بعد هجوم مستوطنين.. القلق يقض مضاجع الفلسطينيين في كفر مالك

منذ 5 ساعات
بعد هجوم مستوطنين.. القلق يقض مضاجع الفلسطينيين في كفر مالك

– بلال عفيف، فلسطيني تعرض منزله لاعتداء من المستوطنين: كاد منزل العائلة أن يحترق، حيث أشعلوا النار في سيارة أمام المنزل، ثم ألقوا الحجارة على النوافذ ثم زجاجات المولوتوف. – عفيف عفيف (شقيق بلال): لولا رحمة الله لفقدنا نحو 18 شخصاً في منزلنا بينهم أطفال وكبار السن بسبب اعتداء المستوطنين. – المسنة الفلسطينية نظمية حمايل: أحرقوا سيارة ابني، وحاولوا حرق منزل أحد أبنائي، ولاحقوا أحفادي بالرصاص، واستشهد ثلاثة شبان دون سبب. جمال ربيع الشاهد: نفذ الهجوم نحو 50 مستوطناً ملثماً يحملون مواد حارقة وعصياً وحجارة ومسدسات.

سادت حالة من الحزن في بلدة كفر مالك شرق رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، بعد مقتل ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين في هجوم شنه مستوطنون متطرفون إسرائيليون بحماية عسكرية، اليوم الأربعاء.

وأغلقت المحلات التجارية، وتم نصب خيمة عزاء في وسط القرية المطلة على وادي الأردن.

بين تشييع الجنازات وتفقد أشلاء الضحايا وحرق المركبات والمنازل، يعيش الأهالي حالة من الحذر والخوف. يقولون: “قد يفعلها المستوطنون مرة أخرى. اليوم فقدنا ثلاثة شهداء، وقد نفقد عائلات بأكملها”.

ويتهم الأهالي جيش الاحتلال الإسرائيلي بتوفير الحماية للمستوطنين خلال اعتداءاتهم.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها، الأربعاء، إن “ثلاثة مواطنين قتلوا وأصيب سبعة آخرون” في اعتداءات للمستوطنين على بلدة كفر مالك.

نفذ المستوطنون الإسرائيليون 415 هجوما في الضفة الغربية المحتلة خلال شهر مايو/أيار الماضي، بحسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (هيئة حكومية).

وأفادت اللجنة أن الاعتداءات تراوحت بين الهجمات المسلحة على القرى الفلسطينية، وفرض الحقائق على الأرض، والإعدامات الميدانية، والتخريب، وتدمير الأراضي، واقتلاع الأشجار، ومصادرة الممتلكات، إلى الإغلاقات والحواجز التي تقطع الجغرافيا الفلسطينية.

“كادت العائلة أن تحترق.”

قال بلال عفيف، وهو فلسطيني يبلغ من العمر 32 عامًا، لوكالة الأناضول للأنباء أثناء تفقده منزله الذي هاجمه المستوطنون: “كاد منزل العائلة أن يحترق. أشعلوا النار في سيارة أمام المنزل، ثم ألقوا الحجارة على النوافذ، وأخيرًا ألقوا زجاجات حارقة”.

يقف في غرفة نومه ويقول: “كانت زوجتي وطفلي هنا عندما وقع الهجوم. لقد خرجا من النيران. احترقت الغرفة جزئيًا”.

وقال عفيف إنه نقل عائلته إلى منزل آخر في القرية، مضيفا: “المنزل لم يعد آمنا”.

وخط المستوطنون شعارات عنصرية باللغة العبرية على جدران المنازل.

وقال شقيقه عفيف لوكالة الأناضول، أثناء وقوفه بجوار سيارة عائلته المحترقة بالكامل: “لولا فضل الله لفقدنا نحو 18 شخصا في منزلنا بينهم أطفال وكبار السن، بسبب هجوم المستوطنين”.

وأضاف: “نعيش اليوم حالة من الخوف والترقب. الوضع صعب، ونسكن بجوار طريق التفافي مع معسكر للجيش الإسرائيلي على قمة تل العاصور”.

** “طاردوا أحفادي بالرصاص”

وبنظرة قلق عميق على وجهها، قالت المسنة الفلسطينية نظمية حمايل (76 عاماً)، لوكالة الأناضول: “أُحرقت سيارة ابني، وحاولوا حرق منزل أحد أبنائي، وأطلقوا النار على أحفادي، واستشهد ثلاثة شبان دون سبب”.

“لقد فقدت مدينتنا كل أراضيها. اليوم يلاحقوننا إلى بيوتنا. لا أحد يسأل عنا”، أضافت حمايل وهي تسير إلى منزل أحد جيرانها القتلى.

** «هاجمونا بدعم من الجيش»

ووصف الفلسطيني جمال ربيع الشاهد الهجوم على النحو التالي: “هاجم نحو 50 مستوطنا ملثما مسلحين بالقنابل الحارقة والعصي والحجارة والمسدسات الحي القريب من الطريق الالتفافي قبل نصف ساعة من غروب الشمس”.

وأضاف: “استمرت الحادثة نحو عشرين دقيقة، أشعلوا فيها النيران في المركبات وحاولوا إحراق المنازل، لكن السكان استجابوا بأعداد كبيرة، وتم صد الهجوم”.

وتابع: “وبعد صد الهجوم، بدأ جيش الاحتلال والمستوطنون بإطلاق الرصاص الحي، وخسرنا ثلاثة شهداء وعدداً كبيراً من الجرحى”.

وأوضح: “الهجوم مُخطط له، وجميع المستوطنين شباب مُدرَّبون على التعامل مع مثل هذه الحوادث، والجيش يُساندهم”.

** “نحن لسنا آمنين في منازلنا”

قال الشاهد: “القرية في حالة حزن شديد. نعيش حزنًا عميقًا. فقدنا اليوم ثلاثة شبان، وقبل أيام قليلة قُتل طفل برصاص الجيش”.

وأضاف: “أنت لا تعرف ماذا تفعل. كيف يمكنك الدفاع عن منزلك ونفسك وأطفالك إذا لم يكن منزلك آمنًا؟”

أعلن نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ، الأربعاء، أن “الانتفاضات والعنف” من قبل المستوطنين الإسرائيليين كان “قرارا سياسيا” لحكومة بنيامين نتنياهو، ودعا المجتمع الدولي إلى حماية الشعب الفلسطيني.

جاء ذلك في منشور للشيخ على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “X”، عقب سلسلة اعتداءات للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.

بالتوازي مع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، كثّفت قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون هجماتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. ووفقًا لمصادر فلسطينية، قُتل ما لا يقل عن 986 فلسطينيًا، وجُرح ما يقرب من 7000 آخرين، واعتُقل أكثر من 17500 شخص.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لإنهاء هذه الحرب.

خلّفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة أكثر من 188 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم الأطفال.

لقد احتلت إسرائيل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان لعقود من الزمن، وترفض الانسحاب من هذه الأراضي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على طول حدود ما قبل عام 1967.


شارك