زهران ممداني.. تفاصيل عن مرشح الديمقراطيين المسلم لرئاسة بلدية نيويورك

قال حاكم نيويورك السابق أندرو كومو وهو يعترف بهزيمته أمام المرشح المسلم التقدمي زهران ممداني في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لمنصب عمدة نيويورك: “لم تكن الليلة ليلتنا. لقد فاز زهران ممداني”. وبعد فرز أكثر من 95% من الأصوات، تقدم المرشح اليساري بحصوله على أكثر من 43% من الأصوات، فيما حصل كوومو على 36%.
** رؤية شبابية تقدمية
وبحسب صحيفة “يو إس إيه توداي”، صور أنصار ممداني الاختيار الذي يواجهه سكان نيويورك بين مرشحهم وأندرو كومو باعتباره اختيارا بين مؤسسة سياسية أقدم وأكثر اعتدالا ورؤية أصغر وأكثر تقدمية للحزب. وقد قدم ممداني، الذي يصف نفسه على موقع حملته الانتخابية بأنه اشتراكي ديمقراطي، عددا من الوعود في برنامجه، وأبرزها حماية المستأجرين وتعزيز إنفاذ القانون ضد الملاك، وتسريع تطوير الإسكان بأسعار معقولة، وإنشاء متاجر البقالة التي تديرها المدينة، وإلغاء أجور حافلات المدينة. وتضمن البرنامج أيضًا إنشاء وكالة للسلامة العامة، واستثمارات في برامج الصحة العقلية على مستوى المدينة، وفرض ضريبة بنسبة 2% على السكان الذين يكسبون أكثر من مليون دولار سنويًا، وزيادة معدل الضريبة على الشركات إلى 11.5%. حظي ممداني بدعم واسع خلال الحملة الانتخابية من السيناتور بيرني ساندرز والنائبة الديمقراطية التقدمية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز. ومن بين الداعمين البارزين الآخرين المدعية العامة لنيويورك ليتيتيا جيمس، والنائب السابق جمال بومان، ووزير العمل السابق روبرت راي.
** تعليمه ومسيرته المهنية والسياسية
ولد ممداني في أوغندا عام 1992، لكنه نشأ في مدينة نيويورك بعد أن هاجر والده، المفكر والمخرج السينمائي الأوغندي الهندي محمود ممداني، ووالدته، الصحفية ميريام بيرنباوم، إلى الولايات المتحدة عندما كان في السابعة من عمره، وفقًا لسيرته الذاتية. قبل دخوله عالم السياسة، عمل ممداني سائق سيارة أجرة وأصبح معروفًا بعمله في مجال العدالة الاجتماعية والإسكان وحقوق المهاجرين. يُمثل ممداني حاليًا كوينز في المجلس التشريعي لولاية نيويورك. وهو أول جنوب آسيوي وأوغندي يشغل هذا المنصب، وثالث مسلم يشغل هذا المنصب. إذا انتُخب ممداني عمدةً لمدينة نيويورك العام المقبل، فسيكون عمره 34 عامًا، مما يجعله أصغر عمدة للمدينة منذ عام 1917، عندما شغل جون بورو ميتشل، المعروف باسم “العمدة الصبي”، المنصب لفترة واحدة. وسيكون ممداني أيضًا أول مسلم يتولى هذا المنصب.
** آراؤه المعادية لإسرائيل والمؤيدة لغزة
وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، لطالما كان ممداني ناقدًا صريحًا للحكومة الإسرائيلية ومعاملتها للفلسطينيين. في عام ٢٠٢٣، قدّم مشروع قانون كان من شأنه إنهاء الإعفاءات الضريبية للجمعيات الخيرية في مدينة نيويورك المرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية التي تنتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان. إلا أن المجلس التشريعي للولاية اعتبر مشروع القانون “غير قابل للتنفيذ”. انتقد ممداني بشدة ممارسات إسرائيل في قطاع غزة، وأكد دعمه لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS). كما شدد على ضرورة اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كونه مطلوبًا من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة. في الوقت نفسه، أكد ممداني أنه لا مكان لمعاداة السامية في نيويورك. وأضاف أنه في حال انتخابه، سيزيد التمويل المخصص لمكافحة جرائم الكراهية. ولطالما ميّز بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية. أصبح موقفه المؤيد للفلسطينيين قضية خلافية في الحملة الانتخابية. تصاعدت التوترات في الأيام الأخيرة عندما رفض ممداني في بودكاست إدانة مصطلح “عولمة الانتفاضة” أو القول إنه يضايقه. وصف الفلسطينيون المصطلح بأنه دعوة جماهيرية للتحرير، بينما اعتبره كثير من اليهود دعوة للعنف، مستوحاة من حركات المقاومة في الثمانينيات.