حكومة غزة: اعترافات جنود الاحتلال تكشف جريمة إعدام جماعي بحق المجوعين

منذ 4 ساعات
حكومة غزة: اعترافات جنود الاحتلال تكشف جريمة إعدام جماعي بحق المجوعين

وأكدت حكومة غزة، الجمعة، أن اعترافات جنود وضباط إسرائيليين بإطلاق النار عمداً على آلاف المواطنين الجائعين في غزة تكشف عن “إعدام جماعي ممنهج للمدنيين بالقرب من مصائد الموت في قطاع غزة”.

جاء ذلك ردا على تقرير صادر عن مكتب الإعلام الحكومي في غزة، ونشرته صحيفة هآرتس اليوم، وجاء فيه أن القادة العسكريين الإسرائيليين أصدروا أوامر مباشرة لقواتهم بإطلاق النار على الحشود الفلسطينية لتفريقها أو إخراجها من مراكز توزيع المساعدات، “رغم أنهم لم يشكلوا أي تهديد”.

وقال المكتب في بيان: “نؤكد للرأي العام المحلي والدولي أن هذه الشهادات تمثل اعترافا داخليا موثقا بارتكاب جرائم حرب وعمليات قتل جماعي ممنهجة ضد سكان قطاع غزة الذين يعانون من الجوع والحصار منذ أشهر”.

وأضاف: “إن الأوامر العسكرية المباشرة الواردة في التقرير بإطلاق النار على المدنيين العزل الذين لا يشكلون أي تهديد واستخدام المدافع الرشاشة الثقيلة والمدفعية والقنابل اليدوية ضد التجمعات السلمية التي تنتظر الطعام هي دليل آخر على أن جيش الاحتلال ينتهج سياسة ممنهجة من الإبادة الجماعية تحت ستار المساعدات”.

وتابع: “هذه الشهادات تكشف أيضا عن تواطؤ جيش الاحتلال مع شركات الأمن والمقاولين لتحقيق مكاسب مالية على حساب دماء الأبرياء”.

ودعا المكتب الإعلامي الحكومي المؤسسات الدولية ومجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لفتح المعابر ورفع الحصار عن قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط عبر القنوات الأممية والرسمية.

ودعاهم أيضاً إلى “تجريم هذه الأحداث التي تؤكد الإبادة الجماعية الممنهجة، وتقديم قادة وجنود الاحتلال فوراً للمحاكم الدولية”.

وأكد المكتب أن صمت العالم على هذه المجازر يشكل “تواطؤا فعليا في الجريمة”.

وكشفت صحيفة هآرتس العبرية اليوم أن “قادة (الجيش) أمروا القوات المسلحة بإطلاق النار على الحشد (من الفلسطينيين) لإبعادهم أو تفريقهم (عندما تجمعوا قرب مراكز الإغاثة)، رغم أنهم لم يشكلوا أي تهديد”.

ونقلت الصحيفة عن جندي لم تكشف عن هويته قوله إن الوضع يمثل “انهيارا كاملا للمعايير الأخلاقية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة”.

ونقلت عن جندي لم تُكشف هويته قوله: “إنها ساحة معركة. حيث كنت، كان يُقتل ما بين فلسطيني واحد وخمسة فلسطينيين يوميًا، وكانوا يُعاملون كقوة معادية”.

وتستهدف إسرائيل يوميا الأشخاص الذين يطلبون المساعدة في قطاع غزة، مما يؤدي إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، ويمثل هجوما مباشرا على سبل عيش الفلسطينيين المهددين بالإبادة الجماعية.

بعيداً عن رقابة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، تنفذ تل أبيب وواشنطن خطة لتوزيع مساعدات محدودة منذ 27 مايو/أيار الماضي. ويفتح الجيش الإسرائيلي النار على الفلسطينيين الذين ينتظرون المساعدات، مما يضطرهم إلى الاختيار بين الجوع والإعدام.

يحدث هذا في الوقت الذي أغلقت فيه إسرائيل المعابر الحدودية مع قطاع غزة بشكل صارم أمام الشاحنات المحملة بالإمدادات والمساعدات منذ الثاني من مارس/آذار. ومنذ ذلك الحين، تتكدس الشاحنات على الحدود، مما يحد من عدد الشاحنات الداخلة إلى قطاع غزة إلى بضع عشرات. ويحتاج الفلسطينيون في قطاع غزة إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة يوميًا.

لقد أسفرت الإبادة الجماعية، المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عن مقتل وجرح أكثر من 189 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، واختفاء أكثر من 11 ألف شخص. كما شُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم الأطفال.


شارك