فيديو.. مراسل القاهرة الإخبارية يلخص مأساة غزة: لا أخفيكم سرا.. أتحدث إليكم وأنا جائع

تحدث بشير جبر، مراسل قناة القاهرة الإخبارية، من خان يونس جنوب قطاع غزة نيابةً عن الأهالي الذين يعانون من مجاعة خانقة. وفي مقابلة مع القناة، قال: “لا أخفي عليكم أنني أتحدث إليكم الآن وأنا جائعٌ لا أملك ما آكله”.
وفي كلمته، عبر البشير عن معاناته ومعاناة جميع أبناء قطاع غزة من مأساة إنسانية ناجمة عن نقص المساعدات الإنسانية والغذائية داخل القطاع، بسبب تعنت الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق المعابر.
نشرت الإذاعة تقريرًا يفيد بأن بشير جبر كان قد وقف سابقًا خارج خط النار، غير مكترث بقصف قوات الاحتلال وصواريخها، لينقل للعالم مأساة بلاده. لكن قدرته على تلبية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحًا، وتحديدًا الإمدادات الغذائية، قد ضعفت.
أوضح التقرير أنه قبل أن يصبح صحفيًا، كان بشير جبر أبًا في المقام الأول، وكان عليه إعالة أسرته. ورغم كل الاضطرابات المحيطة بالعملية العسكرية في غزة، لا يزال الجوع يُمثل التهديد الأخطر على القطاع.
وأضاف: “لم تعد صواريخ وهجمات قوات الاحتلال تُهمنا. نحن منفتحون على مواجهتها ما دامت لدينا فرصة الوقوف على أبواب مراكز الإغاثة، آملين في حفنة دقيق أو لقمة خبز”.
وأكد التقرير: “إن هذا المشهد الوحشي يحمل بصمات عالم حاصر غزة وحدها، حيث ينهش الجوع أحشاء السكان ويفرغ أرواحهم، بحيث يختلط دماء الشهداء بصراخ الجياع، ليشكل صورة ضخمة مهجورة رسم خطوطها العريضة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجيشه والتي لا تزال غير مكتملة”.
منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، تفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي حصاراً مشدداً على قطاع غزة، وتغلق كافة المعابر أمام المساعدات الغذائية والطبية، ما أدى إلى انهيار كامل للأوضاع المعيشية.
منذ 27 مايو/أيار، تُشغّل إسرائيل والولايات المتحدة آليةً لتوزيع المساعدات خارج إشراف الأمم المتحدة. تُدار هذه الآلية من خلال ما يُسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”. وتُتّهم هذه المؤسسة بإجبار المدنيين على الاختيار بين الجوع والموت بنيران إسرائيل.
ويتم تطبيق هذه الآلية في “المناطق العازلة” في جنوب ووسط قطاع غزة، إلا أنها فشلت مراراً وتكراراً بسبب الاكتظاظ وإطلاق النار المستهدف على المدنيين، مما أدى إلى انقطاع التوزيع في أكثر من مناسبة.
أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن هذه الآلية، في محاولتها إيصال المساعدات، أسفرت عن مقتل 549 مدنيًا وإصابة أكثر من 4000 آخرين خلال شهر واحد فقط. ولا يزال العشرات منهم في عداد المفقودين.
دعت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) يوم الجمعة إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة فوراً، محذرة من أن مراكز توزيع المساعدات معرضة لخطر التحول إلى “مناطق قتل” في وقت يعاني فيه آلاف الأطفال من سوء التغذية الحاد والانهيار الكامل للضروريات الأساسية.
وقالت الوكالة في بيان لها إن استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المواد الغذائية والطبية يشكل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان الأساسية ويفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة المحاصر.
ودعت الأونروا إلى إتاحة الوصول الفوري والشامل للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك قوافلها، مؤكدة أن هذا الإجراء أصبح ضروريا للغاية لإنقاذ الأرواح، وخاصة في ضوء تزايد حالات سوء التغذية والوفيات بين السكان المدنيين.