي لوكالة الأناضول للأنباء مشاهد الألم والرعب التي غيرت حياة ابنها الصغير وحياة كليهما إلى الأبد.

وفي ظل الانهيار الكامل للنظام الصحي ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية، طالبت والدة هاني بنقله خارج قطاع غزة لتلقي العلاج.

أعلنت وزارة الصحة في غزة، الأربعاء الماضي، أن الوضع الصحي والإنساني وصل إلى “مستوى كارثي” نتيجة استمرار جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي، وتشديد الحصار على المنظومة الصحية.

لحظة الانفجار

بتعبير حزين، تتذكر الأم اللحظات الأولى من القصف: “كان الانفجار قويًا. سقط علينا الحطام، واختلط الظلام بالغبار. لم نعد نعرف ما حدث”.

في تلك اللحظة، هرعت الأم للبحث بين الأنقاض عن ابنها الصغير هاني. لكنها لم تُصدّق عينيها عندما رأته بساق مبتورة وجروح في وجهه. في تلك اللحظة، لم تكن تعلم أن لديه جروحًا أخرى في جميع أنحاء جسده.

وتابعت: “اضطر هاني إلى بتر ساقه، كما أصيب جميع من في المنزل نتيجة قصفنا بقنبلة إسرائيلية”.

-إصابات خطيرة

وبينما تروي الأم المأساة التي تعرض لها طفلها نتيجة الإبادة الجماعية المستمرة، يعاني هاني من نوبات من الألم، وينام ثم يستيقظ مرة أخرى بسبب الإصابات التي لا يستطيع جسده الصغير تحملها.

ورغم ألمه، حرك هاني يديه في الهواء بضعف، وكأنه يبحث عن لحظة أمان انتُزعت منه حين انهار البيت على جسده.

وعن إصاباته الأخرى، تقول والدته إنه يعاني أيضًا من “تمزق في المثانة والشرج، وجروح في أمعائه، وشظايا متناثرة في جميع أنحاء جسده”.

وقالت: “هاني خضع لعدة عمليات جراحية وهو الآن في العناية المركزة، لكنه لا يزال بحاجة إلى المزيد من العمليات وحالته الصحية لا تحتمل أي تأخير”.

-السفر للعلاج

وبما أن النظام الصحي في قطاع غزة انهار بشكل كامل، ناشدت الأم العالم ومنظمة الصحة العالمية بإجلاء طفلها من قطاع غزة حتى يتمكن من استكمال علاجه في الخارج.

وقالت الأم إن العلاج في الخارج هو السبيل الوحيد لاستعادة ابتسامته لطفلها رغم البتر والإصابات الخطيرة.

في 24 فبراير/شباط، أفادت منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من 12 ألفاً إلى 14 ألف شخص في قطاع غزة، بما في ذلك أكثر من 4500 طفل، يحتاجون بشكل عاجل إلى الإجلاء من قطاع غزة لأسباب طبية، وفقاً لبيان نُشر على الموقع الرسمي للأمم المتحدة في 25 فبراير/شباط من ذلك الشهر.

منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفيات القطاع ومنظومة الرعاية الصحية، مما أدى إلى توقف معظمها عن العمل، مما عرض حياة المرضى والجرحى للخطر. وأُغلق معبر رفح بشكل كامل منذ مايو/أيار 2024، مما منع مغادرة القطاع إلا في حالات استثنائية تُنسقها منظمة الصحة العالمية، عبر معبر كرم أبو سالم.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، متجاهلة النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.

خلّفت الإبادة الجماعية ما يقارب 189 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم الأطفال.

لقد حاصرت إسرائيل غزة لمدة 18 عامًا، مما أدى إلى تشريد نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون فلسطيني تقريبًا بعد تدمير منازلهم في حرب الإبادة.


شارك