أهم تصريحات وزير الخارجية الإيراني: رفضنا التنازل عن حقوقنا فردوا علينا بالحرب والهجمات

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الخميس إن طهران لم تتخذ قرارا بعد ببدء المحادثات النووية مع الولايات المتحدة. في مقابلة مع التلفزيون الإيراني الرسمي، تطرق الوزير إلى هجمات إسرائيل والولايات المتحدة على بلاده: “في المفاوضات الأخيرة، حاولوا إقناعنا بالتنازل عن حقوق الأمة الإيرانية. وعندما رفضنا، أجبرونا على الحرب وسمحوا للنظام الصهيوني المجرم بشن هجمات”.
وتابع: “لقد اجتمعت قوة نووية عظمى تمتلك ترسانة نووية ونظاما نوويا، بدعم من الأوروبيين، لتدمير الشعب الإيراني وإنهاء صراع دام 50 عاما ضد الهيمنة الأميركية، لكنهم فشلوا”.
وأضاف عراقجي: “خلال المفاوضات، أظهر الأمريكيون كفاءتهم الدبلوماسية. ستؤثر هذه التجربة على قراراتنا بشأن المفاوضات المستقبلية معهم، لكن الدبلوماسية مستمرة، وأنا على اتصال مع عدد من وزراء خارجية دول عدة”.
فيما يتعلق بتصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيلتقي بالإيرانيين الأسبوع المقبل، قال عراقجي: “لا تأخذوا هذه التصريحات على محمل الجد. لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة، ولم يُجرَ أي نقاش حولها. تصريحاتكم مليئة بالتناقضات”.
أهم تصريحات وزير الخارجية الإيراني:
ويشكل المطالبة بالتعويضات والحاجة إلى ضمانها قضية محورية على الأجندة الدبلوماسية الإيرانية في الوقت الراهن. وتتمتع أوروبا، وخاصة فرنسا والمملكة المتحدة، بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن، بالقدرة على تفعيل “آلية الزناد”. وقد أوضحنا بوضوح أن تفعيل “آلية الزناد” سيكون أكبر خطأ استراتيجي يمكن أن ترتكبه أوروبا، لأنه سينهي دورها في القضية النووية الإيرانية. إذا كانت أوروبا تريد الحفاظ على مسارها التفاوضي، فيتعين عليها الامتناع عن تفعيل آلية الزناد. ولن تؤدي الهجمات العسكرية أو “آلية الزناد” إلى إضعاف موقف إيران؛ بل على العكس من ذلك، فإنها ستستبعد أوروبا بشكل كامل من القضية النووية. ولم نقرر بعد ما إذا كنا سنبدأ جولة جديدة من المحادثات مع الولايات المتحدة، وما زال الأمر قيد المناقشة. نحن لم نطلب وقف إطلاق النار، لكن الكيان الصهيوني هو من طلب ذلك. لقد طلبت من طرف أوروبي أن يوضح للنظام الصهيوني أن أي انتهاك لوقف إطلاق النار سيقابل برد فوري من طهران. لقد تحركت أنظمة نووية وخططت لإجبار إيران وشعبها على الاستسلام، لكنهما فشلتا. إننا نقف عند نقطة تحول تاريخية، وهذه اللحظة ستظل رمزاً لمقاومة الشعب الإيراني. لقد استخدموا ضدنا كل الوسائل بما فيها التهديد والمفاوضات لحرمان شعبنا من حقوقه، ولكن لم ينجحوا في ذلك. المفاوضات جزء من الدبلوماسية، والحديث عن المفاوضات لا يعني التوصل إلى اتفاق. نحن قادرون على التفاوض بشأن مستوى تخصيب اليورانيوم، ولكننا نحتفظ بحقنا في التخصيب، وهذا هو مطلبنا الرئيسي. وكانت المحادثات الأخيرة مع الأوروبيين متوترة للغاية، ودمرت إسرائيل مفاوضاتنا مع الولايات المتحدة. ولم يتم التوصل إلى اتفاق أو تفاهم أو حوار بشأن فتح مفاوضات جديدة. وكان من المفترض أن تقدم إيران مقترحا متوازنا في المفاوضات، ولكن مع اندلاع الحرب ضاعت الفرصة للقيام بذلك. ليس هناك شك في أن المفاوضات بعد الحرب لن تكون كما كانت قبلها. لقد جعلت واشنطن الحياة صعبة على نفسها بالمشاركة في العدوان على إيران. وسوف نعود إلى المفاوضات إذا كانت مصالح إيران تتطلب ذلك. وكان الاقتراح الإيراني يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية: استمرار تخصيب اليورانيوم في إيران، ورفع العقوبات، والالتزام بعدم السعي إلى امتلاك الأسلحة النووية.
إذا تم تلبية هذه الركائز الثلاث، فمن الممكن التوصل إلى اتفاق. إن الدبلوماسية في مرحلة ما بعد الحرب ستكون مختلفة عن الدبلوماسية في فترة ما قبل الحرب، وسوف يتشكل شكل العلاقات المستقبلية من خلال سلوك البلدان أثناء الأزمة. لا يوجد لدى طهران حاليا أي خطط أو أسباب لاستقبال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية غروسي. نتيجةً للهجمات الإسرائيلية، لحقت أضرارٌ جسيمة بالمنشآت النووية. وتُجري الجهات المختصة حاليًا تحقيقاتٍ حول حالة المنشآت. وكان جروسي غير صادق في تقريره ولم تتمكن الوكالة من إدانة هذه الهجمات على المنشآت النووية. وعلى حد علمنا فإن إصرار الوكالة والغرب على السماح للمفتشين بدخول البلاد يهدف إلى تحديد حجم الأضرار الناجمة عن الهجمات الأميركية. إن الخطأ الأميركي لم يساهم في حل القضية النووية، بل جعلها أكثر تعقيداً وصعوبة. ويجب دراسة موضوع حضور المفتشين بعناية للتأكد من توافقه مع أحكام القانون الذي أقره مجلس الشورى.