وزير خارجية اليمن: ما يجري في بلادنا لا يمكن النظر إليه بمعزل التطورات الإقليمية

منذ 5 ساعات
وزير خارجية اليمن: ما يجري في بلادنا لا يمكن النظر إليه بمعزل التطورات الإقليمية

وصف وزير الخارجية اليمني شائع محسن الزنداني علاقات بلاده مع تركيا بـ”التاريخية”، مؤكداً حرص الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً على تطوير هذه العلاقات وتوسيعها.

جاء ذلك في حوار أجرته وكالة الأناضول مع الزنداني في إسطنبول على هامش مشاركته في الدورة الـ51 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، المنعقدة يومي 21 و22 يونيو/حزيران الماضي.

وقال الوزير اليمني إن بلاده وتركيا تربطهما “علاقات تاريخية نعتز بها، ونجمع بيننا العديد من الروابط المشتركة، إضافة إلى الجذور التاريخية للعلاقات بين بلدينا”.

وأضاف: “نحن مهتمون للغاية بمواصلة تطوير وتوسيع هذه العلاقات، كما نقدر موقف الحكومة التركية برئاسة الرئيس (رجب طيب) أردوغان الداعم للشعب اليمني والحكومة الشرعية”.

وأشار إلى الدعم “المستمر” الذي تقدمه دول منظمة التعاون الإسلامي للحكومة اليمنية، وقال إن هذا الدعم سيتكرر في كافة المؤتمرات الإقليمية والدولية.

التأثيرات الإقليمية

وحول تأثير التطورات الإقليمية على القضية اليمنية وتراجع الاهتمام بها، قال الوزير اليمني: “بالتأكيد هناك تأثيرات متبادلة، فاليمن جزء استراتيجي مهم في المنطقة”.

وأضاف: “لا يمكن النظر إلى الأحداث في اليمن بمعزل عن مجمل التطورات الإقليمية”.

ويسري وقف إطلاق النار في اليمن منذ أبريل/نيسان 2022. وبدأت الحرب قبل نحو عشر سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، المدعومة من تحالف عسكري عربي بقيادة المملكة العربية السعودية المجاورة، وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والتي تسيطر على محافظات ومدن، بما في ذلك العاصمة صنعاء، منذ سبتمبر/أيلول 2014.

وقال الوزير اليمني: “عندما نتحدث عن الواقع الراهن في المنطقة فلا بد أن نعود إلى الجذور”.

وأضاف: “بالنسبة لنا في اليمن فإن إيران للأسف الشديد هي الداعم الرئيسي للحوثيين منذ اندلاع الحرب قبل قرابة عشر سنوات وانقلاب ميليشيات الحوثي على الحكومة الشرعية”.

وتابع الزنداني: “نحن في الحكومة نسعى دائما لضمان الأمن والسلام في المنطقة وأن تهتم جميع الأطراف بالمصالح المشتركة واحترام الشؤون الداخلية لكل دولة وبناء علاقات متكافئة وفقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.

في 13 يونيو/حزيران، شنّت إسرائيل، بدعم أمريكي، عدوانًا استمر اثني عشر يومًا على إيران. استهدف العدوان منشآت عسكرية ونووية، بالإضافة إلى منشآت مدنية. واغتيل قادة عسكريون وعلماء نوويون. ردّت إيران بشن هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على مراكز عسكرية واستخباراتية إسرائيلية، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.

يُذكر أن الحكومة الشرعية في اليمن أدانت العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران في بيان صادر عن جامعة الدول العربية، ودعت إلى وقف العدوان وتكثيف الجهود الإقليمية والدولية لخفض التوتر، بما يؤدي إلى وقف شامل لإطلاق النار وتهدئة إقليمية.

كما أدانت جماعة الحوثي العدوان ذاته على إيران، لكنها أعلنت عن “رد متناسب”. وأطلقت صواريخ على إسرائيل، وأكدت أن عملياتها العسكرية ضد تل أبيب ستستمر “حتى انتهاء العدوان على غزة ورفع الحصار”.

الشحن الدولي

وفيما يتعلق بالوضع الإنساني في اليمن، قال وزير الخارجية: “إن انقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية وعرقلة الملاحة الدولية في البحر الأحمر بحجة دعم أشقائنا في فلسطين كان له أثر على اليمن والشعب اليمني”.

وأضاف: “إن ردود الفعل الأمريكية والإسرائيلية على الحوثيين ألحقت أضراراً بالغة بالبنية التحتية والمرافق الحيوية للشعب اليمني”.

وفي 6 مايو/أيار الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين، بعد وساطة من سلطنة عمان.

قبل الاتفاق، شنّت الولايات المتحدة وإسرائيل غارات جوية وقصفًا بحريًا مكثفًا على المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن. ردّت الدولتان على هجمات الجماعة على أهداف أمريكية وإسرائيلية “دعمًا لقطاع غزة”. قُتل وجُرح مئات المدنيين اليمنيين في هذه الغارات الجوية.

جهود عقيمة

وفي تعليقه على التطورات السياسية في اليمن، قال وزير الخارجية: “هناك الآن وقف لإطلاق النار وخارطة طريق تم تحقيقها بدعم وجهود المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان”.

وتابع: “كانت هناك رغبة في تنفيذ خارطة الطريق كمقدمة للحل السياسي، إلا أن هذه الجهود تعثرت، أو بالأحرى انقطعت، بسبب مواقف ميليشيات الحوثي الانقلابية”.

وأكد التزام الحكومة الشرعية بـ”تحقيق السلام وإنهاء الحرب وضمان السلام والأمن والاستقرار في كافة أنحاء اليمن”.

وقال الزنداني: “إخواننا يواصلون بذل الجهود ونأمل أن تثمر هذه الجهود، رغم أننا نعتقد أن الميليشيات ليست شريكا سياسيا حقيقيا وليس لديها رغبة في الحل السياسي”.

في 23 ديسمبر/كانون الأول 2023، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانز جروندبرج، التزام الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي بحزمة إجراءات ضمن “خارطة طريق” تتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.

ولم يتم تنفيذ خارطة الطريق حتى الآن، وتتبادل الحكومة وجماعة الحوثي الاتهامات بشأن تعثر التقدم على هذا المسار.


شارك