إسرائيل.. تساؤلات عن مصير 408 كيلو جرامات من اليورانيوم الإيراني المخصب

وقد أثيرت عدة تساؤلات في إسرائيل بشأن مصير 408 كيلوغرام من اليورانيوم الإيراني المخصب، في حين يظل مدى وعواقب الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية بسبب العدوان الإسرائيلي والأميركي غير واضح وغير مؤكد.
تتوافق هذه التساؤلات مع التشكيك في رواية إيران للسرية المحيطة بالمواد النووية شديدة الحساسية، فضلًا عن عدم اليقين بشأن الرواية التي كشف عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وكان ترامب قد أقرّ بأن الهجمات العسكرية التي شنّتها بلاده على المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان “دمرت بالكامل” منشآت التخصيب.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الجمعة، أن “مصير 408 كيلوغرامات من اليورانيوم الإيراني المخصب إلى درجة قريبة من الدرجة العسكرية لا يزال لغزا”.
وهذا اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو على بعد مراحل قليلة فقط من استخدامه في بناء القنابل الذرية.
واعتبرت الصحيفة العبرية أن هذا الغموض بشأن مصير اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب “يلقي بظلاله على نجاح العملية الإسرائيلية التي استمرت 12 يوما والهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية على المدى الطويل”.
وأضافت: “على الرغم من إصرار الحكومة الأميركية على أن اليورانيوم المخصب تم تخزينه في فوردو ودفنه في المنشأة المدمرة، فإن الأطراف الأخرى، بما في ذلك الدول الأوروبية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، غير مقتنعة بهذا الادعاء”.
وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أنه لو كان النظام قد قام بالفعل بإزالة اليورانيوم المخصب من فوردو وإخفائه في مكان آخر في إيران قبل الهجوم، لكان بإمكانه إنتاج سلاح نووي بسرعة إذا لزم الأمر، وبالتالي منع أي تهديد آخر للرد على هجمات مستقبلية محتملة.
وأضافت أن النظام الإيراني قد يقرر بالتالي “استخدام اليورانيوم كورقة مساومة في محادثات أخرى مع الولايات المتحدة”.
وفي سياق مماثل، نقلت الصحيفة عن رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قوله في لقاء صحافي: “أبلغه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في 13 يونيو/حزيران، مع بدء العملية الإسرائيلية ضد إيران، أنه سيتم اتخاذ خطوات خاصة لحماية المعدات والمواد النووية”.
وبحسب وجهة نظرهم، فإن تصريحات جروسي تشير إلى أن “معظم اليورانيوم المخصب موجود في أيدي الحكومة الإيرانية”.
ويأتي ذلك في الوقت الذي اكتفى فيه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بالقول إن “العدوان الإسرائيلي الأميركي على بلاده لم يحقق أهدافه”، من دون تقديم أي تفسير آخر.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، نقلا عن مسؤولين لم تسمهم، أن المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها حتى الآن حول مخزونات إيران المتبقية من اليورانيوم المخصب في أعقاب الهجمات الأميركية والإسرائيلية “لا تتطابق مع تصريحات الحكومة الأميركية بشأن هذه المسألة”.
صرح مسؤولون أن أجزاء من المنشأة النووية التي تعرضت للهجوم من قبل الولايات المتحدة في نطنز، والتي من المفترض أنها تحتوي على مخزونات من اليورانيوم، “تضررت” ولكن “لم يتم تدميرها”، على عكس التصريحات الرسمية.
وزعمت مصادر مطلعة أن الاستخبارات الأميركية لم تتوصل بعد إلى نتيجة نهائية بشأن كمية اليورانيوم المخصب التي لا تزال بحوزة إيران.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن هذه الكميات من اليورانيوم “يمكن تخزينها في حاويات صغيرة بما يكفي لوضعها داخل شاحنة أو سيارة، ولن تكون هناك حاجة لأكثر من 10 شاحنات لنقل المخزون بأكمله”.
في 13 يونيو/حزيران، شنّت إسرائيل، بدعم أمريكي، عدوانًا استمر اثني عشر يومًا على إيران. استهدف العدوان منشآت عسكرية ونووية، بالإضافة إلى منشآت مدنية. واغتيل قادة عسكريون وعلماء نوويون. ردّت إيران بشن هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على مراكز عسكرية واستخباراتية إسرائيلية.
في 22 يونيو/حزيران، هاجمت الولايات المتحدة منشآت إيرانية، مدّعيةً أنها “أنهت” برنامجها النووي. ردّت طهران بقصف قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر. في 24 يونيو/حزيران، أعلنت واشنطن وقف إطلاق النار بين تل أبيب وطهران.