حكومة غزة: الفلسطينيون الجوعى بالقطاع هدف للقناصة الإسرائيليين

قالت هيئة الإعلام الرسمي في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي “يطلق النار بشكل متعمد على الفلسطينيين” عندما يحاولون الحصول على الغذاء من “مصائد الموت” التي تديرها “منظمة الإغاثة الأمريكية الإسرائيلية”.
وقال إسماعيل الثوابتة، رئيس المكتب، لوكالة الأناضول، إن “طبيعة الإصابات التي وصلت إلى المستشفيات في الأيام الأخيرة جراء الاستخدام المتعمد لمصائد الموت على الجائعين تنوعت بين إصابات حرجة في الرأس والصدر والأطراف العلوية”، مؤكداً أن “هذا يشير بوضوح إلى استخدام متعمد للذخيرة الحية من قبل القناصة”.
وأشار الثوابتة إلى أن الفرق الطبية وثقت حالات بتر وتلف أنسجة شديد بين الضحايا، وأن جيش الاحتلال استخدم “الذخيرة المتفجرة والرصاص المحرم دوليا”.
وأضاف: “كانت العديد من الإصابات دقيقة ومُستهدفة، مما يُشير إلى تورط مُباشر لقناصة قوات الاحتلال. وأصيب العديد من الضحايا أثناء محاولتهم الهروب من مناطق التوزيع، مما يُشير إلى نية الهجمات”.
وخارج إشراف الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية، بدأت تل أبيب في 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر ما يسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”، التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة ولكن تعارضها الأمم المتحدة.
وأعلن المكتب، الثلاثاء، أن حصيلة الشهداء في مراكز توزيع المساعدات “الأمريكية الإسرائيلية” وصلت إلى 516 شهيداً و3799 جريحاً منذ بدء عمل الآلية في 27 مايو/أيار الماضي.
أكد الثوابتة أن المكتب الإعلامي وثّق خلال الأيام الأخيرة عددًا من “الحوادث الدامية” التي استهدفت المدنيين بشكل مباشر في نقاط توزيع المساعدات، وذلك استنادًا إلى إفادات ناجين وتقارير طبية ومقاطع فيديو توثّق إطلاق نار من مسافات قريبة.
قال الثوابتة: “بعض الهجمات نُفذت بطائرات مُسيّرة أو طائرات استطلاع، واستهدفت مخازن الطعام. وهذا يُظهر كيف يتعمد الاحتلال استخدام الجوع كوسيلة قتل جماعي”. وأكد أن “المساعدات الإنسانية نفسها أصبحت مسرحًا للقتل والهجمات المُستهدفة”.
وأضاف: “يُقتل المدنيون الجائعون في قطاع غزة بدم بارد أثناء محاولتهم الحصول على الطعام. هناك تجويع ممنهج، ويُحرم الناس من أبسط حقوقهم”.
وتابع: “إن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان لم يعد مبررا؛ بل أصبح بمثابة تواطؤ”.
وطالب الثوابت “بتحقيق دولي عاجل وإنشاء ممرات إنسانية آمنة لتوزيع المساعدات تحت إشراف الأمم المتحدة بعيداً عن متناول الاحتلال الذي يستخدم الغذاء كسلاح إبادة أو كوسيلة لابتزاز الأمن”.
أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، السبت، أن مليوني فلسطيني في قطاع غزة معرضون لخطر المجاعة، واتهم إسرائيل باستخدام الغذاء “كسلاح لإذلال الفلسطينيين”.
وفي كلمة له أمام الدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وصف لازاريني آلية المساعدات الجديدة بأنها “فخ الموت”.
يأتي ذلك في الوقت الذي أغلقت فيه إسرائيل المعابر الحدودية مع قطاع غزة بشكل صارم أمام الشاحنات التي تحمل الإمدادات والمساعدات والتي تراكمت على الحدود منذ الثاني من مارس/آذار الماضي.
ولم تسمح إسرائيل إلا لعدد محدود من شاحنات المساعدات بالمرور عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه شرقي رفح، في حين يحتاج الفلسطينيون في قطاع غزة إلى 500 شاحنة على الأقل يوميا.
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي جريمة إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، متجاهلة النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لوضع حد لها.
خلّفت الإبادة الجماعية ما يقارب 188 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف مفقود. وشُرّد مئات الآلاف، وأودت المجاعة بحياة الكثيرين، بمن فيهم الأطفال، وتسببت في دمار واسع النطاق.
لقد حاصرت إسرائيل غزة لمدة 18 عامًا، مما أدى إلى تشريد نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون فلسطيني تقريبًا بعد تدمير منازلهم في حرب الإبادة.