تحويل المنازل ثكنات.. تنغيص إسرائيلي لحياة الفلسطينيين بالضفة

– انقلاب الجرار: بعد أن عشنا في منزلنا لعدة أيام، وجدنا كل شيء مدمرًا والأوساخ في كل مكان. هشام أبو راس: الجيش صادر منزل العائلة وحوله إلى ثكنة عسكرية ومركز تحقيق للأسرى.
خلال عملياته العسكرية الأخيرة في شمال الضفة الغربية، طوّر جيش الاحتلال الإسرائيلي أسلوبًا جديدًا لتضييق الخناق على الفلسطينيين، فاحتلّ منازلهم، وهجّرهم، وحوَّلها إلى مقرات عسكرية ومراكز استجواب للأسرى.
أفاد فلسطينيون بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي شنّ مؤخرًا عمليات عسكرية ضدّ عدد من بلدات شمال الضفة الغربية. وتركزت العمليات، التي استمرت عدة أيام، على بلدات في محافظات جنين وطولكرم وقلقيلية.
وأشاروا إلى أن قوات الاحتلال صادرت منازل الفلسطينيين وحولتها إلى ثكنات عسكرية بعد إخلاء سكانها وإثارة الفوضى.
**طردونا ودمروا ممتلكاتنا.
وفي بلدة صانور جنوب جنين، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، معززة بالآليات العسكرية وناقلات الجند المدرعة، البلدة واستولت على أكثر من عشرة منازل، بعد إخلائها من أصحابها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، بحسب الأهالي.
وروت المواطنة ناشيه جرار (75 عاما) لوكالة الأناضول تفاصيل كيفية تحويل منزلها إلى ثكنة عسكرية وتدمير محتوياته.
تقول: “في الساعة الحادية عشرة من مساء السبت، اقتحم نحو خمسين جنديًا المنزل، وفتشوه، وصادروا هواتف محمولة. كانوا في حالة تأهب قصوى، ووجهوا أسلحتهم نحو أفراد العائلة”.
وتعيش السيدة العجوز جرار مع حفيدها الصغير في الطابق العلوي من المنزل، بينما تعيش عائلة ابنها في الطابق الأرضي.
وأضافت: “بعد التفتيش، طلب الجنود منا مغادرة المنزل لمدة أربعة أيام”. فشلت محاولات العائلة للاعتراض، فاحتل الجيش المنزل بالقوة.
وظهر منزل جرار مدمرا بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي منه.
تقول: “كل شيء مُدمّر. بعض الأغراض مُحطّمة، ولم نعثر على شيء في مكانه. كان الجنود يأكلون ويشربون في المنزل. القذارة في كل مكان. حجم الدمار والقذارة لا يُصدّق”.
يرمي جارا مرتبة في الهواء ويقول: “كل شيء يحتاج إلى التنظيف. الحمامات والمصارف مسدودة بسبب رمي الكثير من القمامة فيها”.
وقضت المرأة العجوز وعائلتها أياماً في منزل ابنتها في بلدة ميثالون المجاورة بعد أن تم طردها من منزلها.
** مركز الامتحانات
تم تحويل منزل هشام أبو راس في صانور إلى ثكنة عسكرية ومركز لفحص الأسرى ميدانياً بعد مصادرة أصحابه وإخلائهم.
وفي ساحة المنزل يمكن رؤية قيود بلاستيكية تستخدم لتقييد الأسرى الفلسطينيين وقطع قماش تستخدم لتعصيب أعين الأسرى.
“اضطررنا لإخلاء منزلنا والانتقال إلى منزل ابنتي في بلدة مسلة المجاورة”، قال أبو راس. “تركنا منزلًا من أربعة طوابق للجنود”.
يتفقد أبو راس المنزل بعد مغادرة الجنود الإسرائيليين ويقول: “كان المنزل على ما يرام، ولكن عندما عدنا لم نجد شيئًا في مكانه. كان كل شيء في المنزل مستعملًا. تم نقل الفرش، ووجدنا آثار طعام وشراب وتراب في كل مكان”.
واستنكر المواطن الفلسطيني حالة منزله، وقال متعجباً: “بأي حق يصادر منزلاً خاصاً ويحوله إلى ثكنة عسكرية؟”
وأضاف أن العائلة عملت على إعادة ترتيب المنزل وتنظيفه منذ ساعات الصباح الأولى بعد انسحاب الجيش.
رصد مراسل وكالة الأناضول عشرات العمليات الإسرائيلية المماثلة في الضفة الغربية، أبرزها في بلدات جلبون وعانين وجبع بمحافظة جنين، وزيتا وصيدا بمحافظة طولكرم، وجيوس وعزون بمحافظة قلقيلية (شمال)، وعارورة شمال رام الله (وسط). يأتي ذلك في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس منذ 21 كانون الثاني/يناير الماضي.
بدعم أمريكي كامل، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. قُتل وجُرح أكثر من 188 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وفُقد أكثر من 11 ألف شخص، ونزح مئات الآلاف.
بالتوازي مع تدمير قطاع غزة، كثّف الجيش الإسرائيلي والمستوطنون هجماتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. ووفقًا لمصادر فلسطينية، قُتل ما لا يقل عن 981 فلسطينيًا، وجُرح ما يقرب من 7000، واعتُقل أكثر من 17500 شخص.