عون: نأمل التمديد لقوات اليونيفيل للمساهمة في استقرار جنوب لبنان

أعرب الرئيس اللبناني جوزيف عون، يوم الأربعاء، عن أمله في تمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). واعتبرها “أساسية” للحفاظ على الاستقرار على الحدود الجنوبية لبلاده. ومن المتوقع أن يصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا نهائيًا بهذا الشأن في أغسطس/آب.
جاء ذلك، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، خلال استقبال مستشار وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط الأدميرال إدوارد ألجرين في قصر بعبدا في بيروت، بحضور السفير البريطاني في لبنان هاميش كويل.
خلال اللقاء، أبلغ الرئيس عون المستشار البريطاني: “يعتبر لبنان تمديد ولاية اليونيفيل عاملاً أساسياً في الحفاظ على الاستقرار والأمن على حدوده الجنوبية. ولذلك، يعلق آمالاً كبيرة على دعم الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، بما فيها المملكة المتحدة، لضمان تنفيذ التمديد كما هو مقرر ودون عوائق”.
وأكد عون أن “وجود اليونيفيل في منطقة جنوب الليطاني يسهل كثيراً تطبيق القرار 1701، خصوصاً أن التعاون بين الجيش اللبناني والقوات الدولية يقوم على التنسيق المستمر وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة”.
في عام ٢٠٠٦، اعتمدت الأمم المتحدة بالإجماع القرار ١٧٠١، الهادف إلى إنهاء الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل. ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار قائم على إنشاء منطقة عازلة.
وفي انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين إسرائيل وحزب الله في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انسحب الجيش الإسرائيلي جزئياً من جنوب لبنان، لكنه واصل احتلال خمسة تلال لبنانية استولى عليها في الحرب الأخيرة.
وأكد الرئيس عون: “إن استمرار احتلال إسرائيل للتلال الخمس ومحيطها لا يزال يعيق الانتشار الكامل للجيش على الحدود الجنوبية للبنان”.
وأوضح أن “الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المدن الجنوبية وامتدادها أحيانا إلى مناطق لبنانية أخرى في الجبال والضاحية الجنوبية لبيروت، تحافظ على التوتر وتمنع تنفيذ التدابير المتفق عليها للحفاظ على سيادة لبنان وأمنه واستقراره”.
منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل نحو 3 آلاف خرق، ما أدى إلى مقتل 213 شخصا على الأقل وإصابة 508 آخرين، بحسب إحصاء لوكالة الأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.
في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدواناً على لبنان، والذي تصاعد إلى حرب شاملة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن مقتل أكثر من 4000 شخص وإصابة نحو 17 ألفاً.
أفادت تقارير إعلامية عبرية بوجود اتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل على مطلب إنهاء ولاية اليونيفيل. ومن المتوقع أن يتخذ مجلس الأمن الدولي قرارًا نهائيًا في أغسطس/آب.
قبل أسبوعين، ذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” أن واشنطن تسعى لخفض تكاليف تشغيل اليونيفيل، بينما اعتبرت إسرائيل التنسيق مع الجيش اللبناني كافيًا ولم تعد بحاجة إلى قوة الأمم المتحدة. واتهمت القوة بالفشل في “منع تسليح الجماعات المسلحة”.
ولم تعلق واشنطن وتل أبيب واليونيفيل على تقارير الصحيفة الإسرائيلية. تأسست قوات اليونيفيل في عام 1978 بموجب قراري مجلس الأمن 425 و426 في أعقاب الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان.
وكانت مهمتها ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية، واستعادة السلام الدولي، ومساعدة الدولة اللبنانية على استعادة سلطتها في المنطقة.
وبعد انسحاب إسرائيل في عام 2000، بقيت قوات الأمم المتحدة لمراقبة المناطق الحدودية.
ومع ذلك، في أعقاب حرب لبنان وإسرائيل عام 2006، تم تعديل ولاية اليونيفيل بموجب القرار 1701 لتشمل دعم القوات المسلحة اللبنانية في تنفيذ مهمتها في الجنوب، ومراقبة وقف الأعمال العدائية، وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين.
تُجري قوات اليونيفيل حاليًا دوريات منتظمة على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان. تتألف القوة من حوالي 10,000 جندي من أكثر من 50 دولة. مهمتها هي تخفيف التوترات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.